أُعلن في بغداد، مساء الجمعة، عن وفاة نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، طارق عزيز، عن عمر ناهز الثمانين عاماً في سجنه الانفرادي بمعتقل الناصرية، أقصى جنوب العراق، بعد أيام من رفض الحكومة العراقية مناشدات أطلقتها منظمات دولية ومحلية وأفراد من أسرة الراحل لإطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي.
وأكد زياد عزيز، نجل وزير الخارجية العراقي في نظام صدام حسين، اليوم الجمعة، وفاة والده.
وقال زياد، المقيم في عمّان، لـ "العربي الجديد": "تبلغنا بالوفاة من خلال الأصدقاء في العراق، ولم تبادر الحكومة العراقية (التي وصفها بـ "حكومة العملاء") لإبلاغنا بالوفاة".
وكشف زياد عن أن والدته - زوجة طارق عزيز- كانت آخر من زاره في معتقل الناصرية، ناقلاً عنها أن حالة والده الصحية كانت صعبة، وزادها الإهمال.
وأعلن زياد عن عدم رغبة العائلة في دفن والده في بغداد، قائلاً: "لدينا ذاكرة سيئة بعد نبش قبر الرئيس صدام حسين"، مشيراً إلى رغبتهم في نقل الجثمان ودفنه في الأردن، في حال موافقة السلطات على ذلك.
وذكر بيان لإدارة سجن الناصرية جنوب العراق، أن نائب الرئيس العراقي، طارق عزيز، توفي بسبب تدهور حالته الصحية.
وقال مدير السجن، حسين خالد، في بيان صحافي، إن "عزيز توفي بعد ظهر اليوم في مستشفى الحسين التعليمي وسط الناصرية بعد تدهور حالته الصحية، حيث تم نقله في إثرها من السجن إلى المستشفى"، مبيناً أن "عزيز (كان) يعاني من أمراض السكر والضغط" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
واعتقلت القوات الأميركية في 24 أبريل/نيسان 2003 طارق عزيز في بغداد، حيث كان من بين المطلوبين الذين أعلنت عنهم واشنطن، ورصدت مكافآت لاعتقالهم، بعدها سَلّم الأميركيون طارق عزيز لحكومة المالكي، واشتكى خلالها من عمليات تعذيب كان يتعرض لها في السجن، كما صرح بذلك عدد من أفراد أسرته الذين يقيمون في العاصمة الأردنية عمّان.
وحُكم على عزيز بالإعدام إلى جانب عدد من مساعدي ووزراء الرئيس العراقي، وظل في السجن بانتظار تنفيذ العقوبة حتى وفاته.
وطارق عزيز، المولود في عام 1936 في شمال الموصل، يتحدر من أسرة كلدانية كاثوليكية. درس اللغة الإنجليزية، ثم عمل صحافياً في مؤسسات عراقية محلية وعربية آنذاك، قبل أن ينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وانضم عام 1954 إلى حزب البعث وأصبح عام 1963 عضواً في قيادة قطر العراق للحزب.
اقرأ أيضاً: واشنطن وباريس تضغطان على العبادي لقبول المصالحة الوطنية