ظلّ الترويج لمصر سياحياً عبر السينما شعاراً رسمياً وشعبياً مرفوعاً في البلاد على مدار عقود، لكنّ أحداً لم ينّفذه.
بقي الشعار، بينما واصلت عشرات الأفلام العالمية الهرب، أو تجاهلت التصوير في مصر، بسبب معوقات إداريّة وجمركيّة وأمنيّة، يقف خلفها أشخاص يجهلون قيمة السينما الفنيةّ ومردودها السياحي والاقتصادي الكبيرين على البلاد.
مؤخّراً، وبشكل مفاجئ، أُعلن في مصر عن استضافة فريق عمل فيلم هندي، ليتمّ تصوير جزء من أحداثه في مصر. الفيلم بعنوان "Love in Cairo" أو "حب في القاهرة"، وعقد للإعلان عن تصويره في مصر مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، بحضور مخرجه Javed Rehman Khan وأبطاله Ratan Apurv وPanchal Maheshbhai...
لم يذكر البيان أيّ معلومة عن قصّة الفيلم، ولا الأماكن التي سيتمّ تصويره فيها، إلا أنّه ذكر أسماء أبطاله، وهي أسماء من الصفّ الثاني، فبطله الرئيسي راتان أبروف، شارك في فيلمين شهيرين، هما Jail عام 2009 وفيلم Luv U Soniyo عام 2012، لكنّه قدّم في كليهما دوراً ثانوياً.
ولم يقدم المنتجون الكبار في العالم على التصوير في مصر لسنوات لأسباب كثيرة، معظمها له علاقة بالتدخلات الرسمية. وقصّة لجوء المخرج أنتوني منجيلا، مخرج الفيلم الشهير "المريض الإنجليزي"، الذي تدور أحداثه في صحراء مصر الغربية للتصوير في تونس خير دليل، وتعبّر عن الأمر بوضوح.
شركات الإنتاج العربية فرّت إلى المغرب وتونس، حتى إنّ مدينة ورزازات المغربية توّجت بلقب "هوليوود أفريقيا"، وشهدت عبر عقود إقبالاً كبيراً من منتجين عالميين، حطوا رحالهم في رحابها، جاعلين منها المكان الأنسب لتصوير أحداث تدور في الصحراء والبيئة العربيين.
وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت مطلع يوليو/تموز الماضي أنّها ستسهّل إجراءات تصوير الأفلام الأميركية بعد سنوات، ما اعتبره كثيرون "تعنّتاً في منح تراخيص لتصوير أفلام أجنبية في البلاد"، لكنّ الوزارة لم تعلن عن الخطوات اللازمة لتنفيذ ذلك أبداً، واكتفت ببيان نشرته الصحف المصرية، وتداولته عنها وكالات الأنباء العالمية، فيما بدا نوعاً من الخداع من وزير الثقافة الحالي، ومعه فريق من السينمائيين، لمنتجي السينما العالمية.
شهدت مصر تصوير عدد من كلاسيكيات السينما العالمية، أشهرها فيلم "الوصايا السبع" عام 1956 للمخرج الكبير سيسيل دي ميل، وأجزاء من فيلم "الجاسوس الذي أحبّني" أو The Spy who loved me عام 1977، وهو أحد أجزاء سلسلة أفلام "جيمس بوند" وقام ببطولته النجم روجر مور...
الكثير من الأفلام العالمية الشهيرة صوّرت في المغرب والأردن وتونس بديلاً عن مصر، كما دخلت دول أخرى مؤخراً ضمنها الإمارات وقطر في قائمة البدائل، فقد شجّعت هاتان الدولتان الخليجيتان الصناعة السينمائية على أراضيهما.
وبينما كان تركيز وزارة الثقافة المصرية على السينما الأميركية، خاصة في ظلّ التضييق على الأعمال التركية، التي أعلن عن مشروعات عدّة لها في السابق، لم تنفّذ بسبب الخلاف السياسي، إلا أنّ الفيلم الهندي يتمّ استضافته لأهداف سياحية بالأساس.
ويقول الخبير السياحي المصري جمال حسن في بيان عن الفيلم الهندي وصل "العربي الجديد": "الفيلم يهدف إلى الترويج والتنشيط للسياحة المصرية في الهند وجميع الدول التي سيوزّع بها"، لكنّ المفاجأة أنّ الفيلم سيتمّ توزيعه وفق البيان ذاته، في تركيا، إضافة إلى دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وكندا وجنوب أفريقيا واليابان وكوريا الجنوبية، وغيرها.
وحاولت مصر عام 2004، ممثّلة في مدينة الإنتاج الإعلامي، استضافة مشروع سينمائي أميركي كبير بعنوان "كليوباترا"، لكنّ المشروع لم يظهر للنور أبداً، واقتصر على أخبار نشرتها الصحف مع صور مصاحبة لمنتج أميركي شهير زار القاهرة وقتها.
وفي العام التالي مباشرة، صوّر مشهد من فيلم "سيريانا" Syriana في أحد شوارع القاهرة، وظهر فيه النجم جورج كلوني متجولاً بين العامّة، بينما صوّر جزء صغير من الجزء الثاني من سلسلة أفلام "المتحوّلون" في مصر عام 2009، وهو الجزء الذي أثار جدلاً سينمائياً واسعاً حول قبول الرقابة في مصر تصويره، حيث تقصف قوّات المارينز الأميركية أهرامات الجيزة بالقنابل في المشهد.
وفي العام التالي، تمّ تصوير مشهد سريع من فيلم "لعبة عادلة" أو Fair Game بطولة ناعومي واتس وشون بين، كما أعلن النجم توم هانكس قبل أشهر عن اختياره مدينة الغردقة المصرية لتصوير مشاهد من فيلمه الجديد A Hologram for the King، لكن أحداً لم يعرف مصير تلك المشاهد وهل تمّ تصويرها من عدمه.
عودة السينما العالمية إلى مصر، وإن من خلال فيلم هندي بأبطال مغمورين، يلفت النظر إلى قطيعة طويلة بين مصر وبوليوود، حيث غاب عرض الأفلام الهندية في دور العرض المصرية نحو 17 عاماً متتالية، انتهت فقط قبل عام بطرح الفيلم الهندي، "شيناي إكسبريس"، للمخرج روهيت شيتي، في دور العرض المصرية أوائل أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بالتزامن مع احتفال الهند بمرور مائة عام على عرض أول فيلم سينمائي هندي طويل عام 1913.
وللسينما الهندية تاريخ باهر في الشارع المصري، الذي اعتاد مشاهدة الأفلام الهندية في العصر الذهبي لتلك السينما، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والجيل الأكبر سنّاً يذكر الأفلام الكلاسيكية مثل "سانجام" و"سوراج"، بينما يرتبط جيل الشباب أكثر بالنجم الشاب شاروخان، من خلال عرض أفلامه تليفزيونياً.
وشهدت مصر أوائل عام 2010 عرضاً ناجحاً للفيلم الهندي الشهير "اسمي خان" للمخرج كاران جوهار، وبطولة النجم شاروخان، والذي حقّق إيرادات قدّرت بأكثر من مليون جنيه مصري، فيما يعدّ سابقة في تاريخ عرض الأفلام الأجنبية في مصر، لكنّ الفيلم عرض في مصر، باعتباره فيلماً أميركياً وليس فيلماً هندياً، كونه من إنتاج شركتي "فوكس ستار ستوديوز" و"فوكس سيرش لايت".
بقي الشعار، بينما واصلت عشرات الأفلام العالمية الهرب، أو تجاهلت التصوير في مصر، بسبب معوقات إداريّة وجمركيّة وأمنيّة، يقف خلفها أشخاص يجهلون قيمة السينما الفنيةّ ومردودها السياحي والاقتصادي الكبيرين على البلاد.
مؤخّراً، وبشكل مفاجئ، أُعلن في مصر عن استضافة فريق عمل فيلم هندي، ليتمّ تصوير جزء من أحداثه في مصر. الفيلم بعنوان "Love in Cairo" أو "حب في القاهرة"، وعقد للإعلان عن تصويره في مصر مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، بحضور مخرجه Javed Rehman Khan وأبطاله Ratan Apurv وPanchal Maheshbhai...
لم يذكر البيان أيّ معلومة عن قصّة الفيلم، ولا الأماكن التي سيتمّ تصويره فيها، إلا أنّه ذكر أسماء أبطاله، وهي أسماء من الصفّ الثاني، فبطله الرئيسي راتان أبروف، شارك في فيلمين شهيرين، هما Jail عام 2009 وفيلم Luv U Soniyo عام 2012، لكنّه قدّم في كليهما دوراً ثانوياً.
ولم يقدم المنتجون الكبار في العالم على التصوير في مصر لسنوات لأسباب كثيرة، معظمها له علاقة بالتدخلات الرسمية. وقصّة لجوء المخرج أنتوني منجيلا، مخرج الفيلم الشهير "المريض الإنجليزي"، الذي تدور أحداثه في صحراء مصر الغربية للتصوير في تونس خير دليل، وتعبّر عن الأمر بوضوح.
شركات الإنتاج العربية فرّت إلى المغرب وتونس، حتى إنّ مدينة ورزازات المغربية توّجت بلقب "هوليوود أفريقيا"، وشهدت عبر عقود إقبالاً كبيراً من منتجين عالميين، حطوا رحالهم في رحابها، جاعلين منها المكان الأنسب لتصوير أحداث تدور في الصحراء والبيئة العربيين.
وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت مطلع يوليو/تموز الماضي أنّها ستسهّل إجراءات تصوير الأفلام الأميركية بعد سنوات، ما اعتبره كثيرون "تعنّتاً في منح تراخيص لتصوير أفلام أجنبية في البلاد"، لكنّ الوزارة لم تعلن عن الخطوات اللازمة لتنفيذ ذلك أبداً، واكتفت ببيان نشرته الصحف المصرية، وتداولته عنها وكالات الأنباء العالمية، فيما بدا نوعاً من الخداع من وزير الثقافة الحالي، ومعه فريق من السينمائيين، لمنتجي السينما العالمية.
شهدت مصر تصوير عدد من كلاسيكيات السينما العالمية، أشهرها فيلم "الوصايا السبع" عام 1956 للمخرج الكبير سيسيل دي ميل، وأجزاء من فيلم "الجاسوس الذي أحبّني" أو The Spy who loved me عام 1977، وهو أحد أجزاء سلسلة أفلام "جيمس بوند" وقام ببطولته النجم روجر مور...
الكثير من الأفلام العالمية الشهيرة صوّرت في المغرب والأردن وتونس بديلاً عن مصر، كما دخلت دول أخرى مؤخراً ضمنها الإمارات وقطر في قائمة البدائل، فقد شجّعت هاتان الدولتان الخليجيتان الصناعة السينمائية على أراضيهما.
وبينما كان تركيز وزارة الثقافة المصرية على السينما الأميركية، خاصة في ظلّ التضييق على الأعمال التركية، التي أعلن عن مشروعات عدّة لها في السابق، لم تنفّذ بسبب الخلاف السياسي، إلا أنّ الفيلم الهندي يتمّ استضافته لأهداف سياحية بالأساس.
ويقول الخبير السياحي المصري جمال حسن في بيان عن الفيلم الهندي وصل "العربي الجديد": "الفيلم يهدف إلى الترويج والتنشيط للسياحة المصرية في الهند وجميع الدول التي سيوزّع بها"، لكنّ المفاجأة أنّ الفيلم سيتمّ توزيعه وفق البيان ذاته، في تركيا، إضافة إلى دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وكندا وجنوب أفريقيا واليابان وكوريا الجنوبية، وغيرها.
وحاولت مصر عام 2004، ممثّلة في مدينة الإنتاج الإعلامي، استضافة مشروع سينمائي أميركي كبير بعنوان "كليوباترا"، لكنّ المشروع لم يظهر للنور أبداً، واقتصر على أخبار نشرتها الصحف مع صور مصاحبة لمنتج أميركي شهير زار القاهرة وقتها.
وفي العام التالي مباشرة، صوّر مشهد من فيلم "سيريانا" Syriana في أحد شوارع القاهرة، وظهر فيه النجم جورج كلوني متجولاً بين العامّة، بينما صوّر جزء صغير من الجزء الثاني من سلسلة أفلام "المتحوّلون" في مصر عام 2009، وهو الجزء الذي أثار جدلاً سينمائياً واسعاً حول قبول الرقابة في مصر تصويره، حيث تقصف قوّات المارينز الأميركية أهرامات الجيزة بالقنابل في المشهد.
وفي العام التالي، تمّ تصوير مشهد سريع من فيلم "لعبة عادلة" أو Fair Game بطولة ناعومي واتس وشون بين، كما أعلن النجم توم هانكس قبل أشهر عن اختياره مدينة الغردقة المصرية لتصوير مشاهد من فيلمه الجديد A Hologram for the King، لكن أحداً لم يعرف مصير تلك المشاهد وهل تمّ تصويرها من عدمه.
عودة السينما العالمية إلى مصر، وإن من خلال فيلم هندي بأبطال مغمورين، يلفت النظر إلى قطيعة طويلة بين مصر وبوليوود، حيث غاب عرض الأفلام الهندية في دور العرض المصرية نحو 17 عاماً متتالية، انتهت فقط قبل عام بطرح الفيلم الهندي، "شيناي إكسبريس"، للمخرج روهيت شيتي، في دور العرض المصرية أوائل أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بالتزامن مع احتفال الهند بمرور مائة عام على عرض أول فيلم سينمائي هندي طويل عام 1913.
وللسينما الهندية تاريخ باهر في الشارع المصري، الذي اعتاد مشاهدة الأفلام الهندية في العصر الذهبي لتلك السينما، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والجيل الأكبر سنّاً يذكر الأفلام الكلاسيكية مثل "سانجام" و"سوراج"، بينما يرتبط جيل الشباب أكثر بالنجم الشاب شاروخان، من خلال عرض أفلامه تليفزيونياً.
وشهدت مصر أوائل عام 2010 عرضاً ناجحاً للفيلم الهندي الشهير "اسمي خان" للمخرج كاران جوهار، وبطولة النجم شاروخان، والذي حقّق إيرادات قدّرت بأكثر من مليون جنيه مصري، فيما يعدّ سابقة في تاريخ عرض الأفلام الأجنبية في مصر، لكنّ الفيلم عرض في مصر، باعتباره فيلماً أميركياً وليس فيلماً هندياً، كونه من إنتاج شركتي "فوكس ستار ستوديوز" و"فوكس سيرش لايت".