"الغد السوري"... تيار إماراتي مصري من القاهرة برعاية دحلان

12 مارس 2016
التيار الجديد محاولة روسية لاختراق المعارضة (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -
أثار تدشين الرئيس السابق لـ الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، لتيار سياسي جديد تحت مسمى "الغد السوري"، أمس في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور عدد من الشخصيات المعارضة السورية، ومندوب عن السفارة الروسية، جدلاً في الأوساط السورية المعارضة، ولا سيما أن التيار جاء في إطار تحالف إماراتي مصري، وبرعاية من القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان.
وكشف مصدر مقرب من الجربا عن اجتماع مصغر مغلق، يعقد اليوم السبت، بأحد الفنادق التابعة لجهاز الاستخبارات المصري، يحضره كل من الجربا ودحلان، إضافة إلى أحد أبرز قيادات المعارضة السورية المدعومة من نظام بشار الأسد بالقاهرة، قاسم الخطيب.

وقال القيادي بالمعارضة، محمد بسام الملك، المقيم بمصر، لـ"العربي الجديد"، إن تيار "الغد السوري"، يأتي في إطار التحركات الروسية القذرة بحسب تعبيره، في ضرب المعارضة السورية قبل مؤتمر الرياض المقبل. وأضاف أن روسيا تسعى لضرب المعارضة، بحيث إنه في حال عدم حضور وفد الهيئة العليا للمفاوضات المزمع عقدها، تكون قد جهزت وفداً آخر من 15 معارضا تابعين لها، موضحاً أن الجربا بعد أن كان يمثل التوجهات السعودية سابقا، بات يبحث له عن دور جديد، في إطار تحالف المحور الروسي، والإماراتي، والمصري، في مواجهة المحور السعودي، والتركي، والقطري، وفقاً لكلامه.

وتابع أن "روسيا باتت تسعى لخلق تيار بديل، في حال اضطرت للتنازل عن بقاء الأسد"، لافتا إلى أن "موسكو ليست متمسكة بالأسد كشخص، ولكن في حال توافر بديل يضمن لها ولقواتها التواجد بالأراضي السورية لأطول مدة ستوافق عليه".

اقرأ أيضا سورية: ضوء أخضر أميركي للجربا لتشكيل "مجلس الدفاع الوطني"

وشدد المسؤول المعارض على أن تيار "الغد السوري" الجديد، يأتي في إطار دعم فكرة تقسيم سورية التي بدأت مؤسسات دولية بطرحها، في إطار خطة جديدة لتقسيم المنطقة، لتكون بمثابة سايكس بيكو جديدة، مؤكداً أن المعارضة السورية الشريفة في الخارج ترفض هذا التوجه.

في المقابل، قال مصدر رسمي دبلوماسي مصري بوزارة الخارجية، إن القاهرة تدعم أي تحرك يوحد المعارضة السورية، لافتاً إلى أن دعم مصر لتيار الجربا الجديد، ليس معناه دعم تقسيم سورية، ولكن هو دعم لأي تيار جاد.

وشدد المصدر، على أن الموقف المصري بشأن الملف السوري لا يصطدم مع وجهة النظر السعودية، ولكنه لا يتطابق معه، مؤكداً أن مصر ليست متمسكة بشخص بشار الأسد، ولكنها مع أي نظام أو تيار مدني يحافظ على سورية، ويكون مضاداً للتيارات المتطرفة، لافتاً إلى أن وجهة النظر السعودية تقوم على أنه يتم التخلص مبدئياً من الأسد، ثم بعد ذلك تتم مواجهة التنظيمات المتطرفة، وهو ما تختلف معه القاهرة بأنه في حال سقوط الأسد قبل التخلص من التنظيمات المتطرفة، سيقود ذلك المنطقة إلى كارثة محققة.

وكانت القاهرة قد شهدت أمس الجمعة، تدشين ما يعرف بتيار "الغد السوري"، برئاسة الرئيس السابق لـ"الائتلاف السوري" المعارض، أحمد الجربا، في حضور كل من محمد دحلان، المستشار الأمني الحالي لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بالإضافة إلى مندوب من السفارة الروسية بالقاهرة، وآخر عن مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان، بالإضافة لوزير الخارجية المصري سامح شكري.
المساهمون