خلال نقل مباشر للتلفزيون السوري الحكومي لانتخابات يوم الثلاثاء، قالت مراسلته من مدينة اللاذقية الساحلية، منار حسون "ننقل لكم من صالة الباسل في مدينة الأسد الرياضية إقبال الجماهير على الانتخابات الرئاسية". عبارة أعادت تذكير العالم، بأحد أهم الأسباب لخروج السوريين على نظامهم، وهو الوراثة السياسية التي اختصرت البلاد بعائلة.
ومع بداية ما يسميه المعارضون السوريون، "مسرحية الانتخابات"، أعاد النظام كل مبررات ثورتهم، عندما نقل تلفزيونه الرسمي الهتافات وشعارات "بالروح بالدم نفديك يا بشار" ومن داخل مراكز الانتخابات، وهو ما يوحي بأنّ لا أمل يُرجى من "الإصلاح" على يد هذا نظام.
وأن يسمع المواطن السوري، عبر التلفزيون الحكومي، رجلاً، وبلهجة حلبية، يقول بثقة "جئتُ لانتخاب حافظ الأسد"، أي الرئيس المتوفي منذ 14 عاماً، قبل أن يتدارك القائمون على النقل المباشر ويقطعون اللقطة، فذلك يدلّ على سياسة التلقين المترافقة مع التخويف. أما باقي مشاهد "التشبيح الانتخابي"، فقد اكتملت مع إدلاء الرئيس بشار الأســـد وزوجته أسماء بصوتيهما في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي بالعاصمة دمشق، وسط هتافات "التشبيح" الصرفة، في حين اقترع المرشح حسان النوري في المركز الانتخابي في فندق الشيراتون، والمرشح ماهر الحجار في المركز الانتخابي في مجلس الشعب، طبعاً على وقع صوت الطائرات التي تجوب سماء دمشق، على ارتفاع منخفض.
وتتالت المشاهد عبرإدلاء رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام بصوته وتصريحه للإعلام حول هزيمة سورية لـ"المؤامرة الكونية"، وضرورة انتخاب "القائد الذي يعيد لسورية المنتصرة مكانتها". ولكي يكتمل المشهد الهزلي، يؤخذ تصريح لمسؤول إيراني يرأس اللجنة الايرانية لمراقبة الانتخابات، فيتابع ما فات رئيس مجلس الشعب اللحام، حول "انتصار سورية والعرس الديمقراطي".
طبعاً، ينقل التلفزيون الحكومي بعض اللقطات، عبر "السكايب"، من مدينة إدلب، لثوانٍ، ويُقصى ريفها المحرر بشكل شبه مطلق، ويتم تجاهل أكثر من 60 في المئة من سورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتفرد مساحات البث للمناطق التي يسيطر عليها النظام، والتي يؤثِر على بعث رسائل طائفية منها، من خلال تركيزه على مشاهد "البهجة" و"السعادة" الآتية من طرطوس واللاذقية والسويداء.
بالتزامن مع ذلك، لم تتوقف صواريخ النظام عن السقوط على مدن محررة عديدة مثل سرمين وبنش وبقية ريف ادلب، التي سبق للنظام أن هدد بتسويتها أرضاً إن تجرّأ الثوار على إعاقة "العرس الديمقراطي".