07 نوفمبر 2024
طفل السبعين "وحده في البيت" الأبيض
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
"اخرج من أملاكي"
هذه الجملة من أشهر الجمل السينمائية الأميركية، وعادة ما يقولها صاحب المُلك، مسلحاً ببندقيةٍ غاضبة للضيف الثقيل، تقابلها جملٌ مصريةٌ سينمائية شهيرة، مثل: "ابقى قابلني"، أو "قَفَل السكة"..
ظهر ترامب في عدة أفلام كومبارس لثوان، وأشهر أدواره هو في فيلم "وحده في البيت". بطل الفيلم "كيفن" طفل خارق، يذكّر بالفأر جيري الذي يقهر الهرّ القوي توم، فالحجم غير القوة، يقول العلماء: سبب انقراض الديناصورات هو عدم تناسب حجمها مع ذكائها.
يدافع الطفل كيفن عن بيته بإطلاق العبارة المذكورة. ولكنها مسجّلة، على ألسنة ممثلين. الأميركي الغاضب من انتهاك حدود بيته، يذكّر بالحيوان الذي يحدّد خريطة مملكته بسور من البول المكهرب. قد يكون ترامب أكثر حمقاً من بوش الابن الذي كان يدمّر ويقتل بعد تحالفات دولية. ها هو ترامب يكرّر الجملة السينمائية إياها لسبع دول إسلامية، ويعمل المقالب للمكسيكيين، ويصدر قوانين تخالف مبادئ جنيف، وحقوق الإنسان، والمبادئ التي قامت عليها أميركا، وهي دولة مهاجرين ونازحين وغزاة. سيكون في أدبيات السياسة رئيسٌ جديدٌ منتخبٌ نستشهد به على مساوئ الديمقراطية. كان السياسي المصري الانقلابي إذا ما ذُكّر بأن محمد مرسي منتخب، يقول: هتلر كان منتخباً أيضاً، فيسكت المذيع مؤدّياً دور المفحم بالجواب المسكت، وقد أسقط في يده، وتعادل مرسي مع هتلر بالأهداف.
أنفق الكتّاب حبراً كثيراً، مؤكدين أن ترامب انتخب نكايةً بالنخبة الأميركية، والأميركي طيب وساذج، ولا يهمه سوى لذتي ما فوق الزنار وما تحته، ويحبُّ القمار، دليل ذلك مدينة لاس فيغاس العجيبة، وهي أكبر مدينةٍ في ولاية نيفادا، تشتهر بكثرة عدد الكازينوهات، وعروض الراقصات، والخدع، والجرائم المسجلة ضد مجهول.
ومن اللطائف أن كبرى نجمات السينما والإعلام ونجومهما وقفوا ضد ترامب، نذكر منهم كيم كاراديشيان التي أرفقت تغريدتها الناقدة بجدول للجرائم، تظهر فيها الدول المحرّم عليها دخول أميركا المقدسة، بريئةً من ارتكاب جرائم بحق أميركا، أما الدول التي ارتكب رعاياها جرائم في أميركا، فمسموح لهم دخولها! ومايكل مور، الذي رفع لافتةً تقول: أنا مسلم، وميريل ستريب التي قالت: "هوليوود تتقدم بفضل الغرباء والأجانب، إن طردناهم جميعاً لن يبقى لنا ما نستمتع به إلا كرة القدم والفنون القتالية..". لولا الهجرات لما كانت الثقافة، وربما الحضارة برمتها، ومصداق ذلك قوله تعالى: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، التعارف هو أهم مصادر المعرفة البشرية.
يقول المثل: "لو رمى مجنون حجراً في بئر، فإن أربعين عاقلاً سيعجزون عن إخراجه".
عجز باراك أوباما في فترتين انتخابيتين عن تحقيق وعدٍ انتخابي بإغلاق معتقل غوانتانامو. أما كومبارس السينما فقد بادر إلى دور البطولة في فيلم الرئاسة بتنفيذ الوعود الانتخابية كلها من أول يوم عسل أسود في "البيت الأبيض"، وها هو يمسك بندقية الحظر، ويقول لمسلمي العالم: اخرجوا من أملاكي.
اتصلتُ بصديقي السوري، حامل الجنسية الأميركية، وسألته عن الحال، فقال: كانت التأشيرة الأميركية شبه مستحيلة للسوري قبل ترامب، ولن أخرج من أميركا خوفاً من "روحة بلا رجعة". منذ خمسة أيام، وأنا مُستحبس في بيتي، ومنقطعٌ عن عملي. قرعت عليّ جارتي الأميركية الباب لتطمئن على حالي، وقد استغربت أعشاش العنكبوت على باب البيت، والعنكبوت سريع البناء، وبيته أوهى البيوت، ثم قالت: أقسم بالله، إذا نفّذَ هذا الحمار وعيده، وطالب المسلمين بالتسجيل و"الفيش والتشبيه"، سأعتنق الإسلام، فدمعتْ عيني من لطفها.
لا نعرف هل الحمار الذي بشّرنا بتسونامي الكراهية، ويلعب الغمّيضة مع قناة "الثعلب نيوز"، "قفل السكة"، أم أن الشعب الأميركي سيقول له: "ابقى قابلني". ولا نعرف أيهما أكبر سناً وخبرةً: طفل الثامنة كيفن أم طفل السبعين: ترامب الذي صار في البيت الأبيض الذي بحجم الديناصور وبذكائه.
هذه الجملة من أشهر الجمل السينمائية الأميركية، وعادة ما يقولها صاحب المُلك، مسلحاً ببندقيةٍ غاضبة للضيف الثقيل، تقابلها جملٌ مصريةٌ سينمائية شهيرة، مثل: "ابقى قابلني"، أو "قَفَل السكة"..
ظهر ترامب في عدة أفلام كومبارس لثوان، وأشهر أدواره هو في فيلم "وحده في البيت". بطل الفيلم "كيفن" طفل خارق، يذكّر بالفأر جيري الذي يقهر الهرّ القوي توم، فالحجم غير القوة، يقول العلماء: سبب انقراض الديناصورات هو عدم تناسب حجمها مع ذكائها.
يدافع الطفل كيفن عن بيته بإطلاق العبارة المذكورة. ولكنها مسجّلة، على ألسنة ممثلين. الأميركي الغاضب من انتهاك حدود بيته، يذكّر بالحيوان الذي يحدّد خريطة مملكته بسور من البول المكهرب. قد يكون ترامب أكثر حمقاً من بوش الابن الذي كان يدمّر ويقتل بعد تحالفات دولية. ها هو ترامب يكرّر الجملة السينمائية إياها لسبع دول إسلامية، ويعمل المقالب للمكسيكيين، ويصدر قوانين تخالف مبادئ جنيف، وحقوق الإنسان، والمبادئ التي قامت عليها أميركا، وهي دولة مهاجرين ونازحين وغزاة. سيكون في أدبيات السياسة رئيسٌ جديدٌ منتخبٌ نستشهد به على مساوئ الديمقراطية. كان السياسي المصري الانقلابي إذا ما ذُكّر بأن محمد مرسي منتخب، يقول: هتلر كان منتخباً أيضاً، فيسكت المذيع مؤدّياً دور المفحم بالجواب المسكت، وقد أسقط في يده، وتعادل مرسي مع هتلر بالأهداف.
أنفق الكتّاب حبراً كثيراً، مؤكدين أن ترامب انتخب نكايةً بالنخبة الأميركية، والأميركي طيب وساذج، ولا يهمه سوى لذتي ما فوق الزنار وما تحته، ويحبُّ القمار، دليل ذلك مدينة لاس فيغاس العجيبة، وهي أكبر مدينةٍ في ولاية نيفادا، تشتهر بكثرة عدد الكازينوهات، وعروض الراقصات، والخدع، والجرائم المسجلة ضد مجهول.
ومن اللطائف أن كبرى نجمات السينما والإعلام ونجومهما وقفوا ضد ترامب، نذكر منهم كيم كاراديشيان التي أرفقت تغريدتها الناقدة بجدول للجرائم، تظهر فيها الدول المحرّم عليها دخول أميركا المقدسة، بريئةً من ارتكاب جرائم بحق أميركا، أما الدول التي ارتكب رعاياها جرائم في أميركا، فمسموح لهم دخولها! ومايكل مور، الذي رفع لافتةً تقول: أنا مسلم، وميريل ستريب التي قالت: "هوليوود تتقدم بفضل الغرباء والأجانب، إن طردناهم جميعاً لن يبقى لنا ما نستمتع به إلا كرة القدم والفنون القتالية..". لولا الهجرات لما كانت الثقافة، وربما الحضارة برمتها، ومصداق ذلك قوله تعالى: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، التعارف هو أهم مصادر المعرفة البشرية.
يقول المثل: "لو رمى مجنون حجراً في بئر، فإن أربعين عاقلاً سيعجزون عن إخراجه".
عجز باراك أوباما في فترتين انتخابيتين عن تحقيق وعدٍ انتخابي بإغلاق معتقل غوانتانامو. أما كومبارس السينما فقد بادر إلى دور البطولة في فيلم الرئاسة بتنفيذ الوعود الانتخابية كلها من أول يوم عسل أسود في "البيت الأبيض"، وها هو يمسك بندقية الحظر، ويقول لمسلمي العالم: اخرجوا من أملاكي.
اتصلتُ بصديقي السوري، حامل الجنسية الأميركية، وسألته عن الحال، فقال: كانت التأشيرة الأميركية شبه مستحيلة للسوري قبل ترامب، ولن أخرج من أميركا خوفاً من "روحة بلا رجعة". منذ خمسة أيام، وأنا مُستحبس في بيتي، ومنقطعٌ عن عملي. قرعت عليّ جارتي الأميركية الباب لتطمئن على حالي، وقد استغربت أعشاش العنكبوت على باب البيت، والعنكبوت سريع البناء، وبيته أوهى البيوت، ثم قالت: أقسم بالله، إذا نفّذَ هذا الحمار وعيده، وطالب المسلمين بالتسجيل و"الفيش والتشبيه"، سأعتنق الإسلام، فدمعتْ عيني من لطفها.
لا نعرف هل الحمار الذي بشّرنا بتسونامي الكراهية، ويلعب الغمّيضة مع قناة "الثعلب نيوز"، "قفل السكة"، أم أن الشعب الأميركي سيقول له: "ابقى قابلني". ولا نعرف أيهما أكبر سناً وخبرةً: طفل الثامنة كيفن أم طفل السبعين: ترامب الذي صار في البيت الأبيض الذي بحجم الديناصور وبذكائه.
دلالات
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر
مقالات أخرى
24 أكتوبر 2024
10 أكتوبر 2024
26 سبتمبر 2024