"طوفان الخير".. حملة رمضانية لإغاثة المهجرين من مدن عراقية

"طوفان الخير".. حملة رمضانية لإغاثة المهجرين من مدن عراقية

28 مارس 2024
شملت الحملة إغاثة 1500 أسرة نازحة بمواد غذائية وصحية وإعانات مادية (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حملة "طوفان الخير الكبرى" تستمر في توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين بمخيمات جنوب الفلوجة، وسط تفاقم معاناتهم بسبب الأمطار الغزيرة والظروف المعيشية الصعبة.
- الفصائل المسلحة مثل "الحشد الشعبي" تمنع عودة السكان لأسباب طائفية، مما يؤدي إلى تغيير ديمغرافي، بينما يطالب خميس الخنجر بإنهاء معاناة النازحين وضمان عودتهم.
- تقارير تشير إلى وفيات بين النازحين بسبب الأمطار وسوء التغذية، مع تأكيد على ضرورة اتخاذ قرار إنساني لإعادة النازحين إلى منازلهم، في ظل استيلاء مليشيات مسلحة على مدنهم.

تتواصل في العراق حملة "طوفان الخير الكبرى"، التي تشهد توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين في المخيمات الواقعة جنوب الفلوجة، في ظل تفاقم معاناة عشرات الآلاف منهم مع اتساع موجة الأمطار التي غطّت مساحات واسعة من شمال وغربي البلاد، وأدت إلى أضرار كبيرة في أوضاعهم المعيشية.

ورغم انتهاء صفحة المعارك والمواجهات مع مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ عام 2017، باستعادة السيطرة على المناطق التي احتلها عام 2014، إلا أنّ الفصائل المسلحة التابعة لـ"الحشد الشعبي"، تواصل سيطرتها على 11 بلدة ومنطقة وتمنع عودة أهلها، لأسباب ذات بُعد طائفي ينطوي على تغيير ديمغرافي لتلك المناطق.

وأبرز هذه المناطق جرف الصخر، والعويسات، والعوجة، وعزيز بلد، ويثرب، وطوزخورماتو، وإبراهيم بن علي، وذراع دجلة، والثرثار، ومناطق أخرى في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى.

ويقيم المُهجّرون من أهالي تلك المناطق في مخيمات ومعسكرات بعيدة عن المدن، في ظل ظروف إنسانية صعبة، ومشاكل عديدة أبرزها سوء التغذية وانعدام التعليم للأطفال والأمراض سيما تلك التي تفتك بالنساء.

وأمس الأربعاء، طالب رئيس حزب "السيادة"، أكبر الأحزاب العربية السنية في العراق، خميس الخنجر، الذي يرعى حملة "طوفان الخير الكبرى" بإنهاء معاناة آلاف العائلات التي ما تزال في مخيمات النزوح، ومنها مدن جرف الصخر والعويسات التي تحتلها الجماعات المسلحة.

وشملت الحملة إغاثة 1500 أسرة نازحة بمواد غذائية وصحية وإعانات مادية، حيث شدّد الخنجر مضيه في "طريق المطالبة بحقوق تلك الأسر المظلومة"، مؤكدا حقهم في "العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية، أسوة بالكثير من النازحين الذين غادروا مخيمات النزوح وعادوا إلى مناطقهم بعد استتباب الوضع الأمني فيها".

ووفقا لمصادر صحية عراقية في العاصمة بغداد، فإن 3 وفيات تم تسجيلها خلال الأيام الماضية، في مخيمات النزوح بفعل الأمطار وسوء التغذية داخل مخيمين للنازحين أحدهما يقع جنوب شرقي الأنبار إلى الغرب من العاصمة بغداد.

وأكدت لـ"العربي الجديد"، أنّ النساء والأطفال الأكثر تعرضا لمخاطر البقاء في تلك المخيمات، مُتّهمة وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بـ"عدم الدقة والوضوح، والخضوع لأجندات سياسية في التعامل مع النازحين".

الناشط الحقوقي أحمد الدليمي، اعتبر أوضاع النازحين العراقيين المبعدين عن مدنهم "تحتاج إلى قرار إنساني لإعادتهم لمنازلهم"، مضيفا أن العدد الكلي للنازحين سواء من الموجودين في المخيمات أو ممن يسكنون المنازل والهياكل المبنية الفارغة يصلون إلى ربع مليون شخص في الفلوجة ومحيطها، ويعانون الأمراض والفقر والتجهيل، بسبب حرمان أبنائهم من التعليم".

وأوضح الدليمي أن "مليشيات مسلحة تستولي على مدنهم، والحكومات المتعاقبة تعجز عن إيجاد حل لهم".

يجري ذلك في وقت لا يزال نحو نصف مليون نازح عراقي ممنوعين من العودة إلى مدنهم بقرار من مليشيات مسلحة تستولي عليها، وأبرزها منطقة جرف الصخر (شمالي بابل).

وتسيطر على المنطقة مليشيات "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق" و"جند الإمام" منذ نهاية عام 2014. كما منعت تلك المليشيات سكان بلدات أخرى، أبرزها العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار، وقرى المقدادية وحوض العظيم، شمال شرقي محافظة ديالى، من العودة إليها.

المساهمون