يستضيف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، الملك الأردني، عبدالله الثاني، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد زايد آل نهيان، في موسكو، في زيارة رسمية من المقرر أن تعقد خلالها لقاءات ثنائية مع بوتين تتركز حول الأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب والمستجدات في المنطقة.
وجاءت زيارة الملك، عبدالله، وولي عهد أبو ظبي قبل وصول الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الى العاصمة الروسية للمشاركة في المعرض العسكري "ماكس - 2015". وحالت ارتباطات بوتين دون لقائه، اليوم، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبدﻻً مما كان مقرراً من أن يكون لقاء بوتين والسيسي، هو أول محطات الزيارة التي تستغرق نحو 72 ساعة، سيجري السيسي زيارة إلى مجلس النواب الروسي ويلتقي برئيسه، ثم سيستقبل في مقر إقامته وزير الصناعة، على أن تتم القمة الرئاسية يوم اﻷربعاء.
وخلال الأيام والأسابيع الأخيرة، استضافت موسكو العديد من وفود الحكومات الشرق أوسطية. كما يصل، الأحد، وفدان من معارضة الداخل في سورية لإجراء محادثات عن الأزمة التي تعصف بالبلاد.
إلى ذلك، من المتوقع أن يصل مسؤولون إيرانيون، الأسبوع الحالي، إلى موسكو لاختتام مفاوضات حول شراء طهران أنظمة الدفاع الروسية "اس 300" على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويأتي ذلك في ظل تعزيز روسيا لجهودها الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة السورية بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 240 ألف شخص.
وأخيراً، استضاف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيريه السعودي والإيراني في محاولة لإطلاق مبادرة إنشاء تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الإسلامية يضم النظام السوري وحلفاءه.
ويبحث بوتين مع الملك عبدالله، أيضاً، إمكانية بناء أول منشأة نووية في الأردن، وفق ما أعلن الكرملين.
وأضاف، أن المباحثات مع العاهل الأردني ستهم "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وحل النزاع السوري وعملية السلام في الشرق الأوسط".
أما محادثات بوتين مع ولي عهد أبو ظبي فتتركز على قطاع الطاقة، فضلاً عن "الاستقرار والأمن" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب الكرملين.
وسيشارك بوتين وضيوفه في افتتاح معرض "ماكس 2015" الذي تشارك فيه 700 شركة روسية وأجنبية من 30 دولة.
وفيما يخص زيارة السيسي، قالت مصادر مصرية في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ السيسي يروّج لهذه الزيارة في الداخل المصري، باعتبارها نقطة محورية في علاقة نظامه ببوتين، خصوصاً في مجال تنفيذ وعود المساعدات التنموية التي وجّهتها روسيا إلى مصر بعد اﻹطاحة بحكم جماعة "اﻹخوان المسلمين"، ولا تزال متباطئة، حتى اﻵن، واقتصرت على بعض "الهدايا" العسكرية المحدودة وقطع للأسلحة الروسية القديمة المعدلة من الجيش المصري.
ولفتت المصادر إلى أنّ السيسي يسعى إلى إبرام صفقة تسليح تشمل طائرات "ميغ" حديثة ومدرعات وأسلحة دفاع جوي، في إطار سعيه إلى تعدد مصادر تسليح الجيش المصري في ظل احتمالية تردي العلاقات مع الولايات المتحدة مرة أخرى. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن السيسي سيحاول الوقوف على الحياد، فيما يتعلق بالأزمة السورية، ولن يعلن مواقف مصر النهائية بشأن نظام بشار الأسد، حرصاً على علاقته الحساسة حالياً بالمملكة العربية السعودية، على أن يقتصر حديثه خلال هذه الزيارة على تأييد الجهود الروسية لعقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف على أسس عدة، من بينها مفاوضات الفرقاء السوريين التي استضافتها القاهرة في العامين الماضي والحالي.
اقرأ أيضاً: زيارة السيسي اقتصادية إلى موسكو... وحياد سوري