تعرضت تركيا، أمس الثلاثاء، إلى اعتداء إرهابي جديد، استهدف قلب مدينة إسطنبول، وتحديداً ميدان السلطان أحمد السياحي، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص منهم تسعة ألمان، وجرح 15 آخرين، اثنان منهم بإصابات بالغة، وسط توقعات بارتدادات داخلية وخارجية للاعتداء، ولا سيما بعدما توجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش" وسط حرص تركيا على تأكيد أن الاعتداءات التي تتعرض لها تركيا لن تبدل من موقفها الثابت في دعم الشعب السوري. وعلى الرغم من عدم تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" للاعتداء رسمياً، إلا أن تصريحات مختلف المسؤولين الأتراك كانت تشير أمس إلى تورطه.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن "داعش" هو المسؤول عن العمل"، فيما أشار نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، إلى أنه "تم التثبت من هوية الانتحاري الذي يحمل الجنسية السورية ومن مواليد 1988". بدورها، كشفت وكالة "دوغان" الإخبارية التركية المعارضة أن اسم الانتحاري الذي نفذ العملية، وهو نبيل الفاضلي الذي دخل الأراضي التركية أخيراً على أنه لاجئ، وهو من مواليد السعودية في شهر سبتمبر/ أيلول 1988.
اقرأ أيضاً: خطط "داعش" لاستهداف تركيا ترفع مستوى الإنذار
وسارع داود أوغلو، أمس، إلى دعوة المجتمع الدولي إلى مساندة تركيا كما حصل في الهجمات التي أصابت العاصمة الفرنسية باريس. كما أكد داود أوغلو، والذي أطلع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي على المعلومات المتوفرة لدى السلطات التركية حول الاعتداء، أن "الإرهاب يستهدف جميع الدول"، مشيراً إلى عزم بلاده على "محاربة التنظيمات الإرهابية العالمية". وفيما لفت إلى أن الفراغ الأمني في سورية يشكل أحد المصادر الرئيسية للإرهاب الذي يضرب تركيا والمنطقة، شدد داود أوغلو على وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري، وأكد الاستمرار في دعمه. في موازاة ذلك، بدا رئيس الوزراء التركي حريصاً على طمأنة السوريين الموجودين في تركيا بعدما تبين أن منفذ الاعتداء سوري الجنسية، محذراً من أي محاولة للاعتداء عليهم ومشدداً على ضرورة التفريق بين الانتحاري السوري وبين السوريين الأبرياء الذي أجبرتهم الأوضاع في بلادهم على مغادرتها.
من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاعتداء يظهر مرة أخرى "أن علينا أن نقف معا في وجه الإرهاب"، مشدداً على أن بلاده هي "الهدف الأول لجميع الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، لأنها تقاتلها جميعاً بالتصميم نفسه"، من دون أن يغفل أردوغان، خلال كلمة له أمام السفراء الاتراك في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، توجيه انتقادات شديدة لكل من روسيا وإيران متهما كلاهما بتأجيج الصراعات في المنطقة. وفيما اعتبر أن روسيا لا تمتلك أي رغبة في قتال "داعش"، رغم أنها استخدمت ذلك حجة للتدخل في سورية، اعتبر أردوغان أن إيران "تستغل التطورات في دول مثل سورية والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطرة باتخاذها موقفاً يحول الخلافات الطائفية إلى صراع".
تفاصيل ورسائل الاعتداء
لم تخلُ تفاصيل الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية وأهمها، من الرسائل المتعددة التي يبدو أن تنظيم "داعش" قد أراد إيصالها، وخصوصاً لناحية هوية الانتحاري أو لجهة الضحايا الذين استهدفوا. وينطوي استهداف الاعتداء الانتحاري تجمعاً لسائحين ألمان رسالة واضحة ليست تركيا المعني الوحيد بها، ولكن أيضاً حلفاءها الغربيين، وتحديداً الألمان الذي استقبلوا مئات آلاف اللاجئين على مدى الأشهر الأخيرة، وسط مخاوف من استغلال اليمين العنصري الألماني الاعتداء لتصعيد حملته ضد المسلمين عموماً، ويتم التحريض ضد أي دواع إنسانية لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب، باعتبارهم مشتبهين في كونهم عناصر "داعشية، ولا سيما بعد التغيير في استراتيجية التنظيم بالاعتماد على السوريين. كما لا يمكن فصل الاعتداء عن فشل التنظيم في تنفيذ هجوم في مدينة ميونخ الألمانية خلال احتفالات رأس السنة بسبب معلومات استخباراتية من دولة صديقة، بحسب تعبير وزير داخلية مقاطعة بافاريا، تبين لاحقاً بحسب تسريبات تركية أن مصدرها أنقرة.
اقرأ أيضاً: تفجيرات أنقرة... هل تعيد خلط الأوراق تركياً وسورياً؟
أما الأنباء الأولية التي أشارت إلى أن منفذ الهجوم هو نبيل الفاضلي سوري الأصل سعودي المولد، وفي حال صحت، فإنها لا تخلو من رسالة متعددة الأطراف يريد التنظيم إيصالها إلى تركيا والسعودية اللتين تشهد العلاقات بينهما تحسناً متصاعداً منذ أشهر. كما أن الاعتداء الانتحاري يوحي بأن التنظيم عمد إلى تغيير استراتيجيته، وعلى خلاف الهجمات السابقة في كل من مدينة أنقرة وبلدة سوروج، إذ لجأ هذه المرة إلى عنصر سوري الجنسية لتنفيذ الاعتداء. كما لم يكن أنصار الحركة القومية الكردية من يسار تركي وكردي هم المستهدف، بل السواح الأجانب، فكان القتلى أغلبهم من الألمان. أما اختيار الموقع فلا يقل أهمية، وخصوصاً بعد تنفيذ الاعتداء في ميدان السلطان أحمد، أهم المزارات السياحية في وسط إسطنبول، الذي يشكل الهدف القديم لكل من أراد إيصال رسائله للعالم في التاريخ التركي بدءاً من العمال الكردستاني مرورًا بالتنظيمات اليسارية التركية الراديكالية. ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه في إسطنبول الذي يبدو بأن داعش يقف وراءه، بعد الأخير الذي تم في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، والذي وقع قرب ميدان السلطان أحمد واستهدف قسم الشرطة فيه مودياً بحياة شرطي.
حملة أمنية
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التركية المشددة على الحدود وكذلك في الداخل، وأيضاً التعاون الاستخباراتي الكبير بين مختلف الأطراف الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بدا الأخير، من خلال اعتداء أمس، لا يزال قادراً على زرع خلاياه. إذ أعلنت مديرية أمن أنقرة، بعد ساعات، من الهجوم الانتحاري، عن نجاحها في إلقاء القبض على مجموعة من عناصر "داعش"، في العاصمة، كانت تخطط للقيام بعمليات تستهدف مباني حكومية تركية.
كما قامت شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن ولاية شانلي أورفة الحدودية مع سورية، أمس، بشن عملية أمنية واسعة في المدينة ضد تنظيم "داعش" ما أسفر عن اعتقال 21 شخصا مشتبها بانتمائهم للتنظيم. واستهدفت العملية 22 عنوانا بشكل متزامن، من بينها منزلا في منطقة الأيوبية في المدينة، ذلك أن عناصر تابعة للتنظيم كانت تتجهز لعقد اجتماع في سبيل جمع التبرعات لنقل عدد من الأعضاء الذين قدموا إلى المدينة إلى أماكن سيطرة التنظيم في الأراضي السورية، وكذلك التباحث في كيفية إحضار معدات لتنفيذ عمليات في تركيا، مما أدى إلى اعتقال المشاركين في الاجتماع.
اقرأ أيضاً: هل يسرّع تفجير سروج المنطقة التركية الآمنة في سورية؟
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن "داعش" هو المسؤول عن العمل"، فيما أشار نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، نعمان كورتولموش، إلى أنه "تم التثبت من هوية الانتحاري الذي يحمل الجنسية السورية ومن مواليد 1988". بدورها، كشفت وكالة "دوغان" الإخبارية التركية المعارضة أن اسم الانتحاري الذي نفذ العملية، وهو نبيل الفاضلي الذي دخل الأراضي التركية أخيراً على أنه لاجئ، وهو من مواليد السعودية في شهر سبتمبر/ أيلول 1988.
اقرأ أيضاً: خطط "داعش" لاستهداف تركيا ترفع مستوى الإنذار
وسارع داود أوغلو، أمس، إلى دعوة المجتمع الدولي إلى مساندة تركيا كما حصل في الهجمات التي أصابت العاصمة الفرنسية باريس. كما أكد داود أوغلو، والذي أطلع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي على المعلومات المتوفرة لدى السلطات التركية حول الاعتداء، أن "الإرهاب يستهدف جميع الدول"، مشيراً إلى عزم بلاده على "محاربة التنظيمات الإرهابية العالمية". وفيما لفت إلى أن الفراغ الأمني في سورية يشكل أحد المصادر الرئيسية للإرهاب الذي يضرب تركيا والمنطقة، شدد داود أوغلو على وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري، وأكد الاستمرار في دعمه. في موازاة ذلك، بدا رئيس الوزراء التركي حريصاً على طمأنة السوريين الموجودين في تركيا بعدما تبين أن منفذ الاعتداء سوري الجنسية، محذراً من أي محاولة للاعتداء عليهم ومشدداً على ضرورة التفريق بين الانتحاري السوري وبين السوريين الأبرياء الذي أجبرتهم الأوضاع في بلادهم على مغادرتها.
من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاعتداء يظهر مرة أخرى "أن علينا أن نقف معا في وجه الإرهاب"، مشدداً على أن بلاده هي "الهدف الأول لجميع الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، لأنها تقاتلها جميعاً بالتصميم نفسه"، من دون أن يغفل أردوغان، خلال كلمة له أمام السفراء الاتراك في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، توجيه انتقادات شديدة لكل من روسيا وإيران متهما كلاهما بتأجيج الصراعات في المنطقة. وفيما اعتبر أن روسيا لا تمتلك أي رغبة في قتال "داعش"، رغم أنها استخدمت ذلك حجة للتدخل في سورية، اعتبر أردوغان أن إيران "تستغل التطورات في دول مثل سورية والعراق واليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتحاول إشعال عملية خطرة باتخاذها موقفاً يحول الخلافات الطائفية إلى صراع".
تفاصيل ورسائل الاعتداء
لم تخلُ تفاصيل الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية وأهمها، من الرسائل المتعددة التي يبدو أن تنظيم "داعش" قد أراد إيصالها، وخصوصاً لناحية هوية الانتحاري أو لجهة الضحايا الذين استهدفوا. وينطوي استهداف الاعتداء الانتحاري تجمعاً لسائحين ألمان رسالة واضحة ليست تركيا المعني الوحيد بها، ولكن أيضاً حلفاءها الغربيين، وتحديداً الألمان الذي استقبلوا مئات آلاف اللاجئين على مدى الأشهر الأخيرة، وسط مخاوف من استغلال اليمين العنصري الألماني الاعتداء لتصعيد حملته ضد المسلمين عموماً، ويتم التحريض ضد أي دواع إنسانية لاستقبال اللاجئين السوريين الفارين من الحرب، باعتبارهم مشتبهين في كونهم عناصر "داعشية، ولا سيما بعد التغيير في استراتيجية التنظيم بالاعتماد على السوريين. كما لا يمكن فصل الاعتداء عن فشل التنظيم في تنفيذ هجوم في مدينة ميونخ الألمانية خلال احتفالات رأس السنة بسبب معلومات استخباراتية من دولة صديقة، بحسب تعبير وزير داخلية مقاطعة بافاريا، تبين لاحقاً بحسب تسريبات تركية أن مصدرها أنقرة.
اقرأ أيضاً: تفجيرات أنقرة... هل تعيد خلط الأوراق تركياً وسورياً؟
أما الأنباء الأولية التي أشارت إلى أن منفذ الهجوم هو نبيل الفاضلي سوري الأصل سعودي المولد، وفي حال صحت، فإنها لا تخلو من رسالة متعددة الأطراف يريد التنظيم إيصالها إلى تركيا والسعودية اللتين تشهد العلاقات بينهما تحسناً متصاعداً منذ أشهر. كما أن الاعتداء الانتحاري يوحي بأن التنظيم عمد إلى تغيير استراتيجيته، وعلى خلاف الهجمات السابقة في كل من مدينة أنقرة وبلدة سوروج، إذ لجأ هذه المرة إلى عنصر سوري الجنسية لتنفيذ الاعتداء. كما لم يكن أنصار الحركة القومية الكردية من يسار تركي وكردي هم المستهدف، بل السواح الأجانب، فكان القتلى أغلبهم من الألمان. أما اختيار الموقع فلا يقل أهمية، وخصوصاً بعد تنفيذ الاعتداء في ميدان السلطان أحمد، أهم المزارات السياحية في وسط إسطنبول، الذي يشكل الهدف القديم لكل من أراد إيصال رسائله للعالم في التاريخ التركي بدءاً من العمال الكردستاني مرورًا بالتنظيمات اليسارية التركية الراديكالية. ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه في إسطنبول الذي يبدو بأن داعش يقف وراءه، بعد الأخير الذي تم في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، والذي وقع قرب ميدان السلطان أحمد واستهدف قسم الشرطة فيه مودياً بحياة شرطي.
حملة أمنية
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التركية المشددة على الحدود وكذلك في الداخل، وأيضاً التعاون الاستخباراتي الكبير بين مختلف الأطراف الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بدا الأخير، من خلال اعتداء أمس، لا يزال قادراً على زرع خلاياه. إذ أعلنت مديرية أمن أنقرة، بعد ساعات، من الهجوم الانتحاري، عن نجاحها في إلقاء القبض على مجموعة من عناصر "داعش"، في العاصمة، كانت تخطط للقيام بعمليات تستهدف مباني حكومية تركية.
كما قامت شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن ولاية شانلي أورفة الحدودية مع سورية، أمس، بشن عملية أمنية واسعة في المدينة ضد تنظيم "داعش" ما أسفر عن اعتقال 21 شخصا مشتبها بانتمائهم للتنظيم. واستهدفت العملية 22 عنوانا بشكل متزامن، من بينها منزلا في منطقة الأيوبية في المدينة، ذلك أن عناصر تابعة للتنظيم كانت تتجهز لعقد اجتماع في سبيل جمع التبرعات لنقل عدد من الأعضاء الذين قدموا إلى المدينة إلى أماكن سيطرة التنظيم في الأراضي السورية، وكذلك التباحث في كيفية إحضار معدات لتنفيذ عمليات في تركيا، مما أدى إلى اعتقال المشاركين في الاجتماع.
اقرأ أيضاً: هل يسرّع تفجير سروج المنطقة التركية الآمنة في سورية؟