"قسد" تعتقل 38 شخصاً في الحسكة وتشن حملة أمنية في دير الزور

"قسد" تعتقل 38 شخصاً في الحسكة وتشن حملة أمنية في دير الزور

20 ابريل 2024
نفذت "قسد" 14 عملية مشتركة مع قوات التحالف الدولي منذ بداية عام 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تعتقل 38 مشتبهاً بالانتماء إلى داعش في الحسكة، شمال شرقي سورية، في عملية أمنية شاملة تضمنت فرق عمليات خاصة ووحدات حماية المرأة، مستهدفة مخططات ضد المدنيين ومعالجة التهديد المستمر من داعش.
- التعاون بين قسد والتحالف الدولي يقود إلى تنفيذ 14 عملية مشتركة منذ بداية 2024، نتج عنها اعتقال ومقتل 55 عنصراً من داعش، مؤكداً على دورهما الحاسم في استقرار المنطقة والقضاء على خلايا داعش.
- استمرار حملات قسد الأمنية ضد داعش، بما في ذلك عمليات في مخيم الهول وتبادل أسرى، وتوثيق اختطاف طفل للتجنيد، يبرز التحديات الأمنية وقضايا حقوق الإنسان في شمال شرقي سورية، مشدداً على أهمية الجهود لضمان الأمن وحماية حقوق الإنسان.

اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم السبت، 38 مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم "داعش" في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية. وأوضحت "قسد"، في بيان صدر عن المركز الإعلامي لها اليوم، أن فرق العمليات العسكرية الخاصة بها ووحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي نفذت عملية واسعة النطاق في ضواحي مدينة الحسكة. ووفق البيان، فإنّ المشتبه بهم "كانوا يحاولون القيام بعمليات إرهابية ضد السكان في المدينة".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت "قسد" 14 عملية مشتركة مع قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بداية عام 2024، أسفرت عن اعتقال ومقتل 55 عنصراً من خلايا تنظيم "داعش" في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، منهم عناصر من جنسيات أجنبية. وفي العام 2023، أحصى المرصد 84 عملية أمنية مشتركة للطرفين ضمن مناطق سيطرة "قسد"، وأسفرت العمليات عن اعتقال 518 من عناصر تنظيم "داعش" بينهم قادة في التنظيم، حيث قتل 15 عنصراً إثر العمليات.

وكان تنظيم "داعش" قد تبنى هجوماً ضد مقاتلي "قسد" في بلدة الصبحة بمنطقة البصيرة في ريف محافظة دير الزور شمال شرقي سورية، سبّب مقتل عنصر على الأقل، وفق صحيفة النبأ الصادرة عن إعلام التنظيم المركزي. بدوره، أكد الناشط الإعلامي جاسم العلاوي لـ"العربي الجديد" أن الهجوم استهدف سيارة يستقلها عناصر من "قسد" في بلدة الصبحة، ونفذه مسلحون يستقلون دراجة نارية في البلدة، مضيفاً أن منطقة ريف دير الزور الشرقي تشهد هجمات يمكن وصفها بالفردية ينفذها عنصران على الأقل من تنظيم "داعش" ضد عناصر في "قسد"، لافتاً إلى أنّ العمليات الأوسع نطاقاً تنفذ في البادية ضد قوات النظام السوري، وآخرها الهجوم الذي نفذ أول أمس الخميس، وطاول حافلة مبيت عسكرية لعناصر من "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني.

وكانت "قسد" نفذت المرحلة الثالثة من "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول بريف محافظة الحسكة الجنوبي، في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، ضد تنظيم "داعش" على خلفية معلومات تشير إلى وجود تنسيق بين خلايا التنظيم لتنفيذ هجمات. وشاركت قوات التحالف الدولي في الحملة إلى جانب قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"قسد"، وسبقتها مرحلتان نفذتا العام الماضي. وسبق أن اعتقلت "قسد" عشرات الأشخاص من مناطق متفرقة في محافظتي الحسكة ودير الزور بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، والقيام بـ"أعمال تخريب". 

اختطاف بهدف التجنيد

بدورها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنها اليوم السبت، اختطاف الطفل حسين أحمد الصبح، وهو من أبناء قرية الفارات التابعة لمنطقة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي شمالي سورية، وهو من مواليد عام 2008. واختطف الطفل وفق التقرير من "الشبيبة الثورية" وهي تتبع مباشرة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، أحد مكونات "قسد".

وقالت الشبكة، في تقريرها، إن الطفل اختطف بتاريخ 18 إبريل/ نيسان، بعد استدراجه إلى مركز "الشبيبة الثورية" في مدينة منبج، واقتيد بعدها إلى مركز تجنيد تابع لها، إذ أشار التقرير إلى أن الطفل منع من التواصل مع ذويه ولم يسمح لهم بزيارته، في حين يخشون أن يزج به في الأعمال العسكرية المباشرة وغير المباشرة. وأكد التقرير أنّ نحو 309 أطفال ما زالوا قيد التجنيد الإجباري في معسكرات "قسد". تجدر الإشارة إلى أنّ القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي كان قد وقّع، في عام 2019، اتفاقاً مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنيّة بالأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا، يمنع تجنيد الأطفال دون 18 عاماً.

عملية تبادل أسرى وجثث بين "قسد" و"الجيش الوطني"

على صعيد آخر، أجرت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض، والحليف لتركيا، يوم أمس الجمعة، عملية تبادل أسرى مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على أحد المعابر الفاصلة بين الطرفين في منطقة درع الفرات بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
وقالت قيادة القوة المشتركة العاملة ضمن صفوف "الجيش الوطني السوري"، في بيان، اليوم السبت، إنه "يوم أمس الجمعة توّجت جهود القوة المشتركة بنجاح عملية تحرير أربعة معتقلين مُحتجزين منذ سنوات في معتقلات تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الإرهابي، صادر في حق بعضهم حكم الإعدام". وأشارت القوة المشتركة في البيان، إلى أن "عملية التبادل تمت مقابل تسليم جثث أربعة مقاتلين من التنظيم الإرهابي، شاركوا في المحاولة الفاشلة لاقتحام محور بصلحايا ضمن منطقة عمليات غصن الزيتون، في نهاية يناير/ كانون الثاني العام الجاري 2024.
وتداول ناشطون سوريون صورة تذكارية مُلتقطة خلال عملية تبادل الأسرى التي جرت في معبر عون الدادات الفاصل بين مدينة منبج التي تُسيطر عليها قسد، ومدينة جرابلس التي تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، تُظهر محمد الجاسم المعروف باسم (أبو عمشة) قائد فصيل فرقة سليمان شاه لدى الجيش العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، مع قائد لواء الحرمين في قوات "قسد" إبراهيم البناوي.
وكان البناوي قائداً عسكرياً في لواء جند الحرمين التابع للجيش الحر بداية تأسيسه، وبعد مقتل عدد كبير من قادة اللواء من تنظيم "داعش" انتقل البناوي إلى حضن النظام السوري، ومن ثم إلى حضن قوات "قسد"، وهو على علاقة وطيدة لدرجة كبيرة بقائد القوات الخاصة لدى النظام السوري، اللواء سهيل الحسن، الرجل الأول لدى روسيا في سورية.

حملة أمنية شرق دير الزور

في سياق آخر، دفعت المليشيا بتعزيزات عسكرية إلى ريف محافظة دير الزور الشرق، شرقي سورية، مساء اليوم السبت، وذلك بعد هجوم واسع نفذه مقاتلو العشائر العربية أسفر عن مقتل وجرح 10 عناصر من قواتها، في ظل توتر أمني تشهده المنطقة.

وقال الناشط في ريف دير الزور وسام العكيدي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي العشائر العربية، نفذوا مساء اليوم، هجومين، الأول استهدف نقطة عسكرية وأسفر عن مقتل خمسة عناصر وإصابة اثنين آخرين، والثاني استهدف سيارة عسكرية ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر، في بلدة الشعفة، وسط توتر أمني في المنطقة.

وأشار العكيدي إلى أن قوات قسد دفعت بتعزيزات عسكرية إلى البلدة، بُغية تنفيذ حملة أمنية لملاحقة مقاتلي العشائر الذين تسللوا غالباً من مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة المقابلة لنهر الفرات، شرقي البلاد، بالتزامن مع تحليق طائرة مروحية أميركية تابعة لقوات التحالف الدولي في أجواء المنطقة.

مقتل عنصرين من قوات النظام

من جهة أخرى، قُتل عنصران من قوات النظام السوري، اليوم السبت، إثر استهدافهما بسلاح القناصة من قبل فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل على رأسها هيئة تحرير الشام، على محور سهل الغاب بريف محافظة حماة الشمالي الغربي، شمال غربي سورية.

إلى ذلك، استهدفت قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران بقذائف المدفعية والصواريخ، قرى وبلدات في أرياف حلب وإدلب وحماة، بالتزامن مع تحليق عدة طائرات استطلاع روسية وإيرانية في أجواء منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وما حولها).

في سياق منفصل، اجتمع قادة محليون من اللواء الثامن التابع لفرع الأمن العسكري (أحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري) من جهة، واللجان المركزية في بلدة اليادودة بريف محافظة درعا الغربي من جهة أخرى، وذلك في بلدة عتمان بريف محافظة درعا الشمالي، جنوبي البلاد.

وبحسب موقع "درعا 24"، فإن الاجتماع بحث الوضع الأمني في اليادودة، ونتج عنه الاتفاق على ترحيل خمسة مطلوبين للجان المركزية، موضحاً أن الأشخاص الخمسة المطلوب خروجهم من البلدة -دون تحديد منطقة الترحيل- هم: القيادي المحلي إياد الغانم، والقيادي المحلي أحمد جاد الله الزعبي، وقصي حمدي الزعبي، وأمجد المزعل، وعبد الله محمد ربيع صايل العودات.

وبحسب الموقع، فإن المزعل والعودات غادرا بلدة اليادودة خلال الأيام القليلة الماضية، وتوجها إلى منطقة شرق درعا، دون تحديد البلدة التي استقروا فيها.

وشهدت بلدة اليادودة خلال الأشهر الأخيرة العديد من عمليات الاغتيال، التي أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، في ظل حالة فلتان أمني تشهده أرياف محافظة درعا بالعموم، وذلك بعد اتفاق التسوية في يوليو/تموز عام 2018.