يُذكر القائد الشاب لحركة انصار الله (الحوثيين) في اليمن، عبد الملك الحوثي بزعيم "حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله. يشترك الاثنان في طريقة التعبير والأداء، خلال خطابات تركز على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب واسرائيل.
ورغم عدم تحصيله أي دراسة نظامية متقدمة، استلم عبد الملك قيادة الحركة الحوثية، بعد مقتل أخيه عام 2004. كان عمره آنذاك 24 سنة، وبدأت تظهر تدريجياً شخصية الشاب عبد الملك الواثق من نفسه، الذي يلقي خطابات طويلة ومرتجلة تبدأ بالقضية الفلسطينية واسرائيل، والذي يلوح بسبابته اليمنى، بينما يزين خنصره خاتم من الفضة والعقيق.
أطلق عليه والده، اسم "طارقة" أي علامة، بحسب الصحافي اليمني عابد المهذري الذي كتب سيرة عبد الملك الحوثي. ويؤكد المهذري أن عبد الملك الحوثي "في الحياة العامة أقرب ما يكون للفقراء وطبقة المجتمع المتوسطة، منضبط في حياته يصحو وينام باكرا، يقرأ كثيراً ويطالع الصحف ويتصفح الإنترنت، يمارس رياضة السباحة والمشي ويحرص على الالتقاء بأصدقائه القدامى ورفاق الطفولة، كما أنه "مرح يحب النكتة، ويكتب الشعر وتطربه الأناشيد والفنون الإسلامية".
ويظهر الحوثي دائما مع الكوفية اليمنية على كتفيه والجنبية، أو الخنجر التقليدي. وعلى غرار زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، يمزج الحوثي لغة حازمة مع ابتسامات وانتقادات للفساد المستشري في بلاده، متقناً فن التشويق السياسي وجاذباً انتباه الإعلام.
ميله الى الخطابات الطويلة والتواصل الإعلامي مع جمهوره، لا يدفعان الحوثي إلى الظهور في التجمعات العامة. إذ يتحصن في معقله في صعدة بشمال غرب اليمن، وتبث كلماته من مكان مغلق. ويحيط جمهور الحوثي زعيمهم بهالة تكاد تكون من القدسية، فهو لا يجري المقابلات ويكتفي باستقبال مبعوثين وبالتحاور عبر مبعوثيه.
ويوضح استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نوتر دام" اللبنانية، ايلي الهندي أن "جميع المجموعات السياسية والمسلحة التي تدور في الفلك الايراني تعتبر حزب الله وحسن نصر الله نموذجاً والحوثيون يندرجون في هذا الاطار".
ويضيف "الحالة الحوثية تستلهم بوضوح خطاب حزب الله، وتنطلق مثله من مبدأ العداء لاسرائيل، ولو ان اليمن بعيد كثيراً عن اسرائيل. لكن ما زال على زعيم الحوثيين أن يكتسب مزيدا من الخبرة ويحقق ما يمكن ان يعتبره جمهوره انجازات أكبر".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
