سورية: الشرطة المدنية في ريف حلب تعذب طفلاً اتهمته بالسرقة

23 مايو 2023
قيادة الشرطة تعهّدت بمحاسبة العنصرين اللذين عذّبا الطفل (العربي الجديد)
+ الخط -

تعرّض طفل (9 سنوات) من العمر للتعذيب من قبل عناصر الشرطة المدنية التابعة للحكومة السورية المؤقتة في منطقة درع الفرات بريف حلب الشرقي شمالي البلاد، بعد اتهامه بسرقة سلاح فردي ومبلغ مالي.

ويقول الناشط محمد زين الدين، وهو من أبناء مدينة الباب بريف حلب الشرقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الشرطة المدنية التابعة للحكومة السورية المؤقتة أطلقت، أمس الإثنين، سراح الطفل إبراهيم محمد قديراني البالغ من العمر 9 سنوات، بعد ثبوت براءته على خلفية توجيه تُهم إليه بسرقة بندقية من نوع كلاشينكوف ومبلغ مالي قدره 4 آلاف و800 ليرة تركية (نحو 238 دولاراً)، وذلك في مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة درع الفرات شرقي محافظة حلب.

ويوضح زين الدين أنّ الطفل إبراهيم تعرّض للتعذيب في كافة أنحاء جسمه من قبل عناصر الشرطة المدنية خلال فترة اعتقاله في مركز الشرطة والأمن العام في مدينة الباب، مشيراً إلى أنه اعتقل منذ يوم الخميس الماضي، وأطلق سراحه أمس الإثنين بكفالة مالية على الرغم من ثبوت براءته، مبيناً أنّ الشرطة اعتقلت أيضاً والد إبراهيم بعد توجيه تُهم إليه ببيع البندقية التي اتّهم ابنه إبراهيم بسرقتها. 

ويلفت زين الدين إلى أنّ قيادة الشرطة المدنية في مركز الشرطة بمدينة الباب أحالت العنصرين اللذين عذّبا الطفل إلى اللجنة المسلكية، موضحاً أنّ قيادة الشرطة تعهدت بمحاسبة العنصرين بشكل عادل وفق القانون.

إلى ذلك، يقول النقيب سفيان الأحمد، وهو رئيس قسم الأمن الجنائي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي: "تقدّم المدعو أيمن الثامر المقيم في مدينة الباب بدعوى تتضمن سرقة بارودة روسية من نوع كلاشينكوف ومبلغ مالي قدره أربعة آلاف وثمانمئة ليرة تركية من داخل سيارته من نوع هيونداي سنتافي موديل 2005".

يضيف: "توجهت دورية من قسم الأمن الجنائي بدلالة المدعي إلى عنوان المدعو عليهما وألقي القبض على المدعو محمد القديراني وابنه إبراهيم".

ويوضح أنه خلال "التحقيق الشفهي مع الصبي اعترف بما نُسب إليه، وأنه سرق بارودة ومبلغاً مالياً من سيارة المدعي وأعطاها لوالده المدعو محمد قديراني. وبالتحقيق مع الوالد، أنكر ما نسب إليه، ثم أمر النائب العام بتفتيش المنزل. وتوجهت دورية من قسم الأمن الجنائي برفقة عناصر شرطة نسائية، ولم يتم العثور على المسروقات. وعليه، أجريت مقابلة وجاهية بين المدعى عليهما إبراهيم ومحمد بحضور منظمي الضبط. وأكد الطفل أنه سلّم البارودة لوالده مع المبلغ المالي، في المقابل أصر الوالد على نفي ما نسب إليه".

وكانت دورية أمنية تابعة لجهاز الشرطة المدنية قد اعتقلت، يوم الأربعاء الماضي، عائلة نازحة من مدينة مورك بريف حماة الشمالي، جُلهم من النساء والأطفال وبينهم طالبات جامعيات، كما اعتدت عليهم بالضرب أثناء محاولتهم إزالة خيمة ضمن حوش أحد المنازل الذي يسكنونه في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي. 

وفي الرابع من مايو/ أيار الجاري، تعرض الناشط الحقوقي إبراهيم عبد اللطيف النجار، وهو عضو في نقابة المحامين الأحرار (فرع حلب)، للضرب المبرح من قبل عناصر الشرطة المدنية، وذلك في بلدة أخترين بريف حلب الشمالي. حينها، أدان اتحاد الإعلاميين السوريين الاعتداء، وطالب بمحاسبة المتورطين وتأديب عناصر الشرطة للعاملين في المنطقة، وتحسين تعاملها مع الأهالي.

المساهمون