19 ابريل 2021
احتلال تجب مقاومته
أرسلت روسيا قوات إلى سورية، حيث شرعت تبني قواعد عسكرية جوية وبرية وبحرية خاصة بها، بدءاً بالساحل، وسط تصريحات تؤكد أن وجودها ليس عارضاً أو عابراً، وأن جيش روسيا سيبقى في بلادنا فترة طويلة، ويريد لحضوره العسكري أن يبدل الواقع السياسي السوري، ويؤسس واقعاً بديلاً لن نلبث أن نتعرف، خلال فترة قريبة، على ملامحه الأولى، ومنعكساته السياسية الملموسة. بالمناسبة، تشير كثافة القواعد وسرعة بنائها إلى أن بقاء الروس في سورية يتخطى وضعها الراهن، وأنهم يبنون وجوداً دائماً وثابتاً لهم، يتجاوز النظام نفسه، ويجعل منهم جزءاً تكوينياً من واقعها، سواء تم أم لم يتم الوصول إلى حل دولي، يسوّي مشكلاتها، وينهي صراعاتها المحلية والإقليمية والدولية.
لا يرتبط الوجود الروسي بوجود النظام، وإنْ تذرع بالحفاظ عليه، كي يقيم عندنا وضعاً استعمارياً بامتياز، ينتجه قرار أحادي الجانب أخذ في موسكو، أدى إلى احتلال جزء من بلادنا بالقوة، من دون أي غطاء من أية جهة سورية، تتمتع بشرعية دستورية أو شعبية، ومن دون موافقة أي طرف سوري مفوّض باستدعائها. إذا كان وجود الروس العسكري في بلادنا غير مرتبط بإرادتنا أو بقرار اتخذناه، وكان يترجم إرادة أجنبية قرّرت غزو واحتلال الساحل ومناطق سورية أخرى، ألا يكون وجوداً استعمارياً مخالفاً للقانون الدولي، ولقرارات الأمم المتحدة حول تصفية الاستعمار؟ ألا يندرج، أيضاً، في سياق احتلالي استهدف مشرقنا العربي، بدأ بفلسطين، وانخرطت فيه إيران البارحة، واليوم روسيا؟
لن يزول الحضور العسكري الروسي في بلادنا بزوال النظام، لو كان مرتبطاً به لما بدأ ببناء سلسلة قواعد من طبيعة استراتيجية ودائمة، تخالف إقامتها معارضة موسكو المعلنة للتدخل الأجنبي في البلدان الأخرى، واستخدامها حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي ضد احتمال، أو شبهة، تدخل غربي مزعوم، وتباهيها بحماية سورية من تدخلٍ كهذا. ما الذي جعل الكرملين ينقلب على سياساته، ويرسل جيشه إلى بلد عارض باستماتة تدخل الخارج فيه؟ وهل يعقل أن يكون قد فعل ذلك كي يؤسس وجوداً عسكرياً قصير، أو محدود، المدة، فيه؟ وهل نصدّق مزاعمه عن جدية سعيه إلى حل سياسي، سيرفع الغطاء عن وجوده عندنا، ويدفع السوريين إلى مطالبته بالرحيل عن بلادهم، لأن وجوده لم يعد ضرورياً فيها، بعد توقف القتال واستتباب الأمن؟ جاء الروس ليغيّروا قواعد اللعبة بين المعارضة والنظام، وخصوصاً منها التي مكّنت الجيش الحر من التغلب على جيش الأسد وإيران ومخابراتهما ومرتزقتهما. يريد الروس لجيشهم أن يفرض على المتصارعين مشروعاً يخرج النظام من هزائمه، ويُدرجه في نسق استراتيجي جديد، يحوّل دوره داخله إلى جهةٍ، لا يستغنى عنها ضمن تحالف دولي، يشركه في الحرب ضد الإرهاب، أي ضد معظم فصائل المعارضة، باعتبارها إرهابية.
ماذا يبقى من أمل في حل سياسي روسي، يلبي مطالب الشعب السوري في مجتمع حر، ودولة مستقلة وسيدة، إذا كان النظام سيخرج من ورطته طرفاً يرفضه شعبه، وكانت نجاته من هزيمة وشيكة شرطاً لازماً لعدم خروج الروس من بلادنا؟ ماذا يبقى لنا، في هذه الحال، غير اعتبار الوجود الروسي حالاً استعمارية، ترفض التعايش أو التكيف معها لأيِّ سبب كان؟ أليس من المنطقي أن نواجه غزواً احتلالياً، يريد كسر إرادة الحرية في نفوسنا، وتضييع ما قدّمناه من تضحيات غالية في سبيل كرامتنا، بمقاومة وطنية شاملة، سبق أن واجهنا بما يماثلها كل من دخل بلادنا غازياً أو مستعمراً؟
لا بد من إطلاق المقاومة ضد الوجود الروسي، إلا إذا أعلن الروس التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2118 ، ووثيقة "جنيف 1"، وتعهدوا بمغادرة بلادنا، وبأخذ بشار"هم" وحاشيته معهم إلى روسيا، خلال فترة ثلاثة أشهر. عندئذ، سيضع مقاومونا أيديهم على زناد بنادقهم، بانتظار تنفيذ الالتزام المزدوج. بما أنهم لن يفعلوا ذلك، لا يبقى أمامنا من خيار غير طردهم مع بشار"هم" من وطننا، وإنهاء معركتنا من أجل الحرية والاستقلال.
لا يرتبط الوجود الروسي بوجود النظام، وإنْ تذرع بالحفاظ عليه، كي يقيم عندنا وضعاً استعمارياً بامتياز، ينتجه قرار أحادي الجانب أخذ في موسكو، أدى إلى احتلال جزء من بلادنا بالقوة، من دون أي غطاء من أية جهة سورية، تتمتع بشرعية دستورية أو شعبية، ومن دون موافقة أي طرف سوري مفوّض باستدعائها. إذا كان وجود الروس العسكري في بلادنا غير مرتبط بإرادتنا أو بقرار اتخذناه، وكان يترجم إرادة أجنبية قرّرت غزو واحتلال الساحل ومناطق سورية أخرى، ألا يكون وجوداً استعمارياً مخالفاً للقانون الدولي، ولقرارات الأمم المتحدة حول تصفية الاستعمار؟ ألا يندرج، أيضاً، في سياق احتلالي استهدف مشرقنا العربي، بدأ بفلسطين، وانخرطت فيه إيران البارحة، واليوم روسيا؟
لن يزول الحضور العسكري الروسي في بلادنا بزوال النظام، لو كان مرتبطاً به لما بدأ ببناء سلسلة قواعد من طبيعة استراتيجية ودائمة، تخالف إقامتها معارضة موسكو المعلنة للتدخل الأجنبي في البلدان الأخرى، واستخدامها حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي ضد احتمال، أو شبهة، تدخل غربي مزعوم، وتباهيها بحماية سورية من تدخلٍ كهذا. ما الذي جعل الكرملين ينقلب على سياساته، ويرسل جيشه إلى بلد عارض باستماتة تدخل الخارج فيه؟ وهل يعقل أن يكون قد فعل ذلك كي يؤسس وجوداً عسكرياً قصير، أو محدود، المدة، فيه؟ وهل نصدّق مزاعمه عن جدية سعيه إلى حل سياسي، سيرفع الغطاء عن وجوده عندنا، ويدفع السوريين إلى مطالبته بالرحيل عن بلادهم، لأن وجوده لم يعد ضرورياً فيها، بعد توقف القتال واستتباب الأمن؟ جاء الروس ليغيّروا قواعد اللعبة بين المعارضة والنظام، وخصوصاً منها التي مكّنت الجيش الحر من التغلب على جيش الأسد وإيران ومخابراتهما ومرتزقتهما. يريد الروس لجيشهم أن يفرض على المتصارعين مشروعاً يخرج النظام من هزائمه، ويُدرجه في نسق استراتيجي جديد، يحوّل دوره داخله إلى جهةٍ، لا يستغنى عنها ضمن تحالف دولي، يشركه في الحرب ضد الإرهاب، أي ضد معظم فصائل المعارضة، باعتبارها إرهابية.
ماذا يبقى من أمل في حل سياسي روسي، يلبي مطالب الشعب السوري في مجتمع حر، ودولة مستقلة وسيدة، إذا كان النظام سيخرج من ورطته طرفاً يرفضه شعبه، وكانت نجاته من هزيمة وشيكة شرطاً لازماً لعدم خروج الروس من بلادنا؟ ماذا يبقى لنا، في هذه الحال، غير اعتبار الوجود الروسي حالاً استعمارية، ترفض التعايش أو التكيف معها لأيِّ سبب كان؟ أليس من المنطقي أن نواجه غزواً احتلالياً، يريد كسر إرادة الحرية في نفوسنا، وتضييع ما قدّمناه من تضحيات غالية في سبيل كرامتنا، بمقاومة وطنية شاملة، سبق أن واجهنا بما يماثلها كل من دخل بلادنا غازياً أو مستعمراً؟
لا بد من إطلاق المقاومة ضد الوجود الروسي، إلا إذا أعلن الروس التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2118 ، ووثيقة "جنيف 1"، وتعهدوا بمغادرة بلادنا، وبأخذ بشار"هم" وحاشيته معهم إلى روسيا، خلال فترة ثلاثة أشهر. عندئذ، سيضع مقاومونا أيديهم على زناد بنادقهم، بانتظار تنفيذ الالتزام المزدوج. بما أنهم لن يفعلوا ذلك، لا يبقى أمامنا من خيار غير طردهم مع بشار"هم" من وطننا، وإنهاء معركتنا من أجل الحرية والاستقلال.