كشفت مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد"، عن أن الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الأميركي، وليام بيرنز، إلى طرابلس، قبل يومين، تخلّلها تهديد المسؤول الأميركي لحكام ليبيا بـ"تحمّل مسؤولياتهم لمعالجة الأمور خلال شهرين، أو تصبح البلاد تحت سيطرة المجتمع الدولي".
وأكدت المصادر أن بيرنز "وجّه تحذيراً للقوى السياسية الليبية، من حكومة ومؤتمر وطني، أثناء زيارته المفاجئة الى البلاد، بأنه في حال لم يتمّ حلّ المشاكل التي تعاني منها البلاد خلال الشهرين المقبلين، من الاتفاق على الدستور، واتمام المصالحات، وتدارك المخاطر الأمنية، فإن الأمر سيدفع ادارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي، الى إيفاد مبعوث خاص لليبيا، لمتابعة العملية الانتقالية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي"، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه خطوة تؤدي الى وضع ليبيا "تحت الانتداب الدولي".
وكان بيرنز قد وصل الى ليبيا، يوم الأربعاء؛ والتقى، قيادات من "غرفة الثوار"، إضافة الى رئيس حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسية لـ"الإخوان المسلمين"، محمد صوان، ونائب رئيس "المؤتمر الوطني العام" السابق، جمعة عتيقة، ورئيس حزب "التغيير"، جمعة القماطي، ورئيس اللجنة التسييرية لحزب "تحالف القوى الوطنية"، عبد المجيد مليقطة، وقيادات الزنتان ولواء القعقاع.
وفي التصريحات العلنية، أشار بيرنز إلى أن "الإرهاب والتطرف يمثلان تهديداً كبيراً لليبيا والمجتمع الدولي، وواشنطن عازمة على مساعدة ليبيا على بناء قدراتها الأمنية الخاصة، وتعميق التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب".
وزيارة بيرنز، كانت الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ اغتيال السفير كريس ستيفنز، وثلاثة من البعثة الأميركية في بنغازي، منذ عام ونصف العام.