أنهى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعاً دام لثلاث ساعات، مع زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، وذلك بعد يوم واحد من وصول الأخير إلى العاصمة، قادماً إليها من النجف.
وتزامنت زيارة الصدر لبغداد، مع دعوة له بالخروج في تظاهرات مليونية في بغداد للمطالبة بالإصلاح أو استقالة الحكومة.
ووفقاً لبيان صدر عن مكتب العبادي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، فإن "الجانبين بحثا الوضع السياسي الحالي والتغيير الحكومي المرتقب".
وأضاف البيان، أن الجانبين بحثا أيضاً، التطورات الأخيرة والتحديات التي يواجهها البلد في مختلف المجالات وخطة الإصلاح التي ينفذها رئيس الوزراء.
ولم يفصح عما أسفرت عنه المباحثات التي جرت بين الطرفين، إلا أن مصادر سياسية خاصة في بغداد، أكدت لـ "العربي الجديد"، أن العبادي بحث مع الصدر ثلاث نقاط رئيسة.
الأولى وقف دعوته للمظاهرات، والثانية التغيير الحكومي وضرورة دعمه، والثالثة أعضاء المليشيات المتورطين بعمليات الخطف والسطو المسلح بالعاصمة، والتي زادت وتيرتها مؤخراً.
اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يحرّض الشارع العراقي لمظاهرات واسعة الجمعة المقبلة
وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماع لم يكن إيجابياً، إذ أصر الصدر على المظاهرات واعتبرها حقاً لكل عراقي.
ويخشى رئيس الوزراء والقادة الأمنيون من أن تؤدي المظاهرات إلى "حالة فوضى تضرب العاصمة القلقة أمنياً، فضلاً عن احتمالية استهدافها بتفجيرات انتحارية ينفذها تنظيم (داعش)".
ومما يؤكد سلبية نتائج الاجتماع بين الطرفين إصدار زعيم التيار الصدري، مساء اليوم الثلاثاء، بياناً أعلن فيه عن إقامة صلاة جمعة موحدة للمتظاهرين في ساحة التحرير المحاذية للمنطقة الخضراء، وسط بغداد، وبإمامة مقتدى الصدر شخصياً، وذلك يوم الجمعة المقبل.
ودعا في البيان إلى "الحشد للتظاهرة بكافة الوسائل المتاحة، ورفع العلم العراقي والشعارات الوطنية فقط"، معتبراً أنّ "المظاهرة تكامل لجهود المرجعية والقوى الوطنية المخلصة، مع منع ارتداء الزي العسكري في التظاهرة مطلقاً".
وأضاف "موعد التجمع سيكون في الساعة العاشرة صباحاً، من اليوم المذكور، حيث ستقام صلاة الجمعة هناك موحدة في ساحة التحرير، بإمامة مقتدى الصدر".
ورفض البيان ذاته "رفع أي علم غير العلم العراقي"، مؤكداً أن "المخالف لا يمثل التظاهرة والمتظاهرين".
وقال عضو التيار الصدري حسين البصري في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن رئيس الحكومة "يبحث عن حلول وقتية، وهذه الأخيرة هي أساس بلاء العراقيين منذ 13 عاماً، بينما يسعى السيد الصدر إلى وضع حد للمهزلة السياسية والأمنية" وفقاً لقوله.
اقرأ أيضاً: تحرير فتاة سويدية من قبضة "داعش" قرب الموصل