انتشال 19 جثة من سواحل صفاقس التونسية: استمرار أزمة المهاجرين

انتشال 19 جثة من سواحل صفاقس التونسية: استمرار أزمة المهاجرين

23 ابريل 2024
الحرس الوطني التونسي ينقذ عدداً من المهاجرين السريين، 4 أكتوبر 2022 (فتحي بلعيد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحرس الوطني التونسي يعلن انتشال 19 جثة لمهاجرين سريين من سواحل صفاقس، مشيرًا إلى جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
- تواجه تونس تحديات متزايدة بسبب استمرار أزمة المهاجرين، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا وتكدس المهاجرين في مناطق مثل حقول الزيتون بصفاقس.
- سواحل صفاقس تعد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين نحو الجزر الإيطالية، مع تسجيل أكثر من 1300 حالة وفاة غرقًا في 2023 واعتقال 566 بين وسطاء ومهربي البشر حتى أبريل.

أعلن الحرس الوطني التونسي، اليوم الثلاثاء، على صفحته الرسمية بفيسبوك، انتشال 19 جثة لمهاجرين سريين من سواحل صفاقس جنوبي شرق البلاد، وإحالتها إلى "بيت الأموات". وقال منشور على الصفحة الرسمية للإدارة العامة للحرس الوطني إنه "في إطار التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية أسفر عمل أمني موجه بإقليم الحرس الوطني بصفاقس والحرس البحري بالوسط خلال الـ24 ساعة الماضية عن انتشال 19 جثة آدمية، وإلقاء القبض على خمسة أفراد مفتش عنهم من منظمين ووسطاء في رحلات الهجرة".

وتكافح تونس على نطاق واسع شبكات الاتجار بالبشر ومنظمي رحلات الهجرة السرية مقابل استمرار أزمة المهاجرين في محافظة صفاقس، وقال عضو رابطة حقوق الإنسان بصفاقس، حمّة حمادي: "من المتوقع أن يرتفع عدد ضحايا الهجرة في سواحل صفاقس مع استمرار نزيف الهجرة وعدم إيجاد حلول جذرية لهذا الملف".


وأكد حمادي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الهجرة غير النظامية مستمرة بمستويات مرتفعة من سواحل صفاقس، ما يؤدي إلى مزيد من الضحايا في البحر، مشيراً إلى أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر يتكدسون في حقول الزيتون في منطقة العامرة بمحافظة صفاقس".

وقال عضو رابطة حقوق الإنسان إن "هؤلاء المهاجرين باتوا يدخلون في مناوشات مستمرة مع السكان المحليين الذين يرفضون وجودهم، غير أن ملف إيوائهم من قبل الدولة أو ترحيلهم يراوح مكانه، ما يرفع مخاطر هروبهم نحو البحر عبر رحلات الهجرة غير النظامية التي يستفيد منها الوسطاء وشبكات الاتجار بالبشر"، مضيفاً "غالباً ما يعود المهاجرون نحو مدينة العامرة، رغم محاولات السلطات تفريقهم، أو نقلهم إلى مناطق أخرى، ما يخلق مناخاً متشنجاً في المنطقة".

وتعد سواحل صفاقس منصة رئيسية لانطلاق قوارب الهجرة غير النظامية نحو سواحل الجزر الإيطالية القريبة. ومع دخول فصل الربيع الدافئ تنشط عصابات تهريب البشر وقوارب الهجرة بوتيرة أكبر، ما يتسبب في حوادث غرق مأساوية متكررة لمهاجرين أغلبهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، بمن في ذلك النساء والأطفال.

وقبل أيام قال مسؤول في قطاع الصحة بصفاقس، حاتم الشريف "إن جثث الغرقى من المهاجرين تجاوزت طاقة الاستيعاب بقسم الأموات بمستشفى المدينة، بنحو ثلاثة أضعاف، مع تخطي العدد عتبة الـ100 الجثة". وأفاد المصدر ذاته في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، بأن المستشفى "يواجه أزمة بسبب العدد الكبير للجثث"، كما تعاني السلطات المحلية من نقص في الإمكانات اللوجيستية لحفظ الجثث فترات أطول، حتى إجراء اختبارات الحمض النووي وتوفير المقابر.

وشهدت سواحل تونس في 2023 وفاة أكثر من 1300 مهاجر غرقاً، وفق بيانات للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يهتم بقضايا الهجرة، وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الحرس الوطني التونسي، حسام الدين الجبابلي، في تصريحات صحافية "إن الأجهزة الأمنية اعتقلت إلى غاية 10 إبريل/ نيسان الحالي، 566 بين وسطاء ومهربي البشر".

ومن بين أكثر من 157 ألف مهاجر وصلوا إلى سواحل إيطاليا في 2023، انطلق نحو ثلثي العدد من سواحل تونس التي تشهد أيضاً تدفقاً كبيراً للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء بنية عبور البحر المتوسط، حيث وصلت أعداد الوافدين إلى نحو 90 ألفاً في 2023، وفق تقديرات السلطات الأمنية.

المساهمون