قضية ريجيني: "تعذيب احترافي" لأيام وإيطاليا تهدد بإعلان الحقائق

02 مارس 2016
الشرطة لم تقدم أي تحريات حول مقتل ريجيني (Getty)
+ الخط -
تشهد قضية الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي اختفى في مصر منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي قبل أن يتم العثور على جثته مطلع شهر فبراير/شباط الماضي تطورات متسارعة، بعدما كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن السلطات الإيطالية أرسلت خطاباً رسمياً إلى النيابة العامة المصرية تطلب منها سرعة إعلان نتائج التحقيقات التي أجرتها بشأن مصرع ريجيني، مهددة بإعلان نتائج التحقيقات التي أجراها محققون إيطاليون مارسوا عملهم بالقاهرة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية خلال الأسبوع الجاري.
ويأتي الكشف عن هذه التهديدات بالتزامن مع تأكيد مصادر في النيابة المصرية لـ"العربي الجديد" و"وكالة رويترز" أن الطالب الإيطالي تعرض لـ"تعذيب احترافي" على مدى أيام، ما أدى إلى وفاته. كما يأتي الخطاب الإيطالي بعد 4 أيام من إشارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى "وجود مؤامرة على مصر" في عملية قتل ريجيني، إذ قارب بينها وبين عملية إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، معترفاً بأن اﻹسقاط حدث بفعل إرهابي.

اقرأ أيضاً: قضية ريجيني... الأجهزة الإيطالية رصدت نقله لقسم شرطة الأزبكية 

وتوضح مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" أن السلطات الإيطالية أوضحت في خطابها أن أصابع الاتهام تشير إلى جهاز الأمن الوطني المصري (أمن الدولة سابقاً) التابع لوزير الداخلية، قياساً بحالات اختطاف وتعذيب سابقة لناشطين سياسيين وحقوقيين مصريين.
وتذكر المصادر أن هناك مخاوف لدى أركان السياسة الخارجية في النظام المصري من "تأثير سلبي ضخم" لهذه القضية على ملف العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا. وتذكّر المصادر أن "روما كانت العاصمة الأكثر ترويجاً لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، وهي الشريك الاقتصادي الأول من أوروبا حتى الآن، إلى جانب أن تفعيل الشراكة الاستراتيجية والاستخباراتية بشأن ليبيا وحماية ساحل شمال أفريقيا أصبحت محل شك كبير".
وتصف المصادر الضرر الذي قد تسببه هذه القضية بأنه سيكون "أكبر بالتأكيد من ضرر عملية إسقاط الطائرة الروسية".
وتلفت المصادر إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري أرسل رسالة طمأنة تقليدية إلى نظيره الإيطالي، باولو جينتيلوني، مؤكداً أن "المخطئ في قضية ريجيني سيحاسب وسيقدم للمحاكمة العادلة خلال أيام"، في حين بعث وزير الخارجية الإيطالي له رسالة مقتضبة مفادها أن إيطاليا تتمنى ذلك على وجه السرعة.

من جهته، يؤكد مصدر في نيابة الجيزة لـ"العربي الجديد" أنّ تقرير الطب الشرعي المصري أثبت تعرض جسد ريجيني للتعذيب لأيام عدة، وأن التعذيب كان ممنهجاً بطريقة مقصود بها الإبقاء عليه حياً لأطول فترة ممكنة، لكن جسد الشاب الإيطالي لم يتحمل كل هذا التعذيب.
ووفقاً للمصدر القضائي نفسه، فإن النيابة أرسلت تقرير الطب الشرعي إلى المباحث الجنائية للسؤال عن الجهة التي يمكنها احتجاز شخص لفترة أيام عدة خارج إطار القانون، وكذلك الجهة التي يمكنها القيام بعملية "تعذيب احترافي لشاب بغرض الحصول على معلومات، أو التعرف على شيء غامض".
ويؤكد المصدر أن الشرطة لم تقدم حتى الآن أي تحريات، أو تقارير بحث جنائي تخص القضية، وأن النيابة العامة "تعاني الأمرين"، حسب تعبيره، بسبب وجود ضغوط سياسية عليها لسرعة إنجاز التحقيقات في القضية.

ويشير المصدر إلى أن النائب العام المصري نبيل صادق رفع تقريراً عن موضوع تراخي المباحث الجنائية في تقديم أي معلومات للنيابة العامة عن القضية، إلى وزير العدل أحمد الزند، بغية إيصاله إلى وزير الداخلية مجدي عبد الغفار ورئيس الجمهورية.
وتتقاطع معلومات "العربي الجديد" مع ما نقلته وكالة "رويترز"، أمس الثلاثاء، عن مصدرين في النيابة العامة لجهة إشارتهما إلى أن الطبيب الشرعي هشام عبد الحميد قال في التحقيقات إن الإصابات والجروح الموجودة في جثة ريجيني حدثت على فترات زمنية مختلفة تتراوح بين 10 و14 ساعة بين كل جرح وآخر، وأن هذا معناه أن المتهمين كانوا يستجوبون ريجيني على فترات مختلفة من أجل إجباره على إعطائهم معلومات عن شيء ما.

اقرأ أيضاً: الطالب الإيطالي القتيل نشر مقالات تنتقد حكم السيسي

دلالات