حلب: المعارضة السورية تحرز تقدماً والنظام يستدعي مقاتلين أجانب

24 فبراير 2015
المعارضة ألحقت خسائر فادحة بقوات النظام (فرانس برس)
+ الخط -
تواصل المعارضة السورية المسلّحة تقدّمها في ريف حلب الشمالي، على الرغم من استعانة قوات النظام بمئات المقاتلين الإيرانيين والأفغان لتطويق المنطقة، فقد تمكنت المعارضة خلال الساعات الماضية، من السيطرة على أجزاء واسعة من قرية دوير الزيتون، وضمان أجزاء واسعة من قرية باشكوي، بعد قتل عدد من عناصر جيش النظام.

وأفاد مدير مكتب "الجبهة الإسلامية" في حلب، ياسر عبد اللطيف، لـ "العربي الجديد"، بأن "غرفة عمليات تحرير حلب (غرفة العمليات العسكرية التي تضم جميع فصائل المعارضة العاملة في حلب) سيطرت على أجزاء واسعة من قرية دوير الزيتون في الريف الشمالي، واستهدفت تحصينات مليشيات بشار الأسد في قرية باشكوي بصواريخ الغراد وقذائف مدافع 130".

وذكر موقع "الجبهة الإسلامية" الرسمي على "تويتر"، أن "مقاتلي غرفة العمليات حرروا الكتلة الشمالية من قرية باشكوي، وقتلوا العديد من مليشيات الأسد، ودمروا جرّافة عسكرية عبر استهدافها بصاروخ مييتس".

وعن التقدم الميداني للمعارضة، كشف القائد العسكري في "الجبهة الشامية" (أكبر مكونات فصائل المعارضة بحلب)، صقر أبو قتيبة، لـ "العربي الجديد"، أن "التوقيت الذي تقدم فيه النظام في هذه المعركة كان توقيتاً صعباً على كل المقاتلين الموجودين في المنطقة، لكن بعد توحيد الصفوف وتوحيد الكلمة بين الفصائل الكبرى الموجودة في حلب وريفها، أصبح هناك تنسيق عالٍ وتنظيم ودمج الجهود الأمنية والعسكرية والمخابراتية".

وأوضح أبو قتيبة أن "المقاتلين اخترقوا صفوف النظام، واستطاعوا معرفة خطتهم، وهاجموهم في أكثر من محور، وقتلوا عدداً كبيراً منهم بينهم نخبة الضباط، فضلاً عن أسر عدد آخر".

ولفت القائد العسكري إلى أن "النظام يعتبر معركة حلب مصيرية، وهي مصيرية أيضاً بالنسبة للثورة السورية بالكامل، الكل يعرف ثقل ووزن مدينة حلب، وقربها من الحدود التركية، كذلك استطاع الثوار طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، والتنكيل بعدد كبير من قوات النظام، وكانت دائماً مقبرة للنظام".

إلى ذلك، كشف برلماني عراقي، مفضلاً عدم ذكر اسمه لـ "العربي الجديد"، أن "المئات من المقاتلين الأفغان والإيرانيين، عبروا إلى دمشق عبر الأجواء العراقية، منذ مساء الجمعة وحتى صباح الإثنين، لدعم مقاتلي النظام في جبهة حلب المشتعلة منذ أيام".

كذلك، أكّد مدير "مركز حماة الإخباري"، يزن شهداوي، لـ "العربي الجديد"، أن قوات النظام تسعى إلى تطويق شمالي حلب، عبر حشدها قوات كبيرة من الحرس الجمهوري، ولواء من الفرقة التاسعة، ومليشيات شيعية، ومليشيا الدفاع الوطني، في منطقة السفيرة، شرقي حلب، والتي تنتظر تحسّن الظروف الجوية للاعتماد على السلاح الجوي، لمؤازرة القوات البرية عند تقدمها".

وكانت قوات المعارضة السورية قد تمكنت خلال الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على قريتي حردتين ورتيان وجمعية الملاح، وسط توقعات باندلاع معركة كبرى ضد قوات النظام، في الأيام القليلة الماضية.

غير أن الانتصارات الميدانية للمعارضة، فرضت على ما يبدو معادلة جديدة على النظام مفادها أن لا يغامر مرة أخرى بدخول مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي، من دون الإعداد الجيد، في سعيه إلى فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين، خاصة أنه منيَ بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وصلت خلال أسبوع إلى 300 جندي، فضلاً عن أسر 110 آخرين.

اقرأ أيضاً: حلب صامدة ودي مستورا يبحث عن هدنة

المساهمون