مسيحيو العراق يلغون الاحتفالات برأس السنة تضامناً مع غزة

مسيحيو العراق يلغون الاحتفالات برأس السنة تضامناً مع غزة

12 ديسمبر 2023
الكاردينال لويس ساكو يقود قداساً في كنيسة بأربيل (صافين حميد/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مسيحيو العراق عبر مجموعة من الكنائس، اليوم الثلاثاء، إلغاء الاحتفالات برأس السنة الجديدة وميلاد المسيح، لأسباب عدة أبرزها التضامن مع شهداء غزة، وكذلك ضحايا حادثة عرس الحمدانية في مدينة الموصل العراقية، بالإضافة إلى القلق من أن تكون السلطات العراقية "لا تأخذ حاجتهم للأمان بجدية".

مسيحيو العراق: ألغينا الاحتفالات احتراماً لضحايا غزة

وذكرت منظمة "أوبن دور" المسيحية، في بيان، أن "قادة الكنائس وبدعوة من البطريرك الكاردينال لويس ساكو، اجتمعوا في قضاء عينكاوه ذي الغالبية المسيحية، التابع للعاصمة أربيل، وقرروا إلغاء الاحتفالات لهذا العام احتراماً للضحايا في غزة، وضحايا حريق قاعة الأعراس في الحمدانية.

وأكدت المنظمة أن "المجتمعين عبّروا عن قلقهم من تجاهل الحكومة العراقية حاجة المسيحيين إلى الأمان في العراق، لا سيما أنها لم تتخذ إجراءات جدية للحفاظ على حقوقهم"، بحسب تعبير البيان.

وتواصل "العربي الجديد"، مع ميرنا عماد، وهي مسؤولة في منظمة مسيحية تدعى "العين"، وقالت إن "وضع المسيحيين يتدهور في العراق، بسبب الاضطهاد المتعمد والتهميش والتعنت السياسي تجاه زعماء الدين المسيحيين، والتضييق على الكاردينال لويس ساكو، وكان لا بد من الاحتجاج على هذا الاستهداف بطريقة سلمية".

وأكملت عماد أن "حريق عرس الحمدانية صار جرحاً عند المسيحيين، ومن الصعب تجاوزه بسرعة، أما الوضع في غزة، فنحن نتابع بألم ما يجري هناك، وكلنا حسرة على المظلومين المدنيين الذين يتعرضون إلى الهجمة الإسرائيلية الوحشية، وقد أقامت الكنائس الصلوات لأجل غزة".

وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لليوم الـ 67، وسط قصف عنيف يستهدف محيط المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس والمنازل والبنى التحتية كافة، فيما تستمر الاشتباكات مع المقاومة في محاور عدة، خصوصاً في خانيونس، جنوباً. وخلفت الهجمات الوحشية للاحتلال الإسرائيلي، نحو 18 ألف شهيد فلسطيني و50 ألف مصاب.

مسيحيو العراق يمرون بمرحلة صعبة

من جهته، قال عضو منظمة "سورايه"، أثير بولص إن "مسيحيي العراق يمرون بمرحلة صعبة، خصوصاً مع القرارات الأخيرة التي صدرت بحق إقالة الكاردينال ساكو، وكان قراراً مجحفاً، لكن اللعبة السياسية والاتفاقات قضت بذلك، فبالتالي كان لا بد من ردة فعل"، معتبراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "إلغاء الاحتفالات برأس السنة، هو أقل ما يمكن تقديمه معنوياً لذوي ضحايا عرس الحمدانية الذي راح ضحيته، أكثر من مائة شخص، والجريمة الوحشية بحق المدنيين في غزة".

وسبق أن وجه رئيس أساقفة الكلدان في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، المطران نجيب موسى ميخائيل، انتقادات حادة للحكومة في بغداد، مؤكدا انخفاض أعداد المسيحيين في العراق إلى الثلث، مشيرا إلى أن "حقوق المسيحيين منتهكة بشكل أو بآخر، ولا يرون أي دعم من الحكومة المركزية (الحكومة العراقية ببغداد) بشكل خاص".

وأضاف ميخائيل أن "هنالك الكثير من الأمور في الدولة فيها إجحاف بحق المسيحيين، وكذلك الإخوة الأيزيديين والكاكائية والصابئة المندائية وغيرهم، وما يجري لهذه المكونات الأصيلة الجميلة التي تعطي نكهة للعراق وحضارته القديمة، يعد خسارة للجميع".

ورغم استعادة القوات العراقية مدينة الموصل وسهل نينوى ذي الأغلبية العربية المسيحية، منذ ما يزيد عن خمس سنوات، فإن عمليات عودة العراقيين المسيحيين لديارهم ما زالت تواجه مشاكل كثيرة، أبرزها هيمنة الجماعات المسلحة الحليفة لإيران على مناطق واسعة، وتنصل الحكومات المتعاقبة في بغداد، من تعهدات إعادة إعمار مدنهم.

وكان الكاردينال لويس ساكو، قد لفت في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ السبب الرئيسي لاستمرار نزوح آلاف الأسر المسيحية من سهل نينوى وأنحاء أخرى في شمال العراق، يعود إلى هيمنة الجماعات المسلحة، وغياب الإعمار في تلك المناطق، محذّراً من أنّ تلك المليشيات والعصابات "تمثّل خطراً على المجتمع العراقي ككلّ، وعلى المسيحيين بصفتهم أقلية".

كما أكّد ساكو أن "الحكومات العراقية لم تسعف المسيحيين بإعمار مدنهم وكنائسهم كما ينبغي"، ورأى أنّه يجب على "الحكومة والمنظمات الدولية تقديم المساعدات لإعادة إعمار البلدات المسيحية".

المساهمون