درجات حرارة قياسية حول العالم في شهر إبريل رغم تراجع إل نينيو

درجات حرارة قياسية حول العالم في شهر إبريل رغم تراجع ظاهرة إل نينيو

08 مايو 2024
ألواح من الثلج لمواجهة الحرارة في الفيليبين (إزرا أكايان/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في إبريل، سُجلت درجات حرارة قياسية عالميًا بسبب تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، مع تسجيل شهر إبريل 2024 درجة حرارة أعلى بـ1,58 درجة مئوية من متوسط ما قبل الثورة الصناعية.
- الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الجفاف اجتاحت العالم في إبريل، مع تأثيرات ملحوظة في أوروبا وآسيا وجنوب البرازيل، مما يعكس تأثير تغير المناخ على الأحوال الجوية العالمية.
- الأمم المتحدة حذرت من احتمالية شهود عام 2024 درجات حرارة قياسية، مؤكدة على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الضارة للحفاظ على استقرار النظام البيئي العالمي.

سُجّلت درجات حرارة قياسية حول العالم في شهر إبريل/نيسان الماضي، وفق ما أظهر تقرير صادر عن مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي، الأربعاء، وذلك رغم تراجع ظاهرة "إل نينيو" التي تساهم في زيادة الاحترار، وأشار التقرير إلى أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يؤدي إلى تفاقم الظواهر المتطرفة.
ومنذ يونيو/حزيران من العام الماضي، كان كل شهر الأكثر حراً مقارنة بالفترات نفسها من الأعوام السابقة وفق كوبرنيكوس. ولم يكن شهر إبريل 2024 استثناء مع تسجيله 1,58 درجة مئوية أعلى من متوسط ما قبل الثورة الصناعية في الفترة ما بين 1850 و1900.

انتهاء ظاهرة "إل نينيو" لن يغير اتجاه احترار المناخ

وأوضح المرصد أنه "رغم أنه أمر غير معتاد، فقد سجّلت في السابق سلسلة من درجات الحرارة الشهرية القياسية في 2015 و2016". كذلك، كان متوسط درجة الحرارة على مدار الاثني عشر شهرا الماضية أعلى 1,6 درجة مئوية من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية متجاوزا هدف 1,5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس لعام 2015 للحد من ظاهرة احترار المناخ.
وهذا الاختلال لا يعني أن المناخ وصل إلى هذه العتبة الحرجة، إذ يتوجّب لذلك حساب متوسط درجات الحرارة على مدى عقود. لكنّ ذلك يشير إلى "مدى استثنائية ظروف درجات الحرارة العالمية التي نشهدها حاليا"، وفق ما قال عالم المناخ في كوبرنيكوس جوليان نيكولا.


وكان الشهر الماضي ثاني أكثر أشهر إبريل حرّا يسجل على الإطلاق في أوروبا، كما شهر مارس/آذار، وفترة الشتاء برمّتها. وتعرّضت مساحات شاسعة من آسيا لموجات حر شديد في الأسابيع الأخيرة، فيما ضربت جنوب البرازيل فيضانات مميتة.
واجتاحت الكوكب ظواهر مناخية متناقضة في إبريل مثل الفيضانات وموجات الجفاف، وشهدت معظم أنحاء أوروبا شهر إبريل أكثر رطوبة من المعتاد، رغم أن جنوب إسبانيا وإيطاليا وغرب البلقان كانت أكثر جفافا من المتوسط، كما تسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات في أجزاء من أميركا الشمالية وآسيا الوسطى والخليج العربي. وفي حين شهد شرق أستراليا هطول أمطار غزيرة، ضربت الجزء الأكبر من البلاد ظروفا أكثر جفافاً من المعتاد، كما حدث في شمال المكسيك وحول بحر قزوين.

وبلغت ظاهرة إل نينيو المناخية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ وإلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ذروتها في وقت سابق من هذا العام وهي تتجه نحو "ظروف محايدة" في أبريل بحسب المرصد الأوروبي. ومع ذلك، حطّم متوسط درجات حرارة سطح البحر الأرقام القياسية في أبريل للشهر الثالث عشر على التوالي.

ويهدّد ارتفاع درجة حرارة المحيطات الحياة البحرية ويساهم في زيادة الرطوبة في الغلاف الجوي ويعرّض دورها الحاسم في امتصاص انبعاثات غازات الدفيئة التي تؤدي إلى احترار الكوكب، للخطر.

وتشير التوقعات المناخية إلى أن النصف الثاني من العام الحالي قد يشهد تحولا إلى ظاهرة "لا نينيا" التي تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية، إلا أن انتهاء ظاهرة "إل نينيو" لن يغير اتجاه احترار المناخ.
وأوضح مدير كوبرنيكوس، كارلو بوونتيمبو، في بيان، أن "الطاقة الإضافية المحبوسة في المحيط والغلاف الجوي بسبب زيادة تركيزات غازات الدفيئة ستواصل دفع درجة الحرارة العالمية نحو أرقام قياسية جديدة".

وحذّرت الأمم المتحدة في مارس، من أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يشهد عام 2024 درجات حرارة قياسية، في حين اختتم عام 2023 عقدا من الحرارة القياسية، ما يدفع الكوكب "إلى حافة الهاوية". وقال وليان نيكولا إنه "ما زال من المبكر بعض الشيء" توقّع ما إذا كانت ستسجّل درجات حرارة قياسية جديدة" مع الأخذ في الاعتبار أن العام 2023 كان استثنائيا.

(فرانس برس)

المساهمون