الغذاء الصحي... دليل اختيار المأكولات والمشروبات المناسبة

الغذاء الصحي... دليل اختيار المأكولات والمشروبات المناسبة

27 ابريل 2024
يجب الإكثار من تناول الخضار (مارثا باريتو/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التسوق في المتاجر الكبرى يقدم تشكيلة واسعة من المنتجات لكن يصعب على المتسوقين اختيار الأطعمة الصحية بسبب تعدد الخيارات.
- يارا إسماعيل تؤكد على أهمية اختيار الأطعمة الطازجة والمصادر الرئيسية للبروتين وتحذر من الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على مواد ضارة.
- ميشا الخوري تشجع على تجنب الأطعمة فائقة المعالجة وتقدم بدائل صحية مثل صنع المثلجات في المنزل، مؤكدة على أهمية الوعي بمضار هذه المواد لاختيار بدائل أفضل.

يعتبر التسوّق متعة بالنسبة للكثير من الناس. ويلجأ بعضهم إلى المتاجر الكبرى نظراً إلى توفّر المنتجات المختلفة المحلية أو المستوردة. وتوفّر المحال التجارية الكثير من الخيارات والأطعمة التي تُناسب جميع الأذواق والأعمار، إلا أنه ليس سهلاً اختيار ما يناسب نظام الغذاء الصحي. فكيف يمكن التمييز بين الأطعمة الصحية والضارة؟
يعدّ التسوق من البقالة وتحديداً من المتاجر الكبرى تجربة فريدة يستمتع بها الكبار والصغار. إلا أنها في أحيان كثيرة قد تسبب أضراراً لصحة الجسم ربما يكون المتسوق غافلاً عنها، كما تقول أخصائية التغذية يارا إسماعيل لـ "العربي الجديد". وتوضح: "لا يعرف الكثير من الناس أن رفوف المحال التجارية الكبرى تحتوي على الكثير من الأطعمة التي نستهلكها يومياً، على اعتبار أنها جزء من روتيننا الغذائي. في المقابل، قد تحمل معها الكثير من الأمراض والأضرار".
تضيف: "من المهم أن يعي المتسوق أهمية شراء الأطعمة الصحية المتوازنة، على غرار شراء الخضار والفاكهة الطازجة. وتحتوي الفاكهة والخضار على فيتامينات ومعادن وألياف". وتنصح دائماً بأن "تحتوي عربة المتسوق على التفاح والبرتقال، بالإضافة إلى الفاكهة الموسمية، على غرار البطيخ والفراولة والعنب والكرز". وتشدد على أهمية تناول الفاكهة في موسمها.

وفي ما يتعلق بالخضار، فالقائمة متنوعة، ولا بد أن تحتوي على الخضار غير النشوية على غرار البروكولي، والسبانخ، والكوسا، والخيار، بإلإضافة إلى الخضار النشوية كالبطاطس والقرع وغيرهما من الخضار الأساسية. وتشير إسماعيل إلى أن الخيار الثاني الأهم يتعلق بشراء اللحوم والدجاج والأسماك، على اعتبار أنها مصدر رئيسي للبروتين. وتنصح بضرورة شراء هذه المنتجات يومياً لتكون طازجة، مشيرة إلى أن اللحوم الطازجة تحتوي على الكثير من المعادن الأساسية لنمو جسم الإنسان وتغذية الدورة الدموية. في المقابل، فإن اللحوم المجمدة قد لا تحتوي على القيمة الغذائية نفسها، إذ إن تجميد اللحوم يؤدي إلى تلف الغشاء الخلوي.
كما تنصح إسماعيل بشراء منتجات الألبان والأجبان المبسترة لاحتوائها على الكالسيوم وعناصر غذائية أساسية. ومن المهم شراء منتجات الألبان والأجبان والحليب المبسترة، إذ إن شراءها عشوائيَاً قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة، مثل السالمونيلا. 

في المقابل، تقول اختصاصية التغذية ميشا الخوري إنّ الأطعمة الضارة التي يصادفها المتسوق في المحال التجارية كبيرة ومتنوعة، ولا يمكن حصرها بنوع معين أو علامة تجارية معينة. وتقول لـ "العربي الجديد": "باختصار، تعتبر الأطعمة فائقة المعالجة من الأطعمة الضارة التي لا تناسب صحة الإنسان". وتحتوي على مكونات غير مستخدمة في الطبخ المنزلي، والعديد منها عبارة عن مواد كيميائية وملونات ومُحليات تستخدم لتحسين مظهر الطعام أو طعمه أو ملمسه. 
تضيف الخوري: "الأطعمة فائقة المعالجة كثيرة ومتنوعة، وحتى يمكن القول إنها تغزو رفوف المحال التجارية، ومن ضمنها الأطعمة المعلبة، المشروبات الغازية وتلك التي تحتوي على نسب كبيرة من السكر، بالإضافة إلى الأطعمة المضاف إليها مواد كيمائية ومواد حافظة، على غرار اللحوم المصنعة وعلب الطعام الجاهزة. وتعتبر المقرمشات وتحديداً رقائق البطاطس من الأطعمة الضارة التي يجب تجنبها". 

الصورة
لا بد من تناول اللحوم الطازجة (سيرجي ريبوريدو/ Getty)
لا بد من تناول اللحوم الطازجة (سيرجي ريبوريدو/ Getty)

كما أن منتجات الخبز المصنعة أو التي تحتوي على مواد حافظة، والبسكويت، هي من السلع التي لا بد من الابتعاد عنها قدر المستطاع، كونها تدخل في إطار الأطعمة فائقة المعالجة. وبدلاً من ذلك، يمكن اختيار الأطعمة المصنعة من الحبوب الكاملة، أو تناول الخبز الطازج، كونها أقل ضرراً وأكثر فائدة لصحة الإنسان. تضيف أن "الأطعمة فائقة المعالجة ضارة ببساطة لكونها تحتوي على نسبة عالية من الأملاح والدهون والسكر، وتم ربطها بالعديد من الأمراض على غرار القلب والسرطان".
وتشير إلى أن وجود المواد الكيميائية في هذه الأطعمة يؤدي إلى إصابة الأشخاص بالعديد من الأمراض، أبرزها زيادة الوزن، فضلاً عن أمراض في الجهاز الهضمي، فضلاً عن إمكانية الإصابة بأمراض مثل ارتفاع السكر في الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو الأمراض السرطانية".

وتتفق إسماعيل والخوري على أن البدائل ليست أمراً سهلاً، خصوصاً أن ما بين 60 و70 في المائة من المنتجات تدخل في قائمة الأطعمة فائقة المعالجة. لذلك، فإن البحث عن بدائل يعتمد بالدرجة الأولى على الوعي لدى الأفراد بمضار هذه المواد والسلع. وتقول إسماعيل: "يمكن الاستغناء عن شراء رقائق البطاطس واستبدالها بالفشار، وهو خيار أنسب وصحي أكثر بالنسبة للناس. كما يمكن الابتعاد عن شراء المعلبات واستبدالها بالأطعمة الطازجة، كذلك الأمر بالنسبة إلى قائمة الحلويات". تقول الخوري إنه بدلاً من شراء المثلجات التي تحتوي على نسب عالية من السكر، يمكن للمتسوق صنع المثلجات في المنزل إما من خلال استخدام الحليب والعسل والنشاء على سبيل المثال، أو من خلال عصائر الفاكهة الطبيعية وتجميدها. كما يمكن أيضاً صناعة الحلويات في المنزل والتحكم بالمقادير. تضيف أنه يمكن من خلال الاستغناء عن بعض الأطعمة إحداث فارق كبير في صحة الإنسان، ليس جسدياً فحسب، بل نفسياً أيضاً.

المساهمون