04 مايو 2016
استئناف العلاقات السعودية الإيرانية حاجة ملحة
كان مقالي في "العربي الجديد" في اليوم الأول من العام الجديد، "إيحاءات واعدة لعام 2016" من باب التنمي، استناداً لما تحقّق في أواخر 2015، أكثر مما كان مستنداً إلى وقائع، غير أن هذه التمنيات تقلصت بصورة صادمة عند انتشار نبأ إعدام 47 شخصاً في المملكة العربية السعودية، من بينهم الشيخ نمر باقر النمر. استولد هذا الحدث مواقف متوترة وردات فعل عنيفة، أبرزها اقتحام السفارة السعودية في طهران، والذي استنكره الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ما أدى إلى ضبط الشارع الإيراني. وردت المملكة على ذلك بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والجوية مع الجمهورية الإسلامية، ما فسره بعضهم على أنه قرار ينطوي، في جوهره، على مزيد من التوتر السني - الشيعي في المنطقة، والذي نأمل في أن يكون عابراً.
يشكل ما يحصل في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران عاملاً يحول دون حل الأزمات المتكاثرة في المنطقة، ومنها الأزمة السورية والحرب في اليمن، ويجعل من إسرائيل، وهي الخطر الأكبر على المنطقة، المستفيد الأكبر مرحلياً من هذا التوتر. لذا، علينا الإسراع في تقديم مبادرات عربية ودولية فوراً، لنضع حداً لهذا الاستقطاب العدائي الحالي، وأن ندرس، بعمق وبسرعة، الوسائل الناجعة التي من شأنها إيجاد الحلول للأزمة بين هاتين الدولتين الرئيسيتين، حتى تتمكن الدول العربية من إعادة تركيزها على القضية المركزية، فلسطين. ومن المعروف أن إيران تساند الشعب الفلسطيني بشكل واضح، ويجب أن يسرّع هذا العامل في إعادة اللحمة بين البلدين. كما أن نزع فتيل هذا التوتر سيؤدي إلى تسهيل حل الأزمات التي تعصف بالأمة العربية، والتي تفاقمت، أخيراً، كما هو حاصل في سورية واليمن وليبيا، والتي قد تمكن جامعة الدول العربية، عندئذٍ، من استرجاع دورها في تأمين الاستقرار في الدول العربية، ومن ثم بين الأمة العربية وجيرانها، وفي طليعتهم إيران وتركيا.
نعلم من خلال ما عانينا منه، في المرحلة الماضية من تاريخنا المعاصر، أن أي نزاع في المنطقة يعالج من منطلق وحدة المصير الذي هو، في نهاية المطاف، قدرنا، وعندما يدرك المجتمع الدولي جدية التنسيق بين القوى الإقليمية، فإن ذلك يقفل الباب أمام التهجمات الغربية علينا. وقد برزت في الصحافة العالمية مقالات تخطت مجال النقد الذي يمكن أن يكون مقبولاً، وأضحت تهجماً وافتراءً، سواء في العناوين أو في المضامين، كما حصل، مثلاً، في افتتاحيات "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" في الأيام القليلة الماضية.
إلا أن ما يشير إلى احتمالات جدية في وضع حد لتنامي النزاع، محاولات العراق الجادة
للتوسط، كما أن سعي الرئيس روحاني إلى تخفيف حدة التوتر القائم، وإدانته الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، قد تحمل مؤشرات لاحتمال تسريع عودة العلاقات بين البلدين. كما أن من دول الخليج العربي من سحبت سفراءها، من دون قطع العلاقات مع إيران، ما يخولها المساهمة في إعادة العلاقات، في حال توفرت الأجواء المناسبة لذلك. لذا، فإن من شأن مبادرة العراق لإجراء مصالحة بدعم من دول الخليج توفير الفرص لإعادة العلاقات السعودية الإيرانية. ولا شك أن عودة العلاقات ستسهل الطريق أمام الولايات المتحدة لتأكيد حرصها على العلاقات المميزة مع المملكة العربية السعودية، وذلك بمتابعة تنفيذ الإجراءات المتخذة لضمان تنفيذ شروط الاتفاق النووي مع إيران، والذي وقع برعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا. ونظراً إلى أن الاتفاق النووي يشكل فرصة لإيران للعودة إلى الساحة الدولية، فلا بد لها من أن تلعب دوراً بناءً في المنطقة، إذا أرادت أن تندمج في المجتمع الدولي.
على الاجتماع المزمع عقده في جامعة الدول العربية أن يأخذ قراراتٍ حاسمة لدعم المسعى العراقي، ودراسة ما ينطوي عليه من إجراءات عملية لطرفي النزاع. وعلى الجامعة دفع المملكة العربية وإيران إلى المشاركة فوراً في التسريع لإيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة، ولعل إيجاد مثل هذا الحل المرجو برعاية سعودية إيرانية سيساهم في ترطيب العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية.
نرجو هنا أن تكون أزمة العلاقات السعودية - الإيرانية عابرة، وأن تستقيم هذه العلاقة بما يساهم في تسهيل حل الأزمات المتراكمة في أوضاعنا العربية، وبالتالي، أن نستعيد المناعة التي توفر لنا الاحترام الدولي والارتياح الشعبي. والعالم العربي ثري بالكفاءات البشرية الملتزمة بوحدة الأمة وبالتنسيق الفوري، حتى يتم التكامل العربي المنشود. عانى العرب بما فيه الكفاية من أزمات متفاقمة، ومن حروب عبثية مدمرة، ومن خصومات مفتعلة، ما فوّت علينا فرصاً عديدة لإخراج الأمة من مأزقها الحالي، الأمر الذي بات يهمّش قضية العرب المركزية فلسطين وفرص التنمية المستدامة للدول العربية.
يشكل ما يحصل في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران عاملاً يحول دون حل الأزمات المتكاثرة في المنطقة، ومنها الأزمة السورية والحرب في اليمن، ويجعل من إسرائيل، وهي الخطر الأكبر على المنطقة، المستفيد الأكبر مرحلياً من هذا التوتر. لذا، علينا الإسراع في تقديم مبادرات عربية ودولية فوراً، لنضع حداً لهذا الاستقطاب العدائي الحالي، وأن ندرس، بعمق وبسرعة، الوسائل الناجعة التي من شأنها إيجاد الحلول للأزمة بين هاتين الدولتين الرئيسيتين، حتى تتمكن الدول العربية من إعادة تركيزها على القضية المركزية، فلسطين. ومن المعروف أن إيران تساند الشعب الفلسطيني بشكل واضح، ويجب أن يسرّع هذا العامل في إعادة اللحمة بين البلدين. كما أن نزع فتيل هذا التوتر سيؤدي إلى تسهيل حل الأزمات التي تعصف بالأمة العربية، والتي تفاقمت، أخيراً، كما هو حاصل في سورية واليمن وليبيا، والتي قد تمكن جامعة الدول العربية، عندئذٍ، من استرجاع دورها في تأمين الاستقرار في الدول العربية، ومن ثم بين الأمة العربية وجيرانها، وفي طليعتهم إيران وتركيا.
نعلم من خلال ما عانينا منه، في المرحلة الماضية من تاريخنا المعاصر، أن أي نزاع في المنطقة يعالج من منطلق وحدة المصير الذي هو، في نهاية المطاف، قدرنا، وعندما يدرك المجتمع الدولي جدية التنسيق بين القوى الإقليمية، فإن ذلك يقفل الباب أمام التهجمات الغربية علينا. وقد برزت في الصحافة العالمية مقالات تخطت مجال النقد الذي يمكن أن يكون مقبولاً، وأضحت تهجماً وافتراءً، سواء في العناوين أو في المضامين، كما حصل، مثلاً، في افتتاحيات "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" في الأيام القليلة الماضية.
إلا أن ما يشير إلى احتمالات جدية في وضع حد لتنامي النزاع، محاولات العراق الجادة
على الاجتماع المزمع عقده في جامعة الدول العربية أن يأخذ قراراتٍ حاسمة لدعم المسعى العراقي، ودراسة ما ينطوي عليه من إجراءات عملية لطرفي النزاع. وعلى الجامعة دفع المملكة العربية وإيران إلى المشاركة فوراً في التسريع لإيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة، ولعل إيجاد مثل هذا الحل المرجو برعاية سعودية إيرانية سيساهم في ترطيب العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية.
نرجو هنا أن تكون أزمة العلاقات السعودية - الإيرانية عابرة، وأن تستقيم هذه العلاقة بما يساهم في تسهيل حل الأزمات المتراكمة في أوضاعنا العربية، وبالتالي، أن نستعيد المناعة التي توفر لنا الاحترام الدولي والارتياح الشعبي. والعالم العربي ثري بالكفاءات البشرية الملتزمة بوحدة الأمة وبالتنسيق الفوري، حتى يتم التكامل العربي المنشود. عانى العرب بما فيه الكفاية من أزمات متفاقمة، ومن حروب عبثية مدمرة، ومن خصومات مفتعلة، ما فوّت علينا فرصاً عديدة لإخراج الأمة من مأزقها الحالي، الأمر الذي بات يهمّش قضية العرب المركزية فلسطين وفرص التنمية المستدامة للدول العربية.