ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإنّ "ثلاثة ألوية مشاة وكتيبة دروع تابعة للجيش، وأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من العشائر السنية، و800 من الشرطة المحلية، وفوجين من جهاز مكافحة الإرهاب، سينقضّون على المدينة من محاورها الأربعة، بغطاء أميركي جوي وبمشاركة المدفعية الأميركية للمرة الأولى في العملية منطلقة من قاعدة عين الأسد القريبة التي تبعد نحو (30 كيلومترا) عن المدينة".
ولفتت المصادر العسكرية، إلى أنّ "القوات الأميركية عقدت سلسلة اجتماعات مُكثّفة مع زعماء العشائر، الذين يتولون الإشراف على مقاتليهم في الحرب ضد (داعش)، ووفرت لهم أسلحة متوسطة وذخيرة وتجهيزات مختلفة، فيما تم إيصال الجسر العائم المؤقت، الذي تم تجهيزه للنصب في حال تكرر سيناريو الرمادي، وأقدم التنظيم على نسف الجسور الواقعة على نهر الفرات لإعاقة تقدم القوات العراقية المشتركة".
ومن المتوقع، بحسب تخمينات القادة العراقيين، أن يتم الهجوم بعد تحسن أحوال الطقس واكتمال الاستعدادات اللازمة، بما فيها الضوء الأميركي الأخضر للهجوم، حيث سيكون عليه دور مهم بالهجوم بسبب تطلب العملية مظلة جوية مستمرة على مدار الساعة، وقصفا لمواقع دفاعات التنظيم ومراقبة تحركاته.
وبحسب تسريبات حصل عليها "العربي الجديد"، فقد تم استبعاد "الحشد الشعبي" بشكل نهائي وقاطع من المشاركة في العملية، بناءً على طلب شيوخ العشائر والقادة السياسيين في المحافظة.
وفي هذا السياق، أكّد قائد محور منطقة السبعة، كيلو غرب الأنبار، محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات لن تشارك في معارك أعالي الفرات، وهذا ما تم الاتفاق عليه".
وأضاف الدليمي "نحن قادرون كعشائر على استرداد الأراضي والمدن بمعارك نظيفة لا تتخللها عمليات انتقام أو سرقة وسطو على ممتلكات المواطنين، كما أن تجربة الرمادي أعطت الأمل والدافع لسكان باقي المدن إلى التعاون والتعامل، بعدما كانوا يرون في الحشد الشعبي وجها ثانيا لتنظيم داعش".
من جهته، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إن "هيت ستعود قريباً لحضن الوطن"، مبيناً أنّ "عمليات التحرير للمدن ستتسارع في الفترة المقبلة، وقد نشهد نهاية العام الحالي الاحتفال بتحرير جميع مدن الأنبار".
وأشاد بما وصفه "الدور الأميركي الكبير في مساعدة العشائر والتعاون معهم في هذا الإطار".
بدوره، أكّد العقيد الركن محمد فاضل العوادي، من الفرقة العاشرة، أنّ "تحرير هيت سيكون أسرع من تحرير الرمادي، كما أن هناك حرصا كبيرا على مراعاة المدينة وعدم الإضرار بها".
ولفت إلى أن "السكان سيكون عليهم الخروج من المدينة عبر منافذ يجري رسمها حالياً، حرصاً على سلامتهم"، موضحاً أنّ "منع التنظيم خروج الأهالي كالأطفال والنساء، يؤكّد هوية وعقيدة التنظيم البعيدة عن الإسلام"، على حد وصفه.
اقرأ أيضاً: المرحلة الأخيرة من معركة الرمادي: حرب شوارع بالأحياء السكنية