تحوّلت الساحات المحيطة باستاد الدفاع الجوي (30 يونيو) في العاصمة المصرية إلى ساحة حرب بين قوات الأمن وجماهير الزمالك "الوايت نايتس"، إثر فض قوات الأمن لجموع غفيرة من مشجعي النادي حاولت حضور مباراة تجمع الزمالك بفريق "إنبي".
وقالت الصفحة الرسمية لرابطة مشجعي الزمالك، "وايت نايتس"، عبر حسابها الشخصي في "فيسبوك"، إن 22 قتيلاً من الجماهير سقطوا جراء اعتداء قوات الأمن عليهم أمام الاستاد.
وعرضت الرابطة صفحتها الرسمية باللون الأسود، ونقلت صوراً قالت إنها للضحايا.
وأكدت الرابطة أن الشهداء سقطوا نتيجة إطلاق الشرطة للأعيرة النارية بعد رفضهم الانسحاب من أمام الملعب وتمسكهم بالحضور ورفضهم إجراءات التفتيش عبر وضعهم فى قفص حديدي، ليتحول الأمر إلى فوضى في أعقاب تبادل الطرفين الاشتباكات. وتسبب الأمر في تأجيل موعد المباراة لمدة ساعة كاملة بعد محادثات بين مسؤولي الناديين.
وكانت الرابطة قد حاولت منع حضور اللاعبين إلى المباراة من خلال احتجاز باص فريق الزمالك، وهو ما دفع الأمن للاستعانة بالمدرعات التي حملت لاعبي الزمالك إلى أرض الملعب بعد تمسك إدارة النادي بإقامة اللقاء وتوجيه ضربة قوية للجماهير.
وكان بيان رسمي أكد أن سبب منع جماهير "الوايت نايتس" من دخول الملعب هو عدم حملهم تذاكر للمباراة، فيما قام مسؤولو الزمالك بتوزيع التذاكر على الجماهير المقرّبة من رئيس النادي فقط، بحسب رواية المشجعين.
وقالت وزارة الصحيفة في بيان لها، صدر في وقت متأخر من مساء أمس، أن عدد القتلى هو 19، بينما عدد الجرحى عشرون.
ويقول مراسل "العربي الجديد" إن الاشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ورابطة "الوايت نايتس" أمام بوابات الملعب، لرغبة أعضاء الرابطة في دخول الملعب لحضور المباراة بدون تذاكر، حيث اتهم مسؤولو النادي بتوزيع التذاكر على مقربيهم.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت، في وقت سابق من مساء الأحد، في بيان رسمي عن إحباطها محاولة جماهير من نادي الزمالك "اقتحام" ملعب الدفاع الجوي لحضور مباراة ناديهم أمام إنبي في الجولة العشرين للدوري المصري لكرة القدم.
ومنعت الجماهير، الموجودة داخل استاد الدفاع الجوي، لاعبي الزمالك من النزول إلى أرض الملعب، بسبب التعامل العنيف للأمن مع الجماهير والمناوشات التي تجري خارج الملعب وعمليات الاعتقالات الواسعة في صفوف الجماهير، لكن وسائل إعلام أشارت إلى تعاون إدارة نادي الزمالك مع الشرطة لإدخال الفريق إلى الملعب رغما عن إرادة مشجعيه.
واستدعت قوات الشرطة طائرة للسيطرة على الاشتباكات بين الأمن ومشجعي "وايت نايتس" أمام استاد الدفاع الجوي.
من ناحيته، كشف ثروت سويلم، المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، أنه لم يتم إلغاء المباراة بسبب تلك الأحداث بين الأمن والجماهير الذين يطلبون الحضور على الرغم من وجود العدد المسموح به لحضور المباراة والبالغ 10 آلاف مشجع.
والشهر الماضي وافقت الداخلية المصرية على حضور جزئي للجماهير بعدد 10 آلاف مشجع فقط بداية من الدور الثاني لموسم 2014-2015 (انطلق الخميس الماضي)، وذلك بعد خضوعهم لإجراءات أمنية مشددة لتكون مباراة اليوم هي الأولى للزمالك بحضور الجماهير.
وتثير الأحداث الأخيرة مخاوف لدى المصريين من تكرار مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من مشجعي الأهلي في فبراير/ شباط 2012.
وربطت وسائل اعلام مصرية بين مجزرتي ملعب 30 يونيو وبورسعيد بوقوع الحادثتين في شهر فبراير/فبراير من العامي2015/ 2012، والفارق بينهما أن الأولى وقعت بحق مشجعي نادي الزمالك، بينما لحقت الأخرى بمشجعي غريمه التاريخي النادي الأهلي.