15 سبتمبر 2021
جزر القمر تنادي العرب
(1)
تقف جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية موقفاً حاسماً في مواجهة تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول عربية كثيرة، وقد أعلنت تضامنها مع السعودية في جميع الإجراءات التي اتخذتها حماية لأراضيها وسيادتها، وأيدت التحالف العربي لنصرة السلطة الشرعية في اليمن التي بغى عليها البغاة (صالح والحوثي)، كما أنها تؤيد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه، وإقامة دولته المستقله على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس.
(2)
انضمت جزر القمر إلى جامعة الدول العربية في عام 1993، وهي دولة جزرية في المحيط الهندي، مساحتها 2170 كلم مربع، وسكانها 800 ألف نسمة. وهي على مقربة من موزمبيق وتنزانيا وسيشل ومدغشقر. لها ثلاث لغات رسمية، العربية والفرنسية والقمرية.
لم تُخف حكومة جزر القمر تضامنها المطلق مع السعودية، وبمجرد علمها عن اعتداء جمهور من الإيرانيين على سفارة المملكة وقنصليتها في طهران ومشهد، وإعلان المملكة قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران احتجاجاً على ذلك العدوان، تضامنت حكومة جزر القمر مع السعودية، فأعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، على الرغم من تغلغل إيران في جزر القمر، بهدف تشييع مواطنيها، مستغلة ظروف البلاد الاقتصادية وانتشار الأمية والفقر بين المواطنين القمريين. ذلك أن إيران تستهدف الطلاب القمريين الذين يدرسون في مدغشقر وكينيا، وتعمل على تشييعهم من خلال سفارتيها فيهما. وللتسريع في عملية التشييع، تمنح طلاب مدغشقر من الجنسين منحاً دراسية للجنسين. وفي كينيا، يقوم معهد الرسول الأكرم الذي أسسه الإيرانيون باستقطاب طلاب أفارقة، ومنهم طلاب جزر القمر، مستغلة حاجتهم المالية.
في فبراير/شباط عام 2009، زار الرئيس الايراني السابق، محمود أحمدي نجاد، جزر القمر ضمن جولة إفريقية، وتم التوقيع على اتفاقيات في مجال التعليم المهني، والاستثمار وتقديم مساعدات لجزر القمر. وعلى ذلك، تم افتتاح سفارة في طهران، وتبرعت الحكومة الإيرانية بتحمل كامل نفقات السفارة في طهران. وفي 2008، زار رئيس ما تسمى لجنة إمداد الإمام الخميني، حسين أنواري، جزر القمر، أكثر من سبع مرات، للوقوف على سير الأعمال والمشاريع الإيرانية في البلاد. (الراصد/ بخاري مراد موسى).
أسست إيران مركزاً طبياً تابعاً للهلال الأحمر الإيراني، ومركز التبيان الثقافي في العاصمة، تابعاً للسفارة الإيرانية في تنزانيا، لتعليم اللغة الفارسية، ومعهد الحقوق والعلوم الإسلامية تابعاً لهذا المركز، يمنح شهادة في تخصصات مختلفة. وأسست معهد تعليم مهني يعلم النجارة والخياطة والكهرباء، وينظم دورات تدريبية للحاسوب، كما تم إلحاق 15 متدرباً قمرياً بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، وكفلت 256 طالباً قمرياً في مدغشقر، بتأمين معيشتهم وسكنهم ومصاريفهم الدراسية وبعض الخدمات الاجتماعية الأخرى، علماً أنه يوجد في مدغشقر نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة قمريين.
(3)
لا جدال في أن هناك مقاومة للنفوذ الإيراني في جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، ورفضاً لكل أعمال التشييع، سواء عن طريق المعاهد أو المساجد (حسينيات). في عام 2007 عقد اجتماع حضره ستون من علماء أهل السنة والجماعة، ومن بينهم قاضي قضاة العاصمة موروني، الشيخ سعيد محمد جيلاني. ودعوا، في بيانٍ لهم، بحظر ممارسة الطقوس الشيعية في الجزر. وفي يناير/كانون الثاني 2009، عقد العلماء والأعيان والخطباء اجتماعاً بدعوة من وزير العدل والشؤون الإسلامية في حكومة جزر القمر، لتدارس النشاط الشيعي في البلاد، والسبل المتاحة لوقف ذلك الخطر المحدق. وفي عام 2008، سن البرلمان القمري قانوناً باسم (قانون تنظيم الممارسات الدينية في جزر القمر)، جاء فيه نص يؤكد "أن مذهب أهل السنة والجماعة، وتحت مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، هو المرجع الديني الرسمي والوحيد الذي يعتبر من الدولة، ويحظر جميع الممارسات الدينية التي تخالف مذهب أهل السنة والجماعة". وقد صادق على هذا القانون رئيس الجمهورية في 8 يناير/كانون الثاني 2013.
(4)
بعد هذا العرض المقتبس من وثائق لا يدخلها الشك، أتساءل: ماذا عملت الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الإسلامية لإخوانهم، أهل السنة والجماعة المستهدفين من إيران في معتقداتهم وأوطانهم؟
وصلت إلي رسائل من قمريين في يناير/كانون الثاني الحالي، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين جزر القمر وإيران تضامناً مع المملكة العربية السعودية، تقول في مجملها: أنقذونا يا إخواننا العرب. أغلقت المؤسسات والمعاهد والمستوصفات التي ترعاها إيران في جزر القمر، والمنح الدراسية للطلاب في طريقها إلى الإلغاء من إيران، فماذا أنتم، يا إخواننا العرب، فاعلون؟ هل يمكن لدول التحالف العربي الذي وقفنا معهم بالتضامن والتأييد أن يسدوا حاجتنا عن إيران؟
آخر القول: رسائل تصل إلينا عن حالهم في جزر القمر تقطع القلب، فهل تسارع دول مجلس التعاون بتحمل تكاليف تلك المؤسسات التي كانت ترعاها إيران، بعد قطع العلاقات معها تضامناً معنا؟ أتمنى ذلك.
تقف جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية موقفاً حاسماً في مواجهة تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول عربية كثيرة، وقد أعلنت تضامنها مع السعودية في جميع الإجراءات التي اتخذتها حماية لأراضيها وسيادتها، وأيدت التحالف العربي لنصرة السلطة الشرعية في اليمن التي بغى عليها البغاة (صالح والحوثي)، كما أنها تؤيد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه، وإقامة دولته المستقله على التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس.
(2)
انضمت جزر القمر إلى جامعة الدول العربية في عام 1993، وهي دولة جزرية في المحيط الهندي، مساحتها 2170 كلم مربع، وسكانها 800 ألف نسمة. وهي على مقربة من موزمبيق وتنزانيا وسيشل ومدغشقر. لها ثلاث لغات رسمية، العربية والفرنسية والقمرية.
لم تُخف حكومة جزر القمر تضامنها المطلق مع السعودية، وبمجرد علمها عن اعتداء جمهور من الإيرانيين على سفارة المملكة وقنصليتها في طهران ومشهد، وإعلان المملكة قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران احتجاجاً على ذلك العدوان، تضامنت حكومة جزر القمر مع السعودية، فأعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، على الرغم من تغلغل إيران في جزر القمر، بهدف تشييع مواطنيها، مستغلة ظروف البلاد الاقتصادية وانتشار الأمية والفقر بين المواطنين القمريين. ذلك أن إيران تستهدف الطلاب القمريين الذين يدرسون في مدغشقر وكينيا، وتعمل على تشييعهم من خلال سفارتيها فيهما. وللتسريع في عملية التشييع، تمنح طلاب مدغشقر من الجنسين منحاً دراسية للجنسين. وفي كينيا، يقوم معهد الرسول الأكرم الذي أسسه الإيرانيون باستقطاب طلاب أفارقة، ومنهم طلاب جزر القمر، مستغلة حاجتهم المالية.
في فبراير/شباط عام 2009، زار الرئيس الايراني السابق، محمود أحمدي نجاد، جزر القمر ضمن جولة إفريقية، وتم التوقيع على اتفاقيات في مجال التعليم المهني، والاستثمار وتقديم مساعدات لجزر القمر. وعلى ذلك، تم افتتاح سفارة في طهران، وتبرعت الحكومة الإيرانية بتحمل كامل نفقات السفارة في طهران. وفي 2008، زار رئيس ما تسمى لجنة إمداد الإمام الخميني، حسين أنواري، جزر القمر، أكثر من سبع مرات، للوقوف على سير الأعمال والمشاريع الإيرانية في البلاد. (الراصد/ بخاري مراد موسى).
أسست إيران مركزاً طبياً تابعاً للهلال الأحمر الإيراني، ومركز التبيان الثقافي في العاصمة، تابعاً للسفارة الإيرانية في تنزانيا، لتعليم اللغة الفارسية، ومعهد الحقوق والعلوم الإسلامية تابعاً لهذا المركز، يمنح شهادة في تخصصات مختلفة. وأسست معهد تعليم مهني يعلم النجارة والخياطة والكهرباء، وينظم دورات تدريبية للحاسوب، كما تم إلحاق 15 متدرباً قمرياً بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، وكفلت 256 طالباً قمرياً في مدغشقر، بتأمين معيشتهم وسكنهم ومصاريفهم الدراسية وبعض الخدمات الاجتماعية الأخرى، علماً أنه يوجد في مدغشقر نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة قمريين.
(3)
لا جدال في أن هناك مقاومة للنفوذ الإيراني في جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، ورفضاً لكل أعمال التشييع، سواء عن طريق المعاهد أو المساجد (حسينيات). في عام 2007 عقد اجتماع حضره ستون من علماء أهل السنة والجماعة، ومن بينهم قاضي قضاة العاصمة موروني، الشيخ سعيد محمد جيلاني. ودعوا، في بيانٍ لهم، بحظر ممارسة الطقوس الشيعية في الجزر. وفي يناير/كانون الثاني 2009، عقد العلماء والأعيان والخطباء اجتماعاً بدعوة من وزير العدل والشؤون الإسلامية في حكومة جزر القمر، لتدارس النشاط الشيعي في البلاد، والسبل المتاحة لوقف ذلك الخطر المحدق. وفي عام 2008، سن البرلمان القمري قانوناً باسم (قانون تنظيم الممارسات الدينية في جزر القمر)، جاء فيه نص يؤكد "أن مذهب أهل السنة والجماعة، وتحت مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، هو المرجع الديني الرسمي والوحيد الذي يعتبر من الدولة، ويحظر جميع الممارسات الدينية التي تخالف مذهب أهل السنة والجماعة". وقد صادق على هذا القانون رئيس الجمهورية في 8 يناير/كانون الثاني 2013.
(4)
بعد هذا العرض المقتبس من وثائق لا يدخلها الشك، أتساءل: ماذا عملت الحكومات العربية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الإسلامية لإخوانهم، أهل السنة والجماعة المستهدفين من إيران في معتقداتهم وأوطانهم؟
وصلت إلي رسائل من قمريين في يناير/كانون الثاني الحالي، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين جزر القمر وإيران تضامناً مع المملكة العربية السعودية، تقول في مجملها: أنقذونا يا إخواننا العرب. أغلقت المؤسسات والمعاهد والمستوصفات التي ترعاها إيران في جزر القمر، والمنح الدراسية للطلاب في طريقها إلى الإلغاء من إيران، فماذا أنتم، يا إخواننا العرب، فاعلون؟ هل يمكن لدول التحالف العربي الذي وقفنا معهم بالتضامن والتأييد أن يسدوا حاجتنا عن إيران؟
آخر القول: رسائل تصل إلينا عن حالهم في جزر القمر تقطع القلب، فهل تسارع دول مجلس التعاون بتحمل تكاليف تلك المؤسسات التي كانت ترعاها إيران، بعد قطع العلاقات معها تضامناً معنا؟ أتمنى ذلك.