تدمير إسرائيلي متكرر للبنية التحتية في مخيم نور شمس بطولكرم

تدمير إسرائيلي متكرر للبنية التحتية في مخيم نور شمس بطولكرم

27 ديسمبر 2023
دمّرت آليات الاحتلال أجزاء من منازل المخيم (وهاج بني مفلح/فرانس برس)
+ الخط -

يعيش اللاجئ الفلسطيني عز الدين أبو دية في حي النصر الواقع على أطراف مخيم نور شمس في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، وهو يضطر حالياً إلى جلب مياه الشرب من خارج المخيم بعد أن انقطعت المياه بشكل كامل عن الحي نتيجة الاقتحام الأخير لقوات الاحتلال، وما أحدثته الآليات العسكرية من دمار للبنية التحتية. 
يقول أبو دية لـ"العربي الجديد": "انقطاع المياه أبسط ما نتعرض له، فقد تعرضنا في اقتحامات سابقة لاقتحام المنزل، وتخريب الممتلكات. الطواقم الفنية التابعة لبلدية طولكرم لم تنته بعد من إصلاح البنية التحتية بعد الاقتحام الأخير الذي دمر كل شيء تقريباً. كانت هناك مناهل صرف صحي تم تجهيز أماكن تركيبها، وقامت جرافات الاحتلال بتدميرها".
وخربت جرافات الاحتلال الطرق في مداخل مخيم نور شمس الأربعة بعد اقتحامها بالآليات العسكرية، بما في ذلك أسوار المنازل والمنشآت، وأجزاء من المنازل، ما يوحي بمحاولة قوات الاحتلال توسيع الطرق والأزقة كي تسهل حركة آلياتها في الاقتحامات المستقبلية.
يقول رئيس اللجنة الشعبية السابق في المخيم، إبراهيم النمر، لـ"العربي الجديد": "طوال نحو 10 ساعات، حاصر الاحتلال من مساء السبت حتى فجر الأحد مخيم نور شمس من كل الجهات، ثم اقتحمت الآليات المخيم من مداخله الأربعة، مدمرة كل شيء، بما في ذلك خطوط المياه والكهرباء الرئيسية، لتنقطع المياه بشكل كامل، وتنقطع الكهرباء عن جزء كبير من المخيم، إضافة إلى تدمير العديد من المركبات، وأسوار منازل، وأجزاء من منازل، ومناهل مياه الصرف الصحي، فضلاً عن إعادة تدمير الشوارع كما في كل مرة".
يضيف: "هذا هو الاقتحام الثامن خلال خمسة أشهر، والثالث بهذا الحجم الضخم، ولا هدف له سوى عقاب الناس، والتدمير الممنهج لكل البنى التحتية، وإيذاء السكان، وتدمير المرافق، مثل مركز الشباب، وهناك 15 عائلة دمرت منازلها، ومطلوب من السلطة أن تستأجر لها منازل إلى حين إعادة بناء بيوتها".

الصورة
تجريف طرقات مخيم نور شمس (وهاج بني مفلح/فرانس برس)
دمر الاحتلال طرقات مخيم نور شمس (وهاج بني مفلح/فرانس برس)

ويشدد النمر على أن "الضفة الغربية كلها باتت مستباحة، المخيمات والمدن والقرى، والاحتلال قام بإلغاء كل الاتفاقات، وعلى السلطة الفلسطينية إعادة النظر بها. هناك تقصير واضح من المؤسسات الرسمية الفلسطينية، ومن وكالة أونروا. صحيح أن جيش الاحتلال يدمر البنية التحتية في كل مرة يقتحم فيها المخيم، وصحيح أن وضع السلطة الفلسطينية سيئ، لكن ظروف الناس أسوأ، وعلى السلطة تحمل مسؤوليتها، فالناس بحاجة إلى إعادة البنية التحتية".
لم تكشف اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس بعد عن الحصيلة النهائية لأضرار الاقتحام الأخير، لكنها قدرت مجمل الخسائر في الاقتحامات السابقة بسبعة ملايين وثلاثمائة وخمسين ألف شيكل (قرابة مليوني دولار)، وتنقسم الأضرار إلى هدم بشكل كامل لنحو 20 مبنى، من بينها 18 منزلاً، إضافة إلى روضة أطفال ومركز شباب مكون من 3 طبقات، إضافة إلى تضرر 80 مبنى بشكل جزئي، فيما خلفت أضراراً في البنية التحتية والطرق.
ويؤكد رئيس اللجنة الشعبية، نهاد الشاويش، لـ"العربي الجديد"، أن "الاقتحام الأخير أدى إلى تدمير عمل أسبوع كامل من محاولات الطواقم لإعادة الحياة إلى شوارع المخيم، حيث تم تدمير شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي، وتم وضع أكوام من التراب لقطع الطرق، وقامت الآليات بتدمير جزئي لخمسة منازل، جزء منها لتوسيع الشوارع لمرور الآليات كونها شوارع ضيقة بحكم طبيعة المخيم، وجزء آخر كعقاب لأصحابها بادعاء أنهم أقارب مقاومين".

وجرّفت قوات الاحتلال خلال اقتحامات سابقة الشارع الرئيسي الذي يمر منه أهالي المخيم إلى القرى والبلدات الشرقية لطولكرم، والذي يعتبر طريقاً رئيسياً نحو مدينة نابلس ووسط الضفة الغربية وجنوبها، لكن الأهالي يضطرون إلى استخدامه لعدم توفر بديل.
يقول الشاويش: "اللجنة الشعبية تقوم بعمل متواصل بعد كل اقتحام لإعادة فتح الطرق التي يدمرها الاحتلال أو يغلقها، وتساعد في ذلك بلدية طولكرم وبلديات أخرى في المحافظة مثل بلدية عتيل، فضلاً عن تقديم إمكانات محدودة من السلطة الفلسطينية، مثل وزارة الأشغال أو الحكم المحلي تشمل إرسال آليات وجرافات، في حين تخلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالكامل عن مسؤولياتها في إعادة تأهيل مخيم نور شمس، رغم كونها المسؤولة عن كل المرافق فيه".
يضيف: "ما يجري حالياً هو إغلاق الحفر الموجودة في الشارع الذي لم يعد معبداً بالأسفلت، بل أصبح شارعاً ترابياً مرصوفاً بـ(الكركار)، وهو الطبقة التي تكون تحت الأسفلت. اللجنة الشعبية لم تتلق أية معلومات أو كتب من جهات رسمية حول وجود مشروع حقيقي لإعادة تعبيد هذا الشارع الحيوي، وذلك خشية من عودة الاحتلال لتخريبه".

المساهمون