فتح تتوعد مسلحيها بـ"حملة تطهير" بعد اشتباكات مع أمن السلطة ببيت لحم

فتح تتوعد بـ"حملة تطهير" بعد اشتباكات مسلّحة بين عناصرها وأمن السلطة في بيت لحم

31 ديسمبر 2022
عناصر من "فتح" تحمل السلاح في بيت لحم (Getty)
+ الخط -

اندلعت اشتباكات مسلحة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلحة من حركة "فتح" خلال عرض احتفالي بذكرى انطلاقة الحركة الثامنة والخمسين في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، مساء اليوم السبت، تزامناً مع بدء احتفالات أعياد الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي في ساحة كنيسة المهد وأحياء المدينة.

وحسب شهود عيان وفيديوهات وثّقت الاشتباكات، فإن الحدث بدأ عند محاولة الأجهزة الأمنية إيقاف العرض المسلح، وهذا ما رفضه المسلحون، إلى أن تسارعت الأحداث، وانتقلت من محاولة تطويق الحدث إلى مواجهات عنيفة وإطلاق للرصاص وقنابل الصوت والغاز، وسط أجواء الأعياد والاحتفالات.

وقال عضو إقليم حركة فتح في بيت لحم، ومدير الشؤون العامة في المحافظة، محمد الجعفري، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، خرج مسلحون بحجة ذكرى الانطلاقة، رافضين الانصياع لقرار الحركة، وأرادوا عمل عرض عسكري، رغم رفض قيادة إقليم فتح الرسمية مظاهر إطلاق النار عبر مواقفها السابقة، إلا أن هذه المجموعة رفضت الانصياع لقرار الحركة وتمردت على الموقف الرسمي".

وأضاف: "اتفقنا مع الفصائل والجهات الرسمية على قمع هذه الظاهرة، وعدم إعطاء المجال للعروض العسكرية مهما كلفنا هذا الموضوع، لأن كل شخص يحمل سلاحًا أصبح يتحجج بحركة (فتح) والانطلاقة والثورة الوطنية ليرعب الناس. هذا البلد بلد سياحي، فيه أعياد ميلاد وسيّاح، ولم تعد مقبولة مظاهر إطلاق النار التي تهدد الاقتصاد الوطني".

وتعتبر حركة "فتح" المسلحين الذين ظهروا في بيت لحم "خارجين عن القانون ويمارسون ظاهرة غير وطنية"، فيما "ستبدأ حملة تطهيرٍ"، حسب تعبير الجعفري، "لتنظيف بيت لحم من هذه الظاهرة"، مضيفًا "سيشهد التاريخ أن 31/12/2022 مرحلة مفصلية في إنهاء ظاهرة المتمردين على الحالة الوطنية في بيت لحم".

وعن سؤال "العربي الجديد" عما إذا كان للاشتباك المسلح أي علاقة بالخلافات الداخلية لتنظيم "فتح"، أجاب عضو قيادة الإقليم: "لن يكون انشقاق، هناك موقف موحد من الإقليم والمناطق التنظيمية ولأبناء فتح الرسميين، أما الخارجون عن هذا الموضوع فليست لهم صفات رسمية في التنظيم".

وأضاف الجعفري أن "الطوائف المسيحية تدعم الموقف الرسمي لقمع الظاهرة، كونها تزعج السكان على مدار العام، وتسبب لهم أضرارًا بعد سقوط الرصاص على منازلهم ومركباتهم، وتتسبب في تخويف الأطفال والناس المارة"، مؤكدًا أن "احتفالات أعياد الميلاد ستستمر رغم كل المنغصات"، حسب وصفه.

ولم تكن حادثة الاشتباك المسلح اليوم هي الأولى من نوعها في بيت لحم خلال الشهر الجاري، فقد كشفت مصادر خاصة سابقًا، لـ"العربي الجديد"، عن وقوع حادثة إطلاق نار في مدينة الدوحة غرب بيت لحم في 21 من الشهر الجاري، إثر خلافٍ بين شقيق أمين سر حركة فتح في المدينة وأحد المواطنين؛ إذ أصيب بجروحٍ وُصفت بالخطيرة نتيجة الحدث، وكانت الأجهزة الأمنية قد أمهلت المعتدي أسبوعًا لتسليم نفسه وسلاحه.

وفي التاريخ ذاته، وقعت حادثة إطلاق نار قرب مركز الشرطة في بيت لحم عقب ملاحقة الأجهزة الأمنية "خارجاً عن القانون" (يعتبر نفسه من كوادر تنظيم فتح) أثناء محاولة "تهريب أسلحة من مدينة الخليل"، حسب ما قال الجعفري.