الصدر يستأنف تصعيده: اعتصام مفتوح أمام المنطقة الخضراء ببغداد

13 مارس 2016
ترجيح أن يكون تصعيد الصدر مرتبط بفشل المفاوضات (الأناضول)
+ الخط -

صعّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من ضغوطه على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، متجاوزاً المهلة التي حدّدها الأخير للكتل السياسية لتقديم مرشحيها للحقائب الوزارية الجديدة، الأمر الذي يؤشّر إلى إهمال الصدر لخطوات العبادي نحو التغيير، وإصراره على القبول بشروطه وإملاءاته، التي يسعى لفرضها ضمن التشكيلة الجديدة، وفق ما يرى مراقبون.

وكان الصدر قد دعا، أمس الجمعة، المتظاهرين إلى الاعتصام المفتوح أمام بوابات المنطقة الخضراء، بدءاً من يوم الجمعة المقبل. وتأتي دعوة الصدر بعد يوم واحد فقط على تقديم العبادي وثيقة التغيير الوزاري والإصلاحات إلى قادة الكتل السياسية، وأمهلهم ثمانية أيام لتقديم مرشحيهم من التكنوقراط لتلك الحقائب.

وأعلن الصدر في بيان صحافي، أنه يدعو "أتباعه إلى مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية"، مؤكّداً أنّه "يوجّه نداءه التاريخي إلى كل عراقي شريف محب للإصلاح والعراق والعراقيين، للانتفاض وبدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية الشعبية، كمرحلة أخرى غير التظاهر، تبدأ بالاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء حتى انتهاء المدة المقرّرة وهي 45 يوماً". وشدّد على أتباعه أن "ينظّموا أمرهم ويستعدوا لاجتثاث الفساد والمفسدين"، محدّداً "يوم الجمعة المقبل موعداً لبدء الاعتصام".

كما قدّم زعيم التيار الصدري تحياته إلى "الأبطال الذين تظاهروا يوم الخميس في ساحة التحرير"، شاكراً "الأجهزة الأمنيّة". وتأتي دعوة الصدر، بعد يوم واحد من نقله للتظاهرات من أمام المنطقة الخضراء إلى ساحة التحرير. ورجّحت مصادر سياسية عراقية فشل المفاوضات بين الصدر والعبادي، وهو ما دفعه لهذا التصعيد، علماً أنه أعلن سابقاً عن نقل التظاهرات بعيداً عن المنطقة الخضراء.

من جهته، أكّد النائب عن "التحالف الكردستاني"، ريبوار طه، أنّه "إذا فشلنا سنفشل جميعاً وإذا نجحنا سننجح جميعاً". وقال طه، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّه "هناك من يريد أن يكون من دعاة الإصلاح والتغيير، وهناك من يريد أن يقوم بواجبه في الإصلاح"، مشيراً إلى أنه "ربما الاثنان متجهان باتجاه الإصلاح ومصلحة المجتمع".

اقرأ أيضاً: بوادر تهدئة في الأزمة العراقية... واتفاق على حكومة جديدة 

وأضاف طه "الآن الشعب بدأ يستوعب كل شيء، فهو يرى كل ما يجري في العراق من فساد وهدر أموال، وهو على علم بكل ما يحدث في الحكومة والبرلمان ومجلس القضاء، وأنّ التغيير لا بدّ منه لحاجة البلد له".

كما أشار إلى أن "الجميع يريد الإصلاح، لكن ليس كل الطرق صحيحة، وهناك طرق أخرى لحلّ الأزمات والخلافات عن طريق الاجتماعات وغيرها، للوصول إلى حلول سياسية. كما أن هناك مبادئ أساسية للإصلاح، يجب على الجميع الالتزام بها". ودعا طه كل الأطراف إلى "الجلوس على طاولة الحوار بعيداً عن التشنّجات، للوصول إلى حلول سياسية وتحديد مسار الإصلاح والتغيير من دون تشنّجات".

بدوره، رأى الخبير السياسي قاسم محمد، أنّ "خطوة الصدر ببدء الاعتصام أمام المنطقة الخضراء تحمل في طيّاتها مؤشّرات خطيرة بشأن التغيير الوزاري الذي يسعى له العبادي". وقال قاسم في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي ومن خلال تقديمه وثيقة التغيير الوزاري إلى قادة الكتل السياسية، أكّد للجميع عزمه على إجراء التغيير، رغم كل الضغوط والمساومات التي يتعرّض لها من قبل قادة كتل تحالفه الوطني". وتابع "يؤشر ذلك أيضاً إصراراً على التغيير وتجاوزاً للمصالح الضيّقة، التي تسعى الكتل السياسية لتحقيقها على حساب المواطن".

وأكّد أنّ "دعوة الصدر هي منعطف خطير وجديد، يتعارض ليس مع خطوات التغيير ووعود التغيير التي قدّمها العبادي، بل تتعارض أيضاً مع التغيير الحقيقي الذي بدأ العبادي بتطبيقه فعلاً، ما يكشف آخر ورقة للضغط على العبادي، يلجأ إليها الصدر، المدعوم بقادة بعض كتل التحالف الوطني، للحصول على مكاسب سياسية".

ولفت إلى أن "هناك وساطات بذلت داخل التحالف الوطني للتقريب بين الصدر وقادة الكتل الأخرى وبين العبادي، لكن صيغة التعديل الوزاري التي طرحها الأخير جاءت مغايرة لطموحات الأول، الأمر الذي دعاه للانتفاض من جديدة وتجاوز خطوات العبادي وإعلان الاعتصام المفتوح والالتزام بالمهلة السابقة التي حدّدها للعبادي بـ45 يوماً. ما يعني أنّ الصدر سيلتزم حتى نهاية هذه المهلة، ليبدأ بعدها مرحلة إسقاط الحكومة في حال لم يحصل على ما يريده من العبادي".

اقرأ أيضاً: الصدر يدعو لتغيير "الوجوه الفاسدة" ويتهم المالكي بتسييس القضاء

المساهمون