ويوضح المسؤول أنّ "التنظيم اغتنم أيضاً أسلحة قنص أميركية ومعدات حربية مختلفة، من بينها دروع كاربونية كانت مرسلة إلى الفرقة الخامسة في الجيش العراقي براً، عندما اعترضتها قوة كبيرة من مقاتلي داعش على الطريق القديم الرابط بين بغداد ومحافظة ديالى في منطقة خان بني سعد شرقي بغداد وتمكنت من مصادرتها".
ويبلغ عدد الصواريخ التي استولى عليها "داعش"، حسب حديث المسؤول العسكري الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، 380 صاروخاً كانت داخل حاويات فولاذية ومحمّلة على شاحنات عسكرية، عندما هاجم "داعش" القافلة بانتحاريين ومقاتلين، وتمكّنوا من تدمير عربات الحماية المخصصة للقافلة ومصادرتها.
ويشير المسؤول إلى أنّ "الجيشيْن الأميركي والعراقي يعملان على تعقّب الشحنة حالياً، ويُعتقد أنّ أغلبها متواجد في منطقة سلسلة جبال حمرين ومدن شرق ديالى وتكريت". ويضيف أّن "داعش أسقط مروحيتين روسيتين تابعتين للجيش العراقي من طراز (مي 53)، هذا الأسبوع في منطقتي السلام والحجاج، التي لا تبعد عن مكان الهجوم سوى 60 كيلومتراً وأدت إلى مقتل طاقمها".
ويقول إن "تحقيقاً فُتح على نطاق واسع في الحادث، يُشرف عليه قادة أميركيون، وسط تعتيم كبير على الموضوع من قبل الحكومة، بسبب خطورة الموقف وإمكانية الصواريخ من إحداث تغيير كبير في مجريات المعركة، بل وتتعدّى خطورتها على حركة الملاحة الجوية للطيران المدني العراقي".
من جهته، يؤكد الخبير الأمني العراقي، هاشم الهاشمي، تلك المعلومات على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، ويقول إنّ "داعش حصل على أسلحة مضادة للطائرات نوع سيترلا من مطار الطبقة السوري. ويُعتقد أن عددها يتراوح بين 90 و112 صاروخاً. واستولى أخيراً على ثلاث شاحنات آتية من بغداد إلى ديالى، تحمل 400 صاروخ ستنغر مضاد للطائرات الحربية ومعدات عسكرية".
ويوضح الهاشمي أنّ "داعش استطاع أيضاً الحصول، من تجار سلاح بلغار وكروات ورومان وأوكرانيين، على صواريخ مضادة للدروع والدبابات عبر مافيات تركية". ويعرب عن خشيته "من أن يحدث هذا التطور تغييرات كبيرة على الأرض خلال الأيام المقبلة".
وفي السياق الأمني العراقي الشائك، تسعى الولايات المتحدة إلى تدمير ما وصفته بـ"فخر الصناعة الأميركية العسكرية"، دبابات "أبرامز"، التي سُلّمت دفعة منها في العام 2009 للجيش العراقي، ضمن برنامج التسليح الذي تمّ بموجبه انسحاب الجيش الأميركي من البلاد فعلياً، في نهاية العام 2010 وذلك بعد استيلاء "داعش" على 41 دبابة منها خلال الهجوم على الموصل وتكريت وقبلها الأنبار.
ويكشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية، رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، عن أن "الغارات الأميركية باتت تركز على تدمير تلك الدبابات أكثر من تدمير قطعات العدو". في إشارة إلى مقاتلي "داعش".
ويشير إلى أن "داعش نجح بنقل نحو 20 دبابة منها إلى الرقة ودير الزور، فضلاً عن العشرات من عربات الهامفي والهامر الأميركية، وباتت تمثل سلاحاً فعّالاً له في كل المعارك التي يخوضها، حتى تلك التي جرت أخيراً في مطار الطبقة السوري في أغسطس/آب الماضي".
ويوضح أن "الطائرات الأميركية دمرت حتى الآن ست من تلك الدبابات، ولدينا شكوك أنها تحوي على أجهزة تعقب أو استشعار خاصة زرعها الجيش الأميركي، ويأتي استهدافها بشكل دقيق على الرغم من حرص داعش على إخفائها من أعين الطيارين الأميركيين".
ويقول إن "داعش كشف لنا شيئاً كنا غافلين عنه لسنوات طويلة، وهو أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على تحركات قطعات الجيش من خلال تلك الدبابات، وقد يكون الحال نفسه لجميع المعدات التي تسلمها العراق".
وينسب قادة عسكريون عراقيون سبب سقوط المدن العراقية إلى استيلاء "داعش" على الدبابات والدروع التابعة للجيش والتي باتت تشكل القوة الضاربة في اقتحام تلك المدن.
وحسب مصادر محلية في مدينة الموصل فقد أسس "داعش" نواة ألوية "القعقاع" و"حطين" و"القادسية" من الأسلحة الأميركية التي استولى عليها من الجيش العراقي، فضلاً عن تلك الروسية التي حصل عليها من الجيشين العراقي والسوري. وتحوّلت تلك الألوية الثلاثة إلى ما يشبه قوات خاصة "كوماندوز" يستخدمها "داعش" في اقتحام المدن، وكان آخرها مدينة هيت والصقلاوية غرباً والهاشمية شمالاً.
ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الألوية الثلاثة تنقسم إلى تسعة أفواج وتتوزّع في كل من العراق وسورية، وتضمّ مقاتلين انتحاريين، ويرأس تلك القوات في سورية قيادي من الجنسية الألمانية، فيما يتولى شخصية عراقية بارزة إدارتها في الجناح العراقي للتنظيم.
وفي السياق نفسه، وكأول تعليق رسمي عراقي على فاعلية غارات التحالف الدولي ضد "داعش"، يقول مقرر البرلمان العراقي، نيازي معمار، في تصريح صحافي إنه "لا جدوى من غارات التحالف على (داعش) حتى الآن ويجب أن يكون هناك دعم مباشر للقوات البرية العراقية".
ويوضح أن "الضربات الجوية التي توجهها طائرات التحالف الدولي لا جدوى منها ما لم يكن هناك دعم لوجستي للقوات العراقية تساند ضربات التحالف الدولي من أجل تحقيق تقدم في العمليات". ويضيف أن "حسم المعركة برياً ضد داعش، سيطول على حساب سياسة العولمة غير واضحة المعالم".