ولم تتردد أطراف عدة في المعارضة في انتقاد المبعوث الأممي على خلفية ما ترى أنه "محاباة للروس ومحاولته فرض رؤية موسكو في المفاوضات المرتقبة". وفي السياق، يؤكد الأمين العام لـ"الائتلاف الوطني" يحيى مكتبي، في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، أن "هناك ضغطاً كبيراً من الروس على الموفد الأممي دي ميستورا، لقولبة الحل السياسي وفق الرؤية الروسية". ويضيف أنه "تجلّى ذلك في الجانب الميداني من خلال رفع وتيرة الإجرام الروسي باستخدام الطيران الحربي ضد كتائب الجيش السوري الحر، والتنكيل بشعبنا في المناطق المحررة من خلال قصف الأسواق الشعبية والمدارس والمستشفيات ومستودعات المساعدات الإنسانية". ويرى أن "الروس يسعون لإقحام أسماء ضمن وفد المعارضة، يرون أنها مناسبة ومتسقة، لتمرير ما تريده روسيا من إعادة تأهيل مجرم الحرب بشار الأسد ونظامه".
اقرأ أيضاً: تأجيل مؤقت لجنيف بلاءات روسية... ووفد النظام برئاسة "صقور"
من جانبه، يرى سفير "الائتلاف" في العاصمة الإيطالية روما، بسام العمادي، أن "الموفد الأممي يميل بالفعل إلى رؤية روسيا للحلّ في سورية، لأنه يعتقد أن الروس قادرون على فرض حلّ على الأطراف في سورية". ويضيف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الموقف الروسي أضعف مما توحي به اشتراطات موسكو التي وصفها بـ"الفاجرة، وغير المعهودة في تاريخ التفاوض". ويشير إلى أنه "من الواضح أن روسيا تستعجل بدء التفاوض بشروطها، ولا تريد تأجيله لفترة بعيدة، ذلك أنها كانت قد وضعت في حساباتها أن عملياتها العسكرية المكلفة التي ترهق كاهلها ستستمر لأربعة أشهر فقط، وهذا ما طلب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من البرلمان الروسي تفويضه به".
ويعتبر العمادي أن "ما أنجزته العمليات الروسية أقلّ بكثير مما يبررها، إذ لم تنجز سوى المجازر بحق المدنيين". ويتابع: "اكتشفت روسيا أنه لم يعد لدى النظام جيش يستطيع فرض سيطرته، حتى على الأرض التي تحرقها غارات الطيران الحربي".
ويعرب عن اعتقاده بأن "روسيا بدأت بالبحث عن مخرج سريع لا يريق ماء وجهها، ولا يظهر هزيمتها، ولذلك تحاول أن تنجز من خلال المفاوضات ما فشلت إيران والنظام قبلها في إنجازه، وهو إعادة الشعب السوري إلى بيت طاعة النظام".
ويمضي العمادي قائلاً إن "السياسة الروسية مصيرها الفشل، ولن تتمكن من فرضها لا على الشعب السوري، ولا على الوفد المفاوض، خصوصاً بعد أن أصبح الوفد يمثل المعارضة، والذي عليه الثبات على موقفه ورفض المحاولات الروسية وغيرها، ممن سيحاول وضع الضغوط لتثبيط تصميم السوريين على المتابعة، فالوقت الآن في صالحهم".
اقرأ أيضاً "جنيف السوري": روسيا تجاهر بالعرقلة والحياد الأميركي انحياز لموسكو