حين يهمس قادة اليمين الأوروبي بآذان رفاقهم الصهاينة

23 سبتمبر 2014
دعا فيلدريس إلى الاقتداء بإسرائيل لقتل المسلمين(جورجز غوبت/فرانس برس)
+ الخط -
عرضت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأفكار التي يتبادلها ممثلو اليمين الأوروبي المتطرّف عندما يلتقون بنظرائهم في هوامش اليمين الصهيوني المتطرف، وذلك من خلال الكشف عن فحوى لقاء جمع أقصى متطرفيهم.

ووثقت الصحيفة في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي، ما جاء في لقاء جمع كلاً من جيرت فيلدريس، زعيم حزب "الحرية"، الذي يمثل اليمين المتطرف في هولندا، ويعتبر ثالث أكبر حزب في البرلمان الهولندي، والجنرال آرييه إلداد، زعيم حزب "الأمل"، الذي يمثل أقصى هامش اليمين المتطرف الصهيوني. وجرى اللقاء، بحسب الصحيفة، في بيت إلداد في مستوطنة "بيت إيل"، شمال مدينة رام الله، مع العلم أن الصحيفة وثقت اللقاء بناءً على تفاهم مع الاثنين.

وبما أنّ فيلدريس، الذي يطالب بطرد المسلمين من أوروبا، كان يقوم بزيارة "تضامنية" مع إسرائيل بعد انتهاء العدوان على غزة، فإنه رأى أن القيادة الإسرائيلية أخطأت لأنه كان يتوجب عليها عدم الاكتفاء بشن الحرب على حركة "حماس"، بل أيضاً ضد السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن).

ويضيف فيلدريس، بحسب الصحيفة، أنّ "الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ليس صراعاً على أرض، وليس صراع حضارات، كما يقول (صاموئيل) هنتينغتون، بل صدام أيديولوجي، إنه صراع بين البربرية والحكمة". ولا يتردد فيلدريس في توبيخ الإسرائيليين الذين يبدون استعداداً للانسحاب من أراضٍ عربية محتلة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.

ويقول "ستكونون أغبى من في الأرض، إن تنازلتم عن أي بقعة أرض لمصلحة الفلسطينيين؛ هؤلاء يريدون تدمير دولتكم والقضاء عليها. إنهم في ذلك ينطلقون في سلوكهم العقائدي تجاه كل من المسيحيين واليهود، على اعتبار أنهم كفار فقط. وفي حال تنازلتم عن جزء من الضفة، فإنهم سيطالبون بعد ذلك بالقدس وحيفا، تماماً كما يطالبون بالسيطرة على أوروبا. يتوجب، علينا أن نكون أقل حكمة وأكثر بربرية حتى نتمكن من الانتصار عليهم في هذه الحرب".

ويؤيد فيلدريس موقف إلداد المتمثل في اعتبار الأردن المكان الذي يجب أن تدشن فيه الدولة الفلسطينية. ولا يكتفي بإبداء ملاحظات للسياسيين الصهاينة، بل يطالب بإحداث تغيير في فلسفة التعليم في إسرائيل لكي يعي الجيل الصهيوني الناشىء أنه يستحيل التوصل للسلام مع العرب لأن الإسلام يحول دون ذلك.

ويضيف: "يتوجب عليكم أن تعتمدوا فلسفة تعليم واضحة توضح ماهية الإسلام. ويتوجب على السياسيين الإسرائيليين أن يقولوا لناخبيهم الحقيقة أن التوصل للسلام مستحيل مع المسلمين بسبب تأثير الأيديولوجية الإسلامية". وتثير جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة أخيراً حماسة فيلدريس بشكل خاص، إذ يبدي إعجابه الشديد بجرأة إسرائيل على الفلسطينيين.

كما يبدي فيلدريس إعجابه الشديد برئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحق شامير، الذي كان لا يرتدع عن شن عمليات ضد العرب والمسلمين بدون أن يلقي بالاً لاعتراض الأوروبيين. ثم ينتقل اليميني المتطرف إلى تمييز المسلمين بين معتدلين ومتطرفين، ويرى "لا يوجد إسلام معتدل وإسلام متطرف، كل الإسلام يعتمد على القرآن، الإسلام ليس ديناً، بل أيديولوجية شمولية. المسلمون يحاولون تغيير كل مجتمع يتواجدون فيه، حتى عندما لا يمثلون غالبية فيه. الإسلام أيديولوجية تشبه الأيديولوجية النازية والشيوعية. المسلمون في هولندا وأوروبا يتجندون لتنظيم (داعش)".

وبعد، يضيف فيلدريس في خطابه الحربي ضدّ الأيديولوجية الإسلامية، على حدّ تعبيره: "لو قمنا بما تقومون به لتخلصنا من المسلمين في أوروبا. يتوجب على الأوروبيين أن يتعلموا من إسرائيل كيفية التعاطي مع العرب والمسلمين كي يتمكنوا من التخلص من خطرهم. هناك مليون مهاجر مسلم في هولندا وهؤلاء يمثلون مصدراً للإجرام المنظم والبطالة".

ومما يرى فيلدريس أنه يتوجب على أوروبا أن تتعلمه من إسرائيل أيضاً، هو التعاطي مع مهاجري العمل، إذ إن إسرائيل نجحت في وقف تدفق مهاجري العمل الأفارقة عبر طردهم وبناء جدار على الحدود مع مصر للحيلولة دون وصولهم، مشيراً إلى أنه "يحسد إسرائيل على هذا الإنجاز. إنني أطالب بأن تبطل هولندا عضويتها في الاتحاد الأوروبي كي تتمكن من اتباع سياسات مستقلة ضدّ المهاجرين المسلمين".

ويزعم أن ما يقوم به "داعش" يضفي صدقية على ما جاء في فيلمه "فتنة" الذي ألفه وأخرجه حول الإسلام. ويقول إن زيارته للأراضي المحتلة، هي الأربعون، مشيراً إلى أن أول زيارة قام بها لتل أبيب كانت في سن السابعة عشرة من عمره، حين عمل في عدد من المستوطنات لمدة عام ونصف. ويضيف "عندما أهبط في مطار بن غوريون أشعر وكأنني في هولندا، إنني أحب إسرائيل. إسرائيل تمثل حزمة من النور في محيط الشرق الأوسط المظلم".

أما زميله إلداد، فيستفيض بالثناء على فيلدريس وتصميمه على محاربة الإسلام ويبدي إعجابه بـ"أنماط المواجهة الإبداعية" الخاصة به. ويشدد على أنه يتوجب التعاطي مع فلسطينيي 48 وفق نفس المنهج الذي يطالب به فيلدريس في التعاطي مع المهاجرين المسلمين. ويتفق الرجلان على تشكيل تجمع للأحزاب الإسرائيلية والأوروبية تعمل ضد الإسلام والهجرة الإسلامية، ويؤكد فيلدريس أنه ليس لديه مشكلة في أن يتعاون مع أحزاب تمثل النازية الجديدة، شرط ألا يكون لها موقف سلبي من إسرائيل.

المساهمون