أدى استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب شمال غربي سورية إلى تفاقم معاناة قاطني المخيمات، وخاصة العشوائية منها وذات الطرق غير المعبدة والخيام المهترئة، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وضعف الاستجابة الإنسانية.
مدير مخيم الأندلس قرب قرية زردنا، شرقي إدلب، المُهجّر من ريف حماة محمد دعيمس قال لـ"العربي الجديد: "الأرض هنا زراعية طينية وغير صالحة لإنشاء مخيم عليها، ويزيد الوضع سوءا مع المنخفض الجوي والتساقطات المطرية، لكننا اضطررنا للعيش هنا، لأن معظم السكان يعملون في جني المحاصيل من الأراضي المجاورة، ويحصلون على مبلغ 8 ليرات تركية (الدولار يساوي حوالي 30 ليرة) مقابل عمل الساعة الواحدة للعامل".
وأضاف: "وصل إلينا اليوم خبر تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى مدة ستة أشهر، أرجو أن تكون خيرا للنازحين هنا، فالوضع صعب للغاية".
أما الستينية سورية عساف، التي تعيش مع أحد أبنائها وزوجته وحفيدها المريض الذي يعاني من مشكلة في السمع وضعف في أعصاب القدمين، فتقول لـ"العربي الجديد": "إن الظروف هنا قاسية على الجميع، فإن تذكرنا أهل الخير بمواد التدفئة، نستطيع تشغيل المدفأة والحصول على بعض الدفء لأجل حفيدي المريض، أما خيمتنا فمهترئة للغاية وتتسرب المياه من خلالها إلى الداخل، كما أنها لا تقوى على حجب الرياح الباردة".
المنخفض الجوي يوقف جني المحاصيل
من جهته، يوضح نجلها محمد جمعة فرمان أن "المنخفض الجوي يوقف جني المحاصيل الزراعية والعمل في الأراضي، وحينها أجلس في خيمتي من دون فائدة ولا أستطيع تأمين أدوية الأعصاب وضعف السمع لابني، لا يمكنني شراء مواد التدفئة بسبب الأجر الزهيد الذي أتقاضاه مقابل عملي، وهناك دائما أولويات كالدواء والغذاء".
بدوره، أكد فريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الجمعة، ارتفاع عدد الخيم المتضررة بشكل كبير في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء في شمال غرب سورية إلى 117 (خيمة، وحدات سكنية، كرفانات) موزعة على 41 مخيماً في مناطق إدلب وحلب، وغمر العديد من الخيام وانقطاع عدد من الطرقات ضمن المخيمات، في حين ما زالت العاصفة المطرية التي أدت إلى أضرار ضمن المخيمات مستمرة، مع توقع زيادة نسبة الأضرار ضمن المخيمات مع استمرار حصر الأضرار ضمنها.
وأوضح الفريق، في بيان، أن "المأساة نفسها كل عام وكل شتاء، في غياب أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غرب سورية".
وأضاف: "أكثر من مليوني نازح مقيمين في المخيمات أصبحوا عاجزين عن تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، مع ارتفاع كبير ومستمر في أسعار المواد الغذائية ومواد التدفئة، مع عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية".
وحث "منسقو استجابة سورية" المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية على العمل لتخفيف معاناة النازحين والعمل لإيقافها من خلال زيادة وتيرة العمليات الإنسانية في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ أكثر من عدة سنوات وحتى الآن.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو إن 5.7 ملايين شخص في جميع أنحاء سورية يحتاجون إلى دعم في الإيواء لمساعدتهم خلال أشهر الشتاء الباردة. ومن بين هذه المشكلات عدم كفاية المأوى، والافتقار إلى التدفئة المناسبة، وعدم كفاية الملابس والأدوات المنزلية.