تونس تغير خططها لمواجهة تصاعد الأمية

09 سبتمبر 2022
مقاربة جديدة لمكافحة الأمية في تونس (فتحي الناصري/ فرانس برس)
+ الخط -

تتّجه تونس نحو اعتماد مقاربة جديدة في مكافحة الأمية في البلاد عبر مدارس التعلّم مدى الحياة التي سوف تعوّض برنامج تعليم الكبار الذي اعتمدته السلطة منذ عام 2002 في إطار مكافحة الأمية لدى الذين حُرموا من التعليم من أعمار مختلفة. لكنّه بعد أكثر من عقدَين من تنفيذ البرنامج، أخذت مستويات الأمية في تونس منحاً تصاعدياً مدفوعة بارتفاع عدد المنقطعين عن التعليم في السنوات الأخيرة وارتدادهم إلى الأميّة.

وسجّلت تونس في العقد الماضي انقطاع أكثر من مليون تونسي عن التعليم، الأمر الذي تسبّب في ارتفاع نسبة الأميين في البلاد إلى نحو مليونَين، فيما تعرف مقاربات محو الأمية اضطراباً نتيجة ضعف الإمكانيات المالية المخصصة لها.

وبمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي حلّ أمس الخميس في الثامن من سبتمبر/ أيلول، قال المدير العام للمركزي الوطني لتعليم الكبار علي الفالحي إنّ "النية تتّجه نحو اعتماد مقاربة جديدة في مكافحة الأمية وذلك عبر تحويل المركز الوطني لتعليم الكبار إلى مركز وطني للتعلّم مدى الحياة".

وتُقدَّر نسبة الأمية في تونس بحسب المسح الوطني الذي أعدّته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع البنك الدولي في عام 2019 بـ17.7 في المائة، غير أنّ هذه النسبة سجّلت ارتفاعاً ما بعد أزمة كورونا الوبائية لتصل إلى 17.9 في المائة.

ويرى خبراء أنّ الانقطاع المبكر عن الدراسة ونسب التسرّب المدرسي اللذَين تسبّبا في ترك أكثر من مليون تلميذ مقاعد الدراسة في العشرية الأخيرة، يمثّلان أبرز أسباب التطوّر الحاصل في نسب الأمية، يُضاف إلى ذلك محدودية انخراط كبار السنّ في منظومة تعليم الكبار التي تبقى محدودة النتائج.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويعيد عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والمشرف على إعداد دراسة حول واقع التعليم في تونس منير حسين تطوّر مؤشّر الأمية في تونس إلى "الارتداد السريع للمنقطعين عن الدراسة في المرحلتَين الابتدائية والأساسية وما يرفقها من ضعف في المكاسب التعليمية". ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "نسبة 55 في المائة من المنقطعين يغادرون مقاعد الدراسة في السنوات الأولى، وهم فئة مقصيّة من إعادة الدمج وبرامج التكوين أو التعليم".

وبيّنت الدراسة التي أشرف عليها حسين أنّ نسبة التمدرس تنخفض مع تقدّم التلاميذ في السنّ وتُسجَّل فوارق بين نسبة المتمدرسين الذين بلغوا سنّ السادسة والذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 عاماً، إذ تنخفض النسبة من 99.5 في المائة للفئة الأولى إلى 81.9 في المائة للفئة الثانية.

ويشرح حسين أنّ "عدم تطوّر مؤشّرات مكافحة الأمية بالارتداد السريع للمنقطعين عن الدراسة في المرحلة الإعدادية الأولى إلى الأمية، نتيجة ضعف المكاسب التعليمية التي يحصلون عليها في سنوات الدارسة السبع".

إلى جانب البرامج الحكومية لمكافحة الأمية، تسعى منظمات مدنية إلى تطوير برامج موازية لمنح المنقطعين عن التعليم أو الذين لم يلتحقوا بالمدارس كلياً فرص تعلّم. ويُذكر في هذا الإطار المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي فتح فضاءً للتعلّم مدى الحياة لسكان حيّ السيدة وهو واحد من أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة التونسية.

المساهمون