اتفاق مع فصيل تجمّع دمشق يُنهي استنفار "هيئة تحرير الشام" في إدلب

اتفاق مع فصيل تجمّع دمشق يُنهي الاستنفار الأمني لـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب

18 مايو 2024
خلال قمع "تحرير الشام" المتظاهرين بأحد حواجزها بإدلب، 17/5/2024 (معاوية الأطرش/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "هيئة تحرير الشام" تسحب حواجزها الأمنية من مداخل المدن في إدلب بعد احتجاجات واجتماع مع "تجمّع دمشق"، مؤكدة التزامها بإزالة المظاهر العسكرية.
- اعتقالات وإصابات بين المتظاهرين عقب قمع "هيئة تحرير الشام" للتظاهرات المطالبة بإسقاط زعيمها، وسط حراك شعبي بدأ في فبراير على خلفية اعتقالات وتعذيب.
- خلافات داخلية وتهديدات بين "هيئة تحرير الشام" و"تجمّع دمشق" تدفع للتفاوض، مع دعم "تجمّع دمشق" للحراك الشعبي وانضمامه للجبهة الوطنية للتحرير.

سحبت "هيئة تحرير الشام" صباح اليوم السبت حواجزها الأمنية التي أقامتها أخيراً على مداخل المدن والبلدات في أرياف محافظة إدلب شمال غربيّ سورية التي شهدت احتجاجات ضدها، وترافق معها منع المدنيين من خارج المدن الدخول إليها، وأزالت تحديداً الحواجز المكثفة عند مداخل مدينة بنش وبلدة الفوعة شمال شرقيّ مدينة إدلب، وذلك بعد اجتماع مع قادة فصيل تجمّع دمشق المتمركز في المنطقتين. وقالت قيادة "هيئة تحرير الشام" و"تجمّع دمشق"، في بيان مُشترك، إن "الاجتماع الذي جرى بين الطرفين خلص بأن تجمّع دمشق يعتبر جهة عسكرية لا ارتباط له في الحراك الحالي في الساحة، ويلتزم كل من له صفة عسكرية أو تنظيمية فيه بعدم الانخراط بالمظاهرات"، مضيفاً أن "هيئة تحرير الشام تلتزم بسحب المظاهر العسكرية من الأماكن المحيطة بالتجمع".

وأُصيب عدد من المتظاهرين في مناطق متفرقة من محافظة إدلب، أمس، إثر قمع عناصر جهاز الأمن العام (الذراع الأمنية في "هيئة تحرير الشام") تظاهرات، بعد صلاة الجمعة، ترافق معها اعتقال نشطاء إعلاميين ومدنيين. وكان الحراك الشعبي ضد "هيئة تحرير الشام" قد بدأ في فبراير/ شباط الماضي، على خلفية اعتقالات واسعة قام بها الجهاز الأمني في الهيئة، وتعرّض المعتقلين لتعذيب أفضى إلى موت البعض منهم. وسرعان ما تحوّل الحراك إلى تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط زعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، الذي سارع إلى عقد اجتماعات مع الفعاليات المدنية والشعبية لمحاصرة الحراك وامتصاص النقمة عليه وعلى هيئته.

وأكدت مصادر مُطلعة على تفاصيل الاجتماع، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن من بين البنود التي اتفق عليها الطرفان، تسليم بعض المطلوبين للهيئة ممن شاركوا في الحراك يوم أمس الجمعة، بحجة أنهم اعتدوا على عناصر "هيئة تحرير الشام" بالحجارة وسبّبوا إصابات ضمن عناصر الأمن المحسوبين عليها. وأشارت المصادر إلى أن هناك اجتماعاً مماثلاً سيجري اليوم مع قيادة "فصيل جيش الأحرار"، وذلك بهدف سحب عناصر الفصيل المُشاركين في التظاهرات وعدم تدخلهم في الحراك الشعبي.

ولفتت المصادر إلى أن الأمر الذي دفع قيادة "هيئة تحرير الشام" إلى التفاوض مع "تجمّع دمشق" هو الخلاف الداخلي في الجناح العسكري لـ"تحرير الشام"، وتهديد بعض القادة بتعليق عملهم داخله، ولا سيما بعد قمع المتظاهرين يوم أمس الجمعة. وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن عدد مقاتلي "تجمّع دمشق" لا يتعدى 800 عنصر، معظمهم من منطقة الزبداني بريف دمشق. ويتزعم التجمع أبو عدنان الزبداني، وهو مناهض لـ"هيئة تحرير الشام"، وانضم أخيراً إلى الفرقة 77 التابعة للجبهة الوطنية للتحرير، أكبر تجمّع لفصائل المعارضة في شمال غرب سورية. وفي 12 إبريل/ نيسان الفائت، وصلت "تهديدات" من "هيئة تحرير الشام" إلى "تجمّع دمشق"، بوجوب مغادرة مقاتليهم المناطق التي ينتشرون فيها، مع العلم أن عناصر التجمع يقطنون مع عائلاتهم في بلدة الفوعة بريف إدلب الشمالي، ويدعمون الحراك الشعبي ضد "تحرير الشام" وقائدها أبو محمد الجولاني.