خبيرة أممية تحذّر من تداعيات تدهور الصحة النفسية في قطاع غزة

خبيرة أممية تحذّر من تداعيات تدهور الصحة النفسية في قطاع غزة

22 ابريل 2024
طفل فلسطيني وسط دمار خانيونس جنوبي قطاع غزة، في 22 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الخبيرة الأممية تلالنغ موفوانغ حذرت من تدهور الصحة النفسية للفلسطينيين في غزة بسبب الحرب، مشيرة إلى خطر تحول الأضرار النفسية إلى اضطرابات مزمنة.
- يونيسف ومنظمات دولية أخرى أعربت عن قلقها بشأن تأثير الحرب على صحة الأطفال والبالغين، مؤكدة على الحاجة لتوفير دعم نفسي عاجل.
- البنية التحتية الصحية في غزة تعرضت لدمار شامل، مما أثر سلبًا على توفير الرعاية الصحية والنفسية، مع تأكيد على الحاجة الماسة للدعم الدولي لإعادة البناء.

وسط القصف والدمار والتهجير والجوع والأمراض والموت، لا بدّ من أن تتدهور الصحة النفسية لدى الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين في قطاع غزة لليوم الـ199. وقد حذّرت الخبيرة الأممية تلالنغ موفوانغ، اليوم الاثنين، من مخاطر الأمراض والاضطرابات النفسية بين الفلسطينيين في قطاع غزة بعد سنوات من الآن، على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من ستّة أشهر.

وقالت موفوانغ، المقرّرة الخاصة المعنيّة بحقّ كلّ إنسان في التمتّع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والنفسية: "بطبيعة الحال، نرى الإصابة البدنية. ولأنّها بدنية، يمكن للمرء أن يقدّر مدى خطورتها. لكنّ الألم النفسي الحاد، الذي سوف يتحوّل بعد ذلك إلى رهاب وأنواع أخرى من الأمراض النفسية في مرحلة لاحقة من الحياة، أمر مهمّ حقاً للبدء في وضعه في عين الاعتبار".

وكانت منظمات دولية عدّة ووكالات تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت أكثر من مرّة من تبعات الحرب المدمّرة على صحة الكبار كما الصغار، البدنية والنفسية على حدّ سواء. ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من هذه الجهات التي تناولت الصحة النفسية مسلّطة الضوء خصوصاً على ما يعانيه الأطفال الذين يُعَدّون من الفئات الأكثر تضرّراً من الحرب القائمة. ومنذ الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي الأخير، راحت منظمة يونيسف تصف العدوان الإسرائيلي بأنّه "حرب على الأطفال".

وفي هذا الإطار، أشار مكتب منظمة يونيسف في الولايات المتحدة الأميركية، في تقرير أصدره أخيراً في 17 إبريل/ نيسان الجاري، إلى أنّ الأطفال في قطاع غزة يعانون نفسياً وجسدياً، إذ اضطروا إلى النزوح بسبب العنف والتهديد المتواصل بالقصف، من دون إمكانية الحصول على غذاء ومياه مأمونة. وبيّن المكتب أنّ منظمة يونيسف تعمل مع شركاء لها من أجل توفير الدعم العاجل في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.

دعم الصحة النفسية ضرورة لأطفال غزة

في الإطار نفسه، كان مدير الاتصالات في مكتب منظمة يونيسف في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان كريكس قد أفاد، في الثالث من فبراير/ شباط الماضي، بأنّ تقديرات المنظمة تشير إلى أنّ 17 ألف طفل في قطاع غزة انفصلوا عن عائلاتهم خلال الحرب الأخيرة، ويُعتقَد أنّ جميع الأطفال الفلسطينيين في القطاع في حاجة إلى دعم خاص بالصحة النفسية. أضاف كريكس أنّ أعراضاً تظهر على الأطفال في قطاع غزة، من قبيل "مستويات عالية جداً من القلق المستمرّ ومن فقدان الشهية"، وتابع أنّهم "لا يستطيعون النوم، أو يُصابون بنوبات اهتياج عاطفي أو يفزعون في كلّ مرّة يسمعون فيها صوت القصف".

وبيّن مدير الاتصالات في مكتب منظمة يونيسف في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنّ تقديراتهم، قبل هذه الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كانت تشير إلى حاجة 500 ألف طفل إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي في قطاع غزة. وأكّد أنّ "اليوم، تشير تقديراتنا إلى أنّ جميع الأطفال تقريباً في حاجة إلى هذا الدعم، وهو ما يعني أكثر من مليون طفل".

وفي البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الاثنين، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين في القطاع المحاصر إلى 34 ألفاً و151 شهيداً إلى جانب 77 ألفاً و84 جريحاً، في حين أنّ أكثر من ثمانية آلاف آخرين ما زالوا مفقودين، لا سيّما تحت الأنقاض. يُذكر أنّ هؤلاء بمعظمهم من الأطفال والنساء.

المنظومة الصحية في غزة دُمّرت بالكامل

من جهة أخرى، قالت موفوانغ إنّ "المنظومة الصحية في قطاع غزة دُمّرت بالكامل، كذلك محي الحقّ في الصحة على كلّ المستويات"، مشدّدةً على أنّ "الظروف الملائمة لوصول الجميع إلى أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والنفسية غير متوفرة". أضافت المقرّرة الأممية أنّها تشعر بقلق إزاء خطر الأمراض المنقولة عبر المياه والهواء ونقص الإمدادات الطبية وخدمات الصحة الإنجابية والنفسية في قطاع غزة، الذي تمضي آلة الحرب الإسرائيلية في استهدافه.

وكانت قوات الاحتلال قد عمدت، منذ الأيام الأولى من الحرب على قطاع غزة المحاصر، إلى تدمير المنظومة الصحية فيه من خلال استهداف المستشفيات وإخراجها عن العمل، وكذلك استهداف الأطقم الطبية والصحية والمسعفين ومركبات الإسعاف. وخير دليل على ذلك مجمّع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، حيث ما زال البحث مستمراً عن جثث شهداء دفنتهم القوات الإسرائيلية فيه وفي محيطه قبل انسحابها من المدينة واقتحامها المستشفى، الذي يُعَدّ ثاني أكبر مستشفيات قطاع غزة. كذلك، فإنّ التدمير الهائل الذي ألحقته تلك القوات بمجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، شمالي القطاع، يأتي في السياق نفسه لعملية ضرب المنظومة الصحية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون