وأوضحت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" أنّ هناك بعض الخلافات بين الطرفين حول مدة تنفيذ المشروع التي يرفض الجانب الروسي الالتزام بأن تتم في مهلة 3 سنوات فقط، وكذلك حول تقديم الدعم الفني للمحطة بعد انتهاء عقد إدارتها وتشغيلها، بالإضافة إلى خلافات مالية أخرى.
ويصطحب السيسي في زيارته، عدداً من وزراء المجموعة الاقتصادية على أمل تكرار الترويج لمناخ اﻻستثمار في مصر، كالذي حدث في زيارته الماضية إلى ألمانيا، والتي أُبرمت قبلها مباشرة وبعدها عقود مع نحو 20 شركة ألمانية متوسطة وصغيرة، تمكّنها من إنشاء شركات في مصر لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهو المجال الذي أصدر السيسي قانونين بشأنه خلال العام الحالي لفتح الباب لمشاركة القطاع الخاص فيه ﻷول مرة في تاريخ مصر. وهو ما سينعكس بالضرورة في رفع سعر الكهرباء والطاقة على المنازل على الرغم من زيادة اﻹنتاج، نظراً لدخول المستثمر الراغب في تحقيق المكاسب كطرف في علاقة الدولة بالمواطن التي ظلّت ثنائية فقط في إنتاجية الطاقة وتوزيعها منذ إنشاء مرفق الكهرباء.
اقرأ أيضاً زيارة السيسي إلى روسيا: رسائل إقليمية ودولية
وتتوقع المصادر نفسها، أن يعرض السيسي على بوتين تدشين منطقة صناعية حرة روسية في منطقة قناة السويس، ومساهمة روسيا المباشرة في المركز اللوجستي الذي يخطّط لإنشائه شرق بورسعيد، مشيراً إلى أنّ السيسي سبق وعرض على بوتين بعض التسهيلات الاستثمارية خصوصاً لرجال الأعمال الروس خلال زيارته السابقة إلى القاهرة. ويذكر أنّه لم يطرأ جديد على صعيد الاستثمارات الروسية في مصر، التي لا تتجاوز 60 مليون دولار، تعود بالكامل إلى فترة ما قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
وتعتبر مصادر مصرية في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ السيسي يروّج لهذه الزيارة في الداخل المصري، باعتبارها نقطة محورية في علاقة نظامه ببوتين، خصوصاً في مجال تنفيذ وعود المساعدات التنموية التي وجّهتها روسيا إلى مصر بعد اﻹطاحة بحكم جماعة "اﻹخوان المسلمين"، ولا تزال متباطئة حتى اﻵن، واقتصرت على بعض "الهدايا" العسكرية المحدودة وقطع للأسلحة الروسية القديمة المعدلة من قبل الجيش المصري.
وتلفت المصادر إلى أنّ السيسي يسعى إلى إبرام صفقة تسليح تشمل طائرات "ميغ" حديثة ومدرعات وأسلحة دفاع جوي، في إطار سعيه إلى تعدد مصادر تسليح الجيش المصري في ظل احتمالية تردي العلاقات مع الولايات المتحدة مرة أخرى. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن السيسي سيحاول الوقوف على الحياد فيما يتعلق بالأزمة السورية ولن يعلن مواقف مصر النهائية بشأن نظام بشار الأسد، حرصاً على علاقته الحساسة حالياً بالمملكة العربية السعودية، على أن يقتصر حديثه خلال هذه الزيارة على تأييد الجهود الروسية لعقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف على أسس عدة، من بينها مفاوضات الفرقاء السوريين التي استضافتها القاهرة في العامين الماضي والحالي.
وتؤكد المصادر أن السيسي ليس متحمساً لرغبة روسيا في رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري لدى النظام السوري، الذي كانت القرارات التي أغضبت موسكو من نظام "الإخوان المسلمين" قد خفّضته سابقاً. ويخشى السيسي من أية هزة في العلاقة مع الرياض حالياً، وهذا ما سيدفعه للعب على وتر التقارب أو التفاهم بين روسيا والسعودية الذي أخذ منحى جديداً من خلال زيارة ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة، إلى موسكو.
اقرأ أيضاً السيسي في موسكو: استثمارات وتسليح.. وسورية