وأوردت الصحيفة أنّ الاجتماع بحث إطلاق حملة إعلاميّة، بشأن موقف تركيا من التحالف ضدّ "داعش"، بعد رفضها التوقيع على بيان لقاء جدّة قبل يومين، هدفها إظهار رفض تركيا الاشتراك في أي عمل عسكري للتحالف، برغم أنها ستقدم له المساعدات سراً.
وأفادت الصحيفة بأنّ أردوغان بدأ الاجتماع بملخص عام عن الأوضاع الراهنة، ثم طلب معرفة آراء ممثلي وسائل الإعلام ووجهات نظرهم حول الخطة الأميركيّة ضد "داعش" وانعكاساتها على تركيا.
ولم يكشف أردوغان عن رأيه مباشرة بخصوص دعمه لمخطط أميركا في إقامة تحالف ضد تنظيم "داعش" من عدمه، لكنّ ممثلي وسائل الإعلام أشاروا إلى إمكانية تقديم دعم سريّ لهذه الخطة، تفادياً للاعتراض والبلبلة والاضطرابات التي قد تحدث في القاعدة الشعبيّة وصفوف حزب "العدالة والتنمية"، من جراء الدعم العلني للخطة الأميركيّة.
وطُرحت مسألة "فتح القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في تركيا سراً" في مقدّمة الاحتمالات المطروحة، ونقل ممثلو وسائل الإعلام لأردوغان، وفق الصحيفة، بدء الشارع التركي بنقاش مسألة موافقة الحكومة على العملية الأميركية ضدّ "داعش"، قبل أن ينتقل الموضوع إلى البرلمان للموافقة أو الرفض. وانطلاقاً من أنّ هذا الأمر، قد يضع حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في موقف حرج، تمّ الاقتراح بفتح القواعد العسكريّة بشكل فعلي، ومن ثمّ استصدار الموافقة من البرلمان في وقت لاحق.
وذكرت الصحيفة أن المشاركين في الاجتماع توصلوا إلى التوافق حول دعم المخطط الأميركي سراً، بموازاة العمل لتشكيل إدراك لدى الرأي العام، وكأنّ تركيا لم توافق عليه، لإخفاء الحقيقة وتفادي اعتراضات القاعدة الشعبية لحزب "العدالة والتنمية".
في موازاة ذلك، نفي وزير الطاقة التركي تانر يلماز، المزاعم حول قيام تركيا بشراء النفط من تنظيم "داعش"، رداً على تقرير أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، اتهمت فيه تركيا بالتحول إلى سوق للنفط الداعشي.
وأكد يلماز، على هامش زيارته قطر مع الرئيس التركي، أنّ "الجمهورية التركية هي دولة قانون وتشتري النفط طبقا للقوانين التركية"، مشيراً إلى أن "الأتراك لا يتحمّلون مسؤوليّة خلط النفط الداعشي بالنفط الآتي من كركوك، ولو أن أحدا أبلغ الحكومة التركية بالأمر لاتخذت الإجراءات المناسبة". واتّهم الصحيفة بمحاولة تشويه صورة تركيا.
وأوردت الصحيفة نقلاً عن مصادر رسمية من داخل الإدارة الأميركية، قولها إن تركيا تعتبر الآن أكبر عائق أمام الولايات المتحدة في حربها لتجفيف الموارد المالية لتنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدة أنها تسعى بكل طاقتها لقطع تلك الموارد، والتي تقدر بالملايين من بيع شحنات النفط.
وقالت إنّ خيار توجيه الضربات الجوية للشاحنات التي تنقل النفط الداعشي إلى تركيا ما زال أمراً وارداً.
وألمحت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء يرجّحون لجوء تنظيم "داعش" إلى بيع شحنات النفط في السوق السوداء، كما أنه من المحتمل تحقيق بعض المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بعض الأرباح المالية من تلك الشحنات.
وأوضحت أنّ تجارة النفط عبر السوق السوداء، تُعد المصدر الأكبر لتمويل "داعش" لأنه بمثابة الضامن الوحيد لبقائه مستمرا ومسيطرا على الأرض".