جريمة إسرائيلية... خطف فتى فلسطيني وتصفيته جسدياً وحرق جثته

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
رام الله

محمد عبد ربه

avata
محمد عبد ربه
02 يوليو 2014
A0E15D08-B321-4D03-A7DB-1EACFDCB5403
+ الخط -
اتخذت قضية العثور على جثث المستوطنين الاسرائيليين الثلاثة، أبعاداً مأساوية، بعد اتّساع الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
ولم يكفِ قيام قوات الاحتلال بمداهمات واعتقالات وهدم منازل فلسطينيين، بل شنّت مجموعات من المستوطنين عمليات وُصفت بـ"الانتقامية، ردّاً على مقتل المستوطنين الثلاثة".

وشهد مخيم شعفاط أعنف الهجمات، حين اختُطف الفتى الفلسطيني، محمد حسين أبو خضير، من أمام متجر والده في مخيم شعفاط، قبل العثور على جثته محروقة، في جريمة إسرائيلية موصوفة ليست سوى ترجمة للتحريض الإسرائيلي الرسمي، والتساهُل مع المجموعات الاستيطانية الاجرامية.

ويأتي التوّتر المتصاعد، غداة انتهاء اجتماع طويل لمجلس الوزراء الاسرائيلي، لم يرشح عنه سوى بعض التكهّنات عن مواصلة الضربات ضد حركة "حماس"، بينما تروّج مصادر أخرى لاحتمال انقسام المجلس في هذا الشأن. ولا تستبعد أن يكون غياب التصريحات العلنية بعد الاجتماع، ستاراً لقرارات سريّة لن تعلن.

في الوقت عينه، كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ"إدانة خطف وقتل أبو خضير، كما أدنّا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة". حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقفز خبر العثور على الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير (17 عاماً) الى الواجهة، بعد أن اختطفه مستوطنون متطرفون، فجر اليوم الأربعاء، من أمام متجر والده بالقرب من مسجد بلدة شعفاط، شمالي القدس المحتلة.


وأفاد أحد أقارب الشاب المخطوف، ويُدعى سعيد أبو خضير، "العربي الجديد"، أن "سيارة تقلّ عدداً من المستوطنين، توقفت أمام المحل واختطفت الشاب واقتادته الى جهة مجهولة".

من جهتها، أشارت والدة الشهيد، التي استدعاها مركز شرطة المسكوبية في القدس المحتلة، لـ"العربي الجديد"، الى أن "ابنها خرج في الساعة الثالثة والنصف لصلاة الفجر، إذ اعتاد أن يقابل أصدقاءه ويذهبون جميعاً للصلاة، لكن يبدو أنهم تأخروا عن الموعد قليلاً".

وتابعت "وقف ابني ينتظر أصدقاءه وابن عمته أمام محل تجاري قرب المسجد".

وأضافت "حضر إبن عمته بعد نحو ساعة، ليخبرني أن محمد لم يصلِّ معهم، وأن هناك أنباء عن اختطاف فتى من شعفاط، فاتصلنا به على هاتفه الخلوي، لكنه كان وما زال مغلقاً".

وعقب شيوع نبأ الاختطاف أغلق أهالي البلدة الطريق الرئيسي واشتبكوا مع قوات الاحتلال، وسقط حتى الآن أكثر من  53 جريحاً في المواجهات، بينهم سبعة صحافيين، بعد استخدام قوات الاحتلال للقنّاصة واعتلائهم أسطح البنايات من أجل تفريق المحتجين، في وقت حاصر فيه الجيش الاسرائيلي، منزل الشهيد أبو خضير.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" من مستشىف المقاصد في القدس المحتلة عن وصول 53 إصابة إلى المستشفى، ثلاث منها بالرصاص الحي، وأخطرها إصابة صحافية اسرائيلية برصاصة في وجهها.

وبعد تضارب المعلومات الأولية حول ما جرى، تم التأكد بأن أبو خضير اختُطف أولاً، كما أفاد الباحث الميداني في جمعية "حقوق المواطن"، حسام كمال، لـ"العربي الجديد". وأشار الى أن "عملية الخطف موثّقة عبر كاميرات المحال التجارية، وكاميرات الشرطة الإسرائيلية الموجودة في الشارع أيضاً".

وعن عدم إعلان الشرطة عن هوية القاتل، قال كمال إن "الشرطة لن تعلن، لأنها غير معنية بتأجيج الوضع، إذ يشهد مخيم شعفاط مواجهات قاسية منذ، صباح اليوم، والوضع في الأقصى متوتر جداً، وكذلك في كل الضفة الغربية، ولن يتم الإعلان على الأقل الآن لاعتبارات أمنية".
وشدّد أن "كل الشواهد تدلّ على أن عملية القتل تمت من المستوطنين".

من جهتها، فرضت الشرطة الإسرائيلية تعتيماً إعلامياً على القضية. وجاء في بيان الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، أنه "في ساعات الفجر الأولى من صباح، اليوم الأربعاء، وصل بلاغ الى شرطة القدس، من مواطن لاحظ شخصاً يتمّ إدخاله عنوة الى مركبة في منطقة بيت حنينا".

وأضاف البيان "لوحقت المركبة الى أن تم العثور على جثة شخص في أحراش القدس". وفور شيوع النبأ، اندلعت مواجهات ضارية في مخيم شعفاط بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن إصابة صحافيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وهما مراسلة تلفزيون فلسطين كرستين الريناوي، وعلي ياسين، و15 جريحاً آخرين.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية مقتل أبو خضير، وجاء في بيانها أن "سيارة من نوع هونداي توقفت قبل آذان الفجر بعشر دقائق، واختطفت أبو خضير، وتوجّهت مسرعة في اتجاه طريق كركشيان، المؤدي الى تل أبيب، من دون التمكن من اللحاق بها".

وطالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الحكومة الإسرائيلية بانزال أشد العقاب بالمستوطنين الذي قتلوا أبو خضير، "اذا أرادت السلام فعلاً بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وقال عباس، في رسالة صوتية بثّها تلفزيون فلسطين، "إن المستوطنين أحرقوا وقتلوا طفلاً صغيراً، وهم معروفون، لكن إسرائيل عندما تتحدث عن المخطوفين والتي لا تعرفهم حتى الآن، ومع ذلك تحملنا المسؤولية".

وأضاف "على إسرائيل أن تنهي ظاهرة المستوطنين، هذه الظاهرة الخطيرة التي تقوم كل يوم بالاعتداء على الشعب الفلسطيني برعاية الحكومة والجيش الإسرائيلي، لذلك يجب أن تتوقف نهائياً هذه الظاهرة حتى نطمئن أن لديهم نوايا طيبة فعلاً، وإلا فعلاً ليس لديهم أي نوايا طيبة لأي عمل سياسي ولا أي سلام بيننا وبينهم".

من جهته، وصف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الجريمة بـ"المروعة". وقال فابيوس إن "قتل فتى فلسطيني خطف في القدس الشرقية روعني"، مؤكداً انه "يجب التعرف على مرتكبي هذه الجريمة واحالتهم على القضاء".

ذات صلة

الصورة
فعالية رام الله

سياسة

أحيا مئات الفلسطينيين في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت
الصورة
تظاهرة في رام الله تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، 21-9-24

سياسة

شارك العشرات في وقفة وتظاهرة انطلاقاً من دوار المنارة، مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ظهر اليوم السبت، تضامناً مع لبنان والمقاومة.
الصورة
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى / القدس المحتلة 13 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

يخشى المقدسيون من أن تكون تحركات المستوطنين بشأن بناء كنيس يهودي في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى قد بدأت تأخذ منحنى جدياً في الأيام الأخيرة.
الصورة
إحياء عيد الفطر في المسجد الإبراهيمي في الخليل، 10 إبريل 2024 (عامر شلودي/الأناضول)

سياسة

استباح مئات المستوطنين من مستوطنة كريات أربع والبؤر المحاذية لها والمقامة على أراضي البلدة القديمة في الخليل، المسجد الإبراهيمي وأحياء البلدة
المساهمون