غزة التي تُرعب الجميع

غزة التي تُرعب الجميع

22 ابريل 2024
من تظاهرة خارج جامعة كولومبيا في نيويورك (كينا بيتانكور/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دول تسقط أخلاقياً على أعتاب فلسطين، تتسابق لإرضاء إسرائيل دون خجل من المآسي التي تكشفها غزة، بينما تواصل الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بحزم مساعدات جديدة.
- في مواجهة هذا الانحياز، تبرز أصوات مدافعة عن الحق في فرنسا والولايات المتحدة، مثل القيادية ماتيلد بانو وطلبة جامعة كولومبيا، يناضلون ضد العنصرية ويدعمون فلسطين رغم القمع.
- القيود على حرية التعبير ومنع الاجتماعات والمؤتمرات الداعمة لفلسطين في فرنسا وألمانيا وحتى في دول عربية وإسلامية، تكشف عن مستوى الرعب والقمع الذي تثيره غزة في قلوب الحكومات.

تتهاوى دول وتسقط على أعتاب فلسطين، تكشف غزة كذبهم وبؤسهم تباعاً يوماً بعد يوم، تتسابق حكومات لإرضاء إسرائيل بكل قواها، لا يوقفها شيء ولا يُخجلها كمّ المآسي التي يكشفها العالم كل يوم من تحت ركام المدينة المحاصرة من أعتى الجيوش، حتى المقابر الجماعية بعشرات الشهداء التي خلّفها الصهاينة في غزة لم تخجلهم، بل تقرّ الولايات المتحدة من جديد حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل، يستعجلها الرئيس الأميركي جو بايدن ليوقّعها، لأن إسرائيل تحتاجها.

لكن اللوحة ليست كلها سوداء، ففي هذا العالم أحرارٌ أيضاً يدافعون عن الحقّ، ومن رحم هذه الدول المنحازة للظلم، يخرج شباب وسياسيون يدافعون عن فلسطين وعن حقّ أبنائها في الحياة على أرضهم. تكتب القيادية الفرنسية البارزة في حزب فرنسا الأبية ماتيلد بانو على صفحتها في "فيسبوك": "فلسطين، لن نصمت". تجوب بانو الساحات والإذاعات لتدافع عن فلسطين، وتكشف زيف الحكومة الفرنسية وانحيازها للكيان المحتل، وتكشف كيف تمنع جامعات وإدارات مناطقية فرنسية عقد اجتماعات لحزبها من أجل السلام وضد العنصرية والإسلاموفوبيا ودعما لغزة. وتؤكد أن فرنسا إيمانويل ماكرون في وضع انحدار خطير. وتكشف بانو أن نقابياً فرنسياً (جون بول ديليسكو) حُكم عليه بالسجن وبدفع غرامة مالية بسبب موقف داعم للمقاومة في غزّة، وتتساءل في تصريحات إذاعية: على من سيكون للدور في المرّة المقبلة؟

لسائل أن يسأل، ما الذي يخيف جامعة (جامعة مدينة ليل الفرنسية في هذه الحالة) حتى تمنع اجتماعاً عن فلسطين كان من المقرّر عقده الخميس، وما الكلمات التي تُرعب جامعة هي أصلاً موطن الكلمات؟ رئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلونشون انتقد هذا القرار طبعاً... وطبعاً لم يستسلم وعقد الاجتماع الذي حضره حوالى ألف شخص في الشارع. وقال في تصريحات عقب قرار الإلغاء: "نستنكر استغلال هذا المؤتمر أداة من الذين يقدّمون دعماً غير مشروط لحكومة بنيامين نتنياهو". وأضاف أن إدارة الجامعة تحاول "كبت دعوات السلام في الشرق الأوسط وتقويض حرية التعبير".

وفي الولايات المتحدة كذلك، تجمّع طلبة، الأسبوع الماضي، في مقرّ جامعة كولومبيا تضامناً مع غزة، لكنّ الشرطة اعتقلت أكثر من 100 طالب رفضوا فضّ التظاهرة. وطالبت إدارة الجامعة بوقف الاحتجاج، وسمحت لشرطة المدينة بالدخول وإخلاء مخيّم الاحتجاج الذي أقامه الطلاب. والأسبوع قبل الماضي في ألمانيا، مُنع أيضاً مؤتمر عن فلسطين. فلماذا تخيفهم غزة إلى هذا الحد، ولماذا يريدون أن يقبروا كل كلمة عن فلسطين، وكذلك في دول عربية وإسلامية كثيرة تمنع بكل قواها أي كلمة ونشاط داعم لغزة؟ لم نعهد عنهم سابقاً كل هذا الرعب من غزة، فما الذي يحدث هذه المرة؟