رئاسيات الأسد: أهالي دير الزور لا يأبهون للانتخابات

03 يونيو 2014
الانتخابات في حيين بدير الزور فقط (أحمد عبود/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


لا يبدو موعد الانتخابات الرئاسية السورية، التي تجرى اليوم الثلاثاء، مثيراً للاهتمام في محافظة دير الزور، المحافظة التي يسيطر عليها الجيش الحر بنسبة 85 في المئة، إذ من المقرر أن تقام الانتخابات ضمن حيين فقط في المحافظة، وهما الجورة، والقصور، فيما تقع باقي الأحياء تحت سيطرة الجيش الحر إضافة إلى الريف.

ويقول أحمد الغانم، أحد سكان حي الحميدية لـ"العربي الجديد"، "لا أحد ضمن المناطق المحررة يأبه للانتخابات، هناك العديد لا يعرف بالضبط متى تبدأ، فالكهرباء مقطوعة عن المدينة منذ فترة طويلة، والقصف مستمر على الحميدية". ويضيف "النظام إلى اليوم لم يفهم بأن مشكلتنا مع بشار الأسد نفسه، فحتى لو تم انتخابه لعشرين سنة قادمة سنبقى ضده".

ويوضح الغانم أن "أهالي الجورة والقصور (حيث ستجرى الانتخابات) مغلوب على أمرهم، فهم في سجن كبير، وفي غالبيتهم موظفون حكوميون ونازحون من الأحياء المدمرة، كما أن تلك الأحياء مليئة بالمخبرين". ويضيف "إن توجهوا للانتخاب سيكون رغماً عنهم، أما عن البعض الذين سينتخبون بإرادتهم فهم يعلمون علم اليقين بأنهم ينتخبون من قتل شبابهم ودمر مدينتهم وهجر أهلها".

ويعمل النظام ضمن أحياء الجورة والقصور، التي تقع تحت سيطرته، على الإعداد للانتخابات، فقد تم تجهيز عدة مراكز انتخابية في المدارس، إضافة إلى نصب خيام انتخابية في الطرقات، يتخللها أجواء احتفالية، وتزيين الشوارع بالأعلام وصور الأسد. ولم تشهد الشوارع أياً من صور المرشحين، ماهر الحجار وحسان النوري.

ويشرح س. م، الذي يعمل كأستاذ في إحدى مدارس دير الزور الواقعة تحت سيطرة النظام، لـ"العربي الجديد"، كيف استعد النظام للانتخابات في هذه الأحياء. ويقول "يقوم النظام بحشد مسيرات مؤيدة له، من طلاب مدارس وموظفين، كما تم تعميم إيقاف العمل والدوام الرسمي في المدارس يوم الانتخابات، إذ أغلب هذه المدارس ستكون مراكز انتخابية".

ويضيف، "يشرف أعضاء الفرق الحزبية، واتحاد الطلبة على تجهيز تلك المراكز، وعلى الأجواء الاحتفالية في خيام التأييد في المساء، مدعومين بعناصر الأمن والدفاع الوطني، إذ يجتمعون في كل مساء ضمن حلقات الدبكة، تعلوهم صورة القائد الخالد، وإطلاق العيارات النارية في الهواء".

وضمن حملة النظام الترويجية للانتخابات، توجه الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، إلى محافظة دير الزور الأسبوع الماضي، والتقى ضمن زيارته مديري الدوائر الرسمية والفعاليات الاقتصادية والدينية والحزبية في المدينة، إضافة إلى جرحى النظام في المستشفيات.

وصرح هلال خلال زيارته، "أن الاستحقاق الدستوري لانتخابات الرئاسة هو انتصار كبير لسورية، يضاف إلى سلسلة الانتصارات المتواصلة التي يحققها أبطال الجيش في حربهم ضد الإرهاب، وأن الثالث من يونيو/حزيران المقبل، يمثل تعزيزاً لمفهوم الديمقراطية في سورية". ودعا "أهالي المحافظة إلى المشاركة الفاعلة فيها لأنها عمل وطني وحق وواجب على كل مواطن سوري".

أصوات المعارك أعلى

ويبدو أن أصوات المعارك على جبهات دير الزور أعلى من أصوات الانتخابات، إذ حقق الجيش السوري الحر في اليومين الماضيين تقدما كبيراً ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، واستطاع استرداد أغلب قرى الريف الغربي، التي كان قد سيطر عليها "داعش" في معارك الشهر الماضي. ويقول عضو جبهة البناء والتنمية، المشاركة في المعارك ضد "داعش"، لـ"العربي الجديد" إن "الانتخابات موضوع أصغر من أن يتعاطى المرء معه بجدية، فالجميع بمن فيهم الأسد يعرف أنها مهزلة".

ويضيف "همنا اليوم هو القضاء على داعش في دير الزور وليس طردها فقط إلى مكان آخر، ثم تحرير دير الزور من كتائب الأسد، فهذه الانتخابات لن تؤثر على مسار الثورة إطلاقاً".

من جهته، يرى عضو جبهة الأصالة والتنمية في دير الزور، الملازم خالد المرعي، أن "تصعيد العمل العسكري في أيام الانتخابات ضرورة للتعبير عن رفضها، وأن تحقيق التقدم على جبهة القتال مع داعش هو أكبر دليل على من يحارب الإرهاب في سورية ومن يقف معه".

ويوضح "كما يؤمن بشار الأسد غطاء جوي لداعش في معاركها معنا، فهو يجري انتخاباته على الأرض كغطاء شرعي لبقائه".