تركيا: أكشنر تصعّد في وجه الحزب الحاكم قبل شهر من الانتخابات

05 ابريل 2023
تتهم أكشنر الحكومة بالوقوف وراء إطلاق النار على مقر حزبها بإسطنبول (هاكان نورال/الأناضول)
+ الخط -

ألقت زعيمة "الحزب الجيد" المعارض في تركيا ميرال أكشنر، اليوم الأربعاء، الرصاص في البرلمان ضمن اجتماع كتلة حزبها، تعبيراً عن عدم خوفها من الحكومة، التي تتّهمها بأنها من دبّرت إطلاق الرصاص على مقر الحزب بإسطنبول قبل أيام.

وقالت أكشنر في كلمتها متحدثة عن الرئيس رجب طيب أردوغان: "لا تقلق سيد رجب أنا أعلم عمّن أتحدث، عمّن يأكل مال الناس ويكذب على الشعب، ولا يسمع صوته ويعيش في القصور (..) وسأواصل الحديث عنك".

ولفتت إلى أنه "بعد تهديد السيد رجب، رأينا تأثير ذلك بهجوم ضد مقر الحزب (الجيد) في إسطنبول"، مشيرة إلى أن "ما حصل أن السيد رجب ورفاقه غضبوا منا، وقيل إن السبب في ذلك حارس أمن الإنشاءات المجاورة، ولكن هذا غير ممكن، أطلق الرصاص عدة مرات دون إبلاغ آمريه والشرطة، وذهب لينام في منزله".

وصباح السبت الماضي، وجد أمن مبنى "الحزب الجيد" آثار إطلاق رصاص على المبنى، واتهم الحزب الحكومة بالوقوف وراء الهجوم، لكن الشرطة قالت إنها ألقت القبض على الفاعل، وهو حارس أمن أطلق الرصاص ليلاً على لصوص، فأصيب المبنى الذي كان خالياً في الليل.

وعقب الحادثة التي دانتها كلّ الأحزاب السياسية، وجه "الحزب الجيد" الاتهام لأردوغان، نتيجة لهجته الحادة ضد أكشنر، فيما رفض الأخير هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن أكشنر يجب أن تشعر بالخجل من ذلك، فيما طالبها "حزب العدالة والتنمية" بالاعتذار عن اتهاماتها بعد ظهور الحقيقة، ولكن كلامها اليوم يظهر عدم قناعة "الحزب الجيد" بتحقيقات الشرطة.

وجاء كلام أكشنر اليوم بعد كل هذه التطورات، لتُحضر إلى البرلمان رصاصات، وتظهرها على المنصة، قبل أن تقوم برميها أثناء كلامها، متحدية الحكومة، وسط تصفيق نوابها في البرلمان.

وقالت: "لم نصل إلى هذه النقطة بسهولة، لم نعبر من حقول الورود، بل عبرنا من أراضٍ مليئة بالألغام دون مساومات، فهل بعد هذه الصعوبات ستوقفنا هذه الرصاصات؟ بعد صمودنا أمام كل شيء، هل ستوقفنا هذه الرصاصات؟ هل ستضبطنا هذه الرصاصات؟ هل سيقتلوننا بها؟".

وحظيت أكشنر التي نشرت هذا المقطع عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، بدعم المرشح الرئاسي عن تحالف "الشعب" المعارض وزعيم "حزب الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو، كما دعمها عمدتا إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور ياواش، وغيرهم من قياديي المعارضة.

تنديد

وعلى جبهة الحكومة، صدرت ردود أفعال كبيرة، إذ قال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب إن "تصريحات اليوم هي غطاء للهجوم على الرئيس أردوغان"، مشدداً على أن "البرلمان ليس للاستعراض بإلقاء الرصاص يميناً ويساراً، عليها أن ترى أسلوبها".

وأضاف في تصريح للصحافيين: "أسلوب الكلام الذي قالته أكشنر لم تقله لأعداء البلاد، ومهما كان الأمر الذي تريد لفت النظر إليه، لا يمكن استخدام الرصاص في برلمان الشعب الذي يمثل إرادة الشعب، هنا مكان للكلام فقط، أدين هذا التصرف الذي لا يعدو كونه استعراضاً فقط".

من ناحيته، قال المتحدث باسم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم عمر تشليك: "يمكن الوصول إلى الانتخابات في 14 مايو/أيار المقبل بآداب الدولة، ولكن زعيمة "الحزب الجيد" استخدمت أسلوباً غير مناسب، أقولها بكل أسف، وتلقت على تصرفها مباركات مزدوجة من كلجدار أوغلو وغيره".

وأضاف في مؤتمر صحافي: "أسلوبها باستخدام تعابير شعبية مع الصراخ ولغة الهجوم يُعتبر من أكثر الأمور غير اللائقة التي نشهدها في السنوات الأخيرة، فمن لا يستطع إدارة تحالفه، لا يمكنه إدارة الدولة، فهي استخدمت مصطلحات غير مناسبة، واستعرضت في البرلمان الرصاص، فكلما خرج صوت من قنديل (معقل حزب العمال الكردستاني) زاد صوتهم".

وتأتي هذه التوترات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجري في الـ14 من الشهر المقبل، وهي انتخابات تُعتبر مفترق طرق بالنسبة للحكومة، ومصيرية بالنسبة للمعارضة، بحسب وصف كل طرف.

توافقات باللوائح الانتخابية

وفي سياق الانتخابات، قالت وسائل إعلام تركية إن حزب "الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" توصلا إلى توافقات تتعلق بلوائح مشتركة في عدة ولايات تركية ضمن الانتخابات البرلمانية المنتظر إجراؤها الشهر المقبل، مع الانتخابات الرئاسية.

وتحدثت صحيفة "خبر تورك" عن أن "توافقات جرت بين الحزبين في 10 ولايات تركية، تهدف إلى زيادة عدد النواب البرلمانيين عن المعارضة، تقوم على نظام الانسحاب في الولايات التي من الصعب الحصول على مرشحين كثر للمعارضة فيها".

وخلال الأيام الحالية، تستمر الأحزاب والتحالفات في إعداد قوائم الأسماء، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تسليم اللوائح في موعد أقصاه 9 إبريل/نيسان الحالي، قبيل إعلان اللوائح المؤقتة، ولاحقاً اللوائح النهائية للنواب البرلمانيين.