موجة حرّ خانقة في مالي وسط ضعف مقوّمات الصمود

موجة حرّ خانقة في مالي وسط ضعف مقوّمات الصمود

20 ابريل 2024
مالي ليست مجهزة لمواجهة موجات الحر، باماكو في 6 إبريل 2022 (تيزكان إيكيزلر/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مالي تواجه موجة حر غير مسبوقة بدرجات تجاوزت 45 درجة مئوية، مما أدى إلى ظروف قاسية لسكان باماكو الذين يبذلون جهودًا مضنية للتكيف مع الحرارة الشديدة، مثل استخدام المناديل المبللة وتجنب العباءات النايلون.
- البلاد، التي تعاني من أزمات أمنية واقتصادية وسياسية، تواجه صعوبات في التعامل مع موجات الحر المتزايدة بسبب التغير المناخي وانقطاع التيار الكهربائي، مما يحد من استخدام المراوح ومكيفات الهواء.
- تقرير "وورلد وِذر أتريبيوشن" يحذر من أن موجات الحر قد تزداد حدة وتكرارًا بسبب التغير المناخي، مع تسجيل مئات إن لم يكن آلاف الوفيات المرتبطة بالحرارة في مالي، وتعقيدات في رعاية المرضى بسبب انقطاع الكهرباء.

شهدت مالي في مطلع إبريل/ نيسان الجاري، موجة حرّ غير مسبوقة من ناحية مدّتها أو حدّتها، وواجه سكان العاصمة باماكو وضعاً خانقاً في ظل أشعة شمس حارقة وهواء مثقل بالغبار.

يضع أبو بكر باماتيك منديلاً تحت خيط من الماء قبل أن يلفّه حول رأسه... على غرار كثيرين من سكان باماكو، يبذل هذا الرجل كل ما في وسعه لمقاومة موجة حرّ تضرب البلاد. ويقول باماتيك: "أشرب الكثير من الماء، وغالباً ما أبلّل عمامتي وأتجنب ارتداء العباءات المصنوعة من النايلون، وأفضّل تلك القطنية الصغيرة لتفادي الحرّ الشديد".

ومثل بلدان أخرى في منطقة الساحل، تجاوزت الحرارة في مالي 45 درجة مئوية، وبلغت ذروتها عند 48,5 درجة مئوية في كايس غرب البلاد، وهو مستوى قياسي لهذه البلاد. وبعد بضعة أيام، انخفضت درجات الحرارة لتصل إلى مستويات مقبولة أكثر في العاصمة المالية، لكنّ تحمّلها كان صعباً أيضاً، إذ وصلت في منتصف النهار إلى نحو 43 درجة مئوية.

ويقول عثمان ديارا، وهو سائق دراجة نارية لنقل الركاب في باماكو، إنّ "الوضع مزعج جداً في ظل موجة حرّ، لكننا مجبرون على العمل".

ومالي المصنّفة بين أكثر البلدان فقراً في العالم، ليست مجهزة لمواجهة موجات الحر، التي يُتوقَّع أن تزداد حدّتها بسبب التغيّر المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة، بحسب تقرير نشرته الشبكة العلمية "وورلد وِذر أتريبيوشن" الخميس. وتواجه البلاد التي تعاني أزمة أمنية واقتصادية وسياسية عميقة، انقطاعاً للتيار الكهربائي بسبب تهالك محطاتها لتوليد الطاقة والديون المرتفعة التي تثقل كاهل شركة الطاقة الوطنية.

ويحدّ انقطاع التيار الكهربائي المتواصل من استخدام المراوح ومكيفات الهواء. ويضيف باماتيك: "في المساء، أنام على السطح مع عائلتي، حتى إنني اشتريت مراوح وأعطيتها لعائلتي حتى يستخدموها".

آلاف الوفيات في مالي

تشير "وورلد وِذر أتريبيوشن" إلى أنّ موجات الحر "تُعدّ من بين الكوارث الطبيعية الأكثر فتكاً". وعلى الرغم من نقص البيانات المتاحة في البلدان المعنية، "من المرجح أن تكون قد سُجّلت مئات إن لم يكن الآلاف من حالات الوفاة المرتبطة بالحرّ"، بحسب العلماء.

ويقول الطبيب إبراهيم فال، رئيس وحدة الطب في المركز المرجعي التابع للمنطقة 3 في باماكو: "شهدنا هذا العام، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، حالات لأشخاص عانوا ارتفاعاً في درجة الحرارة وجفافاً". ويضيف "كنّا مضطرين إلى إدخالهم المستشفى، لكن لسوء الحظ، هناك نسبة وفيات مرتفعة جداً بسبب الحمى والجفاف، قد تصل إلى 50%".

ويعقّد انقطاع التيار الكهربائي عملية رعاية المرضى. وكان المركز الوطني لنقل الدم في باماكو قد طلب من المؤسسات الطبية في مطلع إبريل "تعليق أي عمليات نقل دم غير ضرورية" بسبب "الانقطاع الكهربائي اليومي والمطول والذي يصل إلى أكثر من 12 ساعة" يومياً.

ويرى العلماء أن موجة حر كالتي ضربت مالي وبوركينا فاسو ستحدث بمعدل 10 مرات أكثر مما تحصل في المناخ الراهن، في حال ارتفعت حرارة الأرض درجتين مئويتين إضافيتين، وهو ما يمكن أن يحدث بين عامي 2040 و2050 إذا لم يتم خفض انبعاثات غازات الدفيئة سريعاً، بحسب التقديرات.

 (فرانس برس)

المساهمون