27 سبتمبر 2018
الإجرام الروسي أيضاً
صفقة الدفاع عن النظام السوري هي التي حكمت سياسات روسيا منذ بدء الثورة بفترة قصيرة، والتي كانت تقوم على حمايته من قرار دوليٍّ، يسمح بالتدخل العسكري، لكن الأمر تطور إلى دعم سياسي وعسكري كذلك. وكانت حاميته في عدم الوصول إلى حل سياسي، حيث كانت تدافع عن كل رؤيته، وهو لا يريد الحل أصلاً.
حين تدخلت عسكرياً نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وضعت الأمر في سياق "الحرب ضد داعش"، على أساس أنها لا تتوافق مع "الحرب ضد داعش" التي يخوضها التحالف الدولي، والذي يقول إنه يخوض حرباً ضد داعش، وبالتالي، فإنها تريد أن تخوض حربها هي "بعد أن ظهر فشل حرب التحالف". وأوضحت الحرب على الأرض أنها تقصف الكتائب التي تقاتل النظام، وليس داعش (إلا قليلاً)، وأن سياستها تقوم على دعم قواتٍ متعددةٍ، أساسها حزب الله وإيران، من أجل السيطرة على مناطق في الوسط والشمال الغربي، وأيضاً في الغوطة الشرقية والغربية. وفي درعا، حيث لا وجود لداعش فيها، لتبدأ في الحديث بأنها أتت من أجل منع سقوط النظام. إذن، هي ترى أن هذه الكتائب المسلحة التي هي ليست داعش باتت تهدد النظام، ويمكن أن تسقطه. وعلى الرغم من وجود جبهة النصرة المصنّفة إرهابية، وبعض الكتائب الأخرى التي يشك أن لها تبعية لداعش، فإن مجمل الكتائب التي تقاتل، والأكبر، هي من الشعب السوري الذي يريد إسقاط النظام، على الرغم من تناقضي مع جزء منها، ورفضي لها، لكن هذا ما أفرزته وحشية السلطة. بالتالي، أتت روسيا لمنع الشعب السوري من إسقاط النظام، كما فعلت إيران، منذ بداية سنة 2013، حين منعت تهاوي النظام (في وقت لم يكن هناك إرهاب، وكان الصراع الشعبي لا زال الأساسي، وأيضاً كان الحل يتمثل في إبعاد الرئيس وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات). وسأشير، هنا، أن التقدم الذي تحقق، منذ بداية عام 2015، والمدعوم إقليمياً لم يهدف إلى إسقاط النظام، بل كان حث روسيا وإيران على القبول بالحل الذي يبعد بشار الأسد. لكن، طبعاً كان رد الفعل الروسي معاكساً.
ثم أخذ الروس يكرّرون أن الهدف من التدخل في سورية محاربة "المجاهدين الشيشان" الذين قدموا إليها، قبل أن يعودوا ويمارسوا العنف في روسيا. طبعاً هذا نص مقتبس من خطاب لبوش الابن، كرّره الروس. وطبعاً أيضاً هؤلاء "المجاهدين" مع داعش الذي لا تقاتله روسيا، وهذا أمر طبيعي لأن جلهم ممن أرسلهم رئيس جمهورية الشيشان الذي يعمل مع المخابرات الروسية، وهم، بالتالي، في خدمة التدخل الروسي، وليسوا معنيين بالصراع مع النظام. ربما يذكر هذا السبب للضحك على الشعب الروسي فقط، كما فعل بوش الابن أيضاً. لكن، يمكن لمس "التفاهة" الروسية التي تقبل أن تخوض الصراع على أرضنا، وليس على أرضها، حيث يمكن لمخابراتها أن تمنع خروج كثيرين من هؤلاء، وهي تمنع من "يخرج عن قناعة".
ظهرت هذه "التفاهة"، أخيراً، في خطاب لبوتين، اعتبر فيه أن القوات الروسية تجري نشاطاً تدريبياً في سورية، وهي "الأرخص". إنها تتدّرب بجثث قتلانا، وبتدمير بيوتنا، إذن. ولا شك أنه أشار إلى "الاستعراض العسكري بأحدث الأسلحة" الذي يقوم به في سورية، بهدف إرهاب العالم، وفتح باب الشراء لأسلحته الفتاكة (أكثر من الأسلحة الأميركية، و"الأدق"!). وهو يبشر في سلاح أقوى، وهدّد كذلك باستخدام النووي. هذا منظور ليس إمبريالياً فقط، بل هو فاشي كذلك، حيث التدرّب بجثث الشعوب، ولتسويق الأسلحة، وإرعاب العالم، وفرض الهيمنة والسيطرة.
أتى لقتل الإرهابيين الشيشان، ونجده يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وهو يقوم ببرنامج تدريبي، تظهر فيه الإصابات الدقيقة للمستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية والبيوت. وفي هذا، تظهر السياسة الروسية سياسة تقوم على أن يبقى بشار الأسد حاكماً، وأن تتدمر سورية. وأن تحقق هي بيع السلاح والهيمنة.
حين تدخلت عسكرياً نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، وضعت الأمر في سياق "الحرب ضد داعش"، على أساس أنها لا تتوافق مع "الحرب ضد داعش" التي يخوضها التحالف الدولي، والذي يقول إنه يخوض حرباً ضد داعش، وبالتالي، فإنها تريد أن تخوض حربها هي "بعد أن ظهر فشل حرب التحالف". وأوضحت الحرب على الأرض أنها تقصف الكتائب التي تقاتل النظام، وليس داعش (إلا قليلاً)، وأن سياستها تقوم على دعم قواتٍ متعددةٍ، أساسها حزب الله وإيران، من أجل السيطرة على مناطق في الوسط والشمال الغربي، وأيضاً في الغوطة الشرقية والغربية. وفي درعا، حيث لا وجود لداعش فيها، لتبدأ في الحديث بأنها أتت من أجل منع سقوط النظام. إذن، هي ترى أن هذه الكتائب المسلحة التي هي ليست داعش باتت تهدد النظام، ويمكن أن تسقطه. وعلى الرغم من وجود جبهة النصرة المصنّفة إرهابية، وبعض الكتائب الأخرى التي يشك أن لها تبعية لداعش، فإن مجمل الكتائب التي تقاتل، والأكبر، هي من الشعب السوري الذي يريد إسقاط النظام، على الرغم من تناقضي مع جزء منها، ورفضي لها، لكن هذا ما أفرزته وحشية السلطة. بالتالي، أتت روسيا لمنع الشعب السوري من إسقاط النظام، كما فعلت إيران، منذ بداية سنة 2013، حين منعت تهاوي النظام (في وقت لم يكن هناك إرهاب، وكان الصراع الشعبي لا زال الأساسي، وأيضاً كان الحل يتمثل في إبعاد الرئيس وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات). وسأشير، هنا، أن التقدم الذي تحقق، منذ بداية عام 2015، والمدعوم إقليمياً لم يهدف إلى إسقاط النظام، بل كان حث روسيا وإيران على القبول بالحل الذي يبعد بشار الأسد. لكن، طبعاً كان رد الفعل الروسي معاكساً.
ثم أخذ الروس يكرّرون أن الهدف من التدخل في سورية محاربة "المجاهدين الشيشان" الذين قدموا إليها، قبل أن يعودوا ويمارسوا العنف في روسيا. طبعاً هذا نص مقتبس من خطاب لبوش الابن، كرّره الروس. وطبعاً أيضاً هؤلاء "المجاهدين" مع داعش الذي لا تقاتله روسيا، وهذا أمر طبيعي لأن جلهم ممن أرسلهم رئيس جمهورية الشيشان الذي يعمل مع المخابرات الروسية، وهم، بالتالي، في خدمة التدخل الروسي، وليسوا معنيين بالصراع مع النظام. ربما يذكر هذا السبب للضحك على الشعب الروسي فقط، كما فعل بوش الابن أيضاً. لكن، يمكن لمس "التفاهة" الروسية التي تقبل أن تخوض الصراع على أرضنا، وليس على أرضها، حيث يمكن لمخابراتها أن تمنع خروج كثيرين من هؤلاء، وهي تمنع من "يخرج عن قناعة".
ظهرت هذه "التفاهة"، أخيراً، في خطاب لبوتين، اعتبر فيه أن القوات الروسية تجري نشاطاً تدريبياً في سورية، وهي "الأرخص". إنها تتدّرب بجثث قتلانا، وبتدمير بيوتنا، إذن. ولا شك أنه أشار إلى "الاستعراض العسكري بأحدث الأسلحة" الذي يقوم به في سورية، بهدف إرهاب العالم، وفتح باب الشراء لأسلحته الفتاكة (أكثر من الأسلحة الأميركية، و"الأدق"!). وهو يبشر في سلاح أقوى، وهدّد كذلك باستخدام النووي. هذا منظور ليس إمبريالياً فقط، بل هو فاشي كذلك، حيث التدرّب بجثث الشعوب، ولتسويق الأسلحة، وإرعاب العالم، وفرض الهيمنة والسيطرة.
أتى لقتل الإرهابيين الشيشان، ونجده يقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وهو يقوم ببرنامج تدريبي، تظهر فيه الإصابات الدقيقة للمستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية والبيوت. وفي هذا، تظهر السياسة الروسية سياسة تقوم على أن يبقى بشار الأسد حاكماً، وأن تتدمر سورية. وأن تحقق هي بيع السلاح والهيمنة.