بلينكن يزور الصين.. الفيليبين والتجارة العالمية والتحالف مع روسيا

بلينكن يزور الصين.. الفيليبين والتجارة العالمية والتحالف مع روسيا أبرز الملفات

18 ابريل 2024
وصل بلينكن الأربعاء إلى جزيرة كابري الإيطالية لحضور قمة السبع (كيرو دو لوكا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزارة الخارجية الصينية ترحب بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 23 إبريل لتهدئة التوترات، وتأتي هذه الزيارة في سياق الدبلوماسية المتزايدة بين القوتين العظميين.
- بلينكن يناقش خلال زيارته قضايا مثل التجارة العالمية، العلاقات الصينية الروسية، والتحركات في بحر الصين الجنوبي، مع التركيز على دعم الصين لروسيا في الحرب على أوكرانيا.
- يشارك بلينكن في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع بإيطاليا، حيث يسعى لحث الأوروبيين على الضغط على الصين لتقليص دعمها العسكري لروسيا، مع تأكيد الولايات المتحدة على تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا.

رحبت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، المقررة في 23 إبريل/ نيسان الحالي، وهي الثالثة على هذا المستوى منذ 2018. وكانت آخر زيارة قام بها بلينكن إلى الصين في يونيو/ حزيران 2023، حيث أكدت وزارة الخارجية الأميركية في حينه أن بلينكن أجرى محادثات "صريحة وموضوعية وبناءة" مع نظيره الصيني، مشدداً على أهمية الدبلوماسية والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة حيال عدد من القضايا للحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير".

ما المتوقع من زيارة بلينكن المقبلة؟

زيارة بلينكن التي ستستمر لأربعة أيام بحسب ما ذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية، ستشتمل على لقائه بكبار المسؤولين الصينين وسط توتر دائم بين البلدين حيال مجموعة من القضايا، وفي مقدمتها التجارة العالمية، وتحالف الصين مع روسيا في حربها على أوكرانيا، وتحركات بكين العدائية ضد الفيليبين في بحر الصين الجنوبي. ومن المتوقع أيضاً أن يعرض بلينكن مخاوف الولايات المتحدة إزاء مساعدة بكين لروسيا في بناء قاعدة صناعية دفاعية من أجل الحرب في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، في مؤتمر صحافي دوري: "بكين ترحب بزيارة وزير الخارجية بلينكن للصين خلال الأيام القليلة المقبلة".

ويزور بلينكن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، سعياً لتهدئة التوتر السائد في الآونة الأخيرة، ولا سيما بعدما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، إلى فرض رسوم جمركية أعلى بكثير على المنتجات المعدنية الصينية.

وأكد مساعدون لبايدن أنه اقترح زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها سلفه دونالد ترامب إلى 25% على بعض منتجات الصلب والألمنيوم الصينية. بينما قال مسؤول أميركي إن معدل الرسوم الجمركية الأعلى المقترح سيتم تطبيقه على منتجات صلب وألمنيوم بقيمة تزيد عن مليار دولار.

وقال لين: "من حيث المبدأ، طالبنا بمواصلة الولايات المتحدة الاحترام الجاد لمبادئ المنافسة العادلة، واحترام قواعد منظمة التجارة العالمية، والوقف الفوري للإجراءات الحمائية التجارية التي تستهدف الصين"، مضيفاً: "ستتخذ الصين كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".

واتسمت سياسة بايدن الصينية بالتقلب، ويبدو أنها كانت موضع جدل، وربما خلافات، داخل الإدارة التي اعتمدت مقاربة بوجهين حيال الصين، إذ تؤكد أنها تمثّل تحدياً استراتيجياً لها وتراقب تصرفاتها بدقة، لكنها عزّزت الحوار معها في قضايا عدة بهدف إدارة التوتر بينهما بشكل أفضل.

يذكر أنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ زار الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للمشاركة في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك)، وعقد لقاء استثنائياً مع الرئيس بايدن على هامش القمة.

بلينكن يعتزم دفع الأوروبيين للضغط على الصين في مجموعة السبع

ووصل بلينكن، أمس الأربعاء، إلى جزيرة كابري الإيطالية على متن سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي، لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع اليوم الخميس وغداً الجمعة، ويتوقع أن يحضّ الأوروبيين على الضغط على الصين، إذ ترى واشنطن أنّ بكين تقدّم دعماً متزايداً للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. كما يرجح أنّ يبدي مخاوفه بشأن هذا الموضوع خلال جلسة عمل مخصصة للغزو الروسي لأوكرانيا ولدعم هذا البلد الذي يخوض حربًا منذ أكثر من عامين ضد روسيا.

ويأمل الأميركيون بأن تمارس الدول الأوروبية ضغوطاً على بكين لتقليص دعمها العسكري لروسيا، في وقت تحرز فيه القوات الروسية باعتراف واشنطن نفسها مكاسب على الأرض في أوكرانيا. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، تضم مجموعة السبع كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا التي تتولى الرئاسة الدولية للتكتل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: "ما لاحظناه في الأشهر الأخيرة هو نقل مواد من الصين إلى روسيا، تستخدمها روسيا لإعادة بناء صناعتها الأساسية وإنتاج أسلحة ينتهي بها الأمر في ساحة المعركة في أوكرانيا، وهذا يثير قلقنا بشكل كبير"، مشيراً إلى أن هذا الموضوع سيُطرح على طاولة مجموعة السبع.

وصباح الخميس، شدّد وزير الخارجية الأميركي إلى جانب نظيره الأوكراني دميترو كوليبا على "ضرورة" زيادة الدعم لأوكرانيا، غداة استهدافها بضربات روسية أسفرت عن مقتل 18 شخصاً.

ويرتبط تقديم مساعدات أميركية إضافية لأوكرانيا بموافقة الكونغرس على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار مجمّدة منذ أشهر، وسيتم التصويت عليها السبت. وقال الوزير الأوكراني "إنها مسألة حياة أو موت"، مؤكداً أن أولويته خلال انعقاد مجموعة السبع هي توفير الدفاعات الجوية لبلاده.

واتهمت واشنطن في السابق بكين بتزويد موسكو بأسلحة لحربها في أوكرانيا دون أن يكون لديها دليل على ذلك. ولكن تزداد إدانات الولايات المتحدة لدعم الصين لروسيا والتفافها على العقوبات.

وقال مسؤول أميركي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه في نهاية الأسبوع الماضي، لوكالة فرانس برس، إنّ الصين تساعد روسيا في تنفيذ "أكبر توسّع عسكري لها منذ الحقبة السوفييتية، وبوتيرة أعلى مما كنا نعتقد أنه ممكن" عند بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

ولفتت واشنطن إلى مشتريات موسكو الضخمة لمكونات إلكترونية وأدوات ومتفجرات صينية كأمثلة على دعم بكين للصناعة العسكرية الروسية. إلى ذلك، تتهم واشنطن "كيانات صينية وروسية بالعمل معاً على إنتاج مسيّرات" على الأراضي الروسية.

وتشير واشنطن إلى معلومات متوفرة لدى إدارة بايدن مفادها أنّه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023 "جاءت أكثر من 70% من واردات روسيا من الأدوات من الصين"، وهو ما سمح للروس، حسب قولها، بزيادة إنتاجهم من الصواريخ الباليستية.

وتزود الصين روسيا أيضًا، وفقًا لواشنطن، بمحركات للمسيّرات وأنظمة دفع لصواريخ كروز، بالإضافة إلى مادة النيتروسيليلوز التي تستخدمها روسيا لصنع ذخائر مدفعية.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)