تسربت إلى وسائل الإعلام صورة يعتقد أنها التقطت للمشتبه الأول بتنفيذ مجزرة كاليفورنيا يوم الأربعاء الماضي خلال تنفيذ الجريمة، تظهر فيها جثته ممددة وصاحبها مقيد اليدين خلف ظهره وبقع الدم محيطة بها، الأمر الذي أثار شكوكا وتساؤلات جديدة حول صحة الرواية التي أدلت بها الشرطة عن تفاصيل الجريمة. وجاء تسريب الصورة بعد مزاعم أدلى بها محامي أسرة المتهم ديفيد تشيلسي الذي قال لمحطة "سي إن إن" خلال مقابلة أجرتها المحطة معه إن المشتبه به سعيد فاروق وزوجته الباكستانية تاشفين مالك أعدما بالرصاص، وهما مقيدا اليدين.
وأشار المحامي الأميركي في المقابلة إلى أن هناك معلومات مخفية وفجوات في رواية السلطات الرسمية تحتاج إلى من يكشفها.
وأنكر المحامي أن تكون المتهمة الباكستانية مشاركة في الهجوم أو قادرة على حمل السلاح، قائلا إنها امرأة ضعيفة خائرة القوى، لا يتجاوز وزنها أربعين كيلوغراما ولا تقوى على حمل رشاش سريع الطلقات. لكن مصادر أخرى نقلت عن شهود عيان رواية مناقضة تضمنت القول إن الزوجة الباكستانية هي التي بدأت بإطلاق النار، بعد أن أظهر زوجها ترددا في ذلك.
وفي موازاة ذلك بدأت تظهر في وسائط التواصل الاجتماعي مقولات تستند إلى ندرة المعلومات عن تفاصيل الجريمة، يتضمن بعضها تأكيدا من شهود عيان أن من أطلق النار على المجتمعين في حفلة مركز الخدمات الاجتماعية في مدينة سان بيرناندينو، هم ثلاثة رجال وهي رواية تتطابق مع المعلومات الأولية التي انتشرت عقب الحادث مباشرة.
وكان مراسلو محطات التلفزة والصحف الأميركية الكبرى قد اشتكوا لقائد الشرطة المحلية في مقاطعة سان بيرناندينو من قلة المعلومات الرسمية حول حقيقة ما حدث، فتعلل المسؤول المحلي بأن ملف التحقيق أصبح من مسؤولية الحكومة الفدرالية ممثلة في مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، ولم يعد بمقدور الشرطة المحلية الإدلاء بأي معلومات عن القضية.
وفي معلومة مناقضة لما أدلى به محامي أسرة فاروق، زعمت وسائل الإعلام المحلية التي تمكنت من الحديث مع والد المشتبه به، بأن نجله القتيل صارحه بأنه يدين بالولاء لتنظيم "داعش" الإرهابي. ولم تؤكد أية مصادر مقربة من الأسرة أن يكون الأب قد أدلى بمثل هذا التصريح فعلا.
أما الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يتلقى من الأجهزة الاستخبارية تقريرا موجزا صباح كل يوم عن المخاطر المحدقة بأمن بلاده فقد اعتبر هجوم كاليفورنيا عملا من أعمال الإرهاب، لكنه رجح في خطاب ألقاه بعد مرور خمسة أيام من الهجوم ألا يكون العمل الإرهابي قد تم بتوجيه من أي تنظيم خارجي وإنما بدافع التأثر الأيديولوجي الفردي ونتيجة لما أسماه بغسل الأدمغة والتأثر بتفسيرات منحرفة للإسلام. ويتناقض هذا الاستنتاج مع الأنباء المتواترة عن مداهمات ينفذها مكتب التحقيقات الفدرالي بحثا عن أشخاص يشتبه بأنهم أرسلوا تحويلات مالية للمتهم أو تعاملوا معه ماليا بصورة من الصور، فضلا عن مداهمة أحد المنازل لشخص يقال أن شراء البنادق الرشاشة التي استخدمت في الهجوم جرى باسمه.
ويتولى مكتب التحقيقات الفدرالية حاليا التحقيق مع أفراد أسرة المشتبه بهما، ومن المقرر أن يستأنف استجواب والدة المشتبه به الأول وشقيقتيه وشقيقه في وقت لاحق من اليوم الاثنين.