مصر: "العنصرية وتزوير التاريخ" منعا عرض "آلهة وملوك"

28 ديسمبر 2014
مشهد من الفيلم (من موقعه الإلكتروني)
+ الخط -

نفت وزارة الثقافة المصرية، اليوم الأحد، رسميا، تدخل مؤسسة الأزهر في قرارها بمنع عرض فيلم المخرج العالمي ريدلي سكوت "آلهة وملوك"، المعروف تجاريا في العالم العربي باسم "الخروج"، مستنكرة ما تردد في وسائل الإعلام المصرية والعالمية في الأيام الأخيرة من معلومات مغلوطة حول الواقعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة المصرية محمد بغدادي في بيان صحافي وصل "العربي الجديد": تناقلت بعض وكالات الأنباء، ووسائل الإعلام أمر منع الفيلم الأميركي (آلهة وملوك) بكثير من المعلومات المغلوطة، وتداولت العديد من المواقع الإخبارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي معلومات عارية تماما من الصحة، حول قرار رفض الترخيص بعـرض الفيلم.
وأكد البيان رفض الوزارة ما وصفه بأنه "مدى تردي الخطاب الإعلامي الذي تناول الحدث"، مشددا على أن "الأزهر الشريف لم يكن طرفا في القضية، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بقرار منع الفيلم الذي لم يعرض على أي مختص من مشيخة الأزهر، وأن أسباب رفض الفيلم ليس من بينها سبب ديني واحد على الإطلاق.

واتهم البيان شركة الخدمات (هاما فيلم برودكشن) المسؤولة عن تصوير مشاهد الفيلم في مصر بالقيام بما سماه "عملية تمويه وخداع متعمدة بإخفاء المعلومات الحقيقية عن طبيعة وقصة وسيناريو وحوار الفيلم، إذ تقدمت الشركة ببضع وريقات قليلة بغرض تصوير فيلم سياحي عن مصر، يتكون من عدة مشاهد بدون أشخاص، ولم تقدم النص الأصلي لسيناريو الفيلم، وبناء على ذلك تم منحها الترخيص بالتصوير داخل مصر، وقامت بتصوير مشاهد الفيلم الحقيقية خلسة".
وحول منع عرض الفيلم قالت وزارة الثقافة إن جهاز الرقابة على المصنفات السمعية والبصرية شكل لجنة رقباء ثلاثية لمشاهدة الفيلم، وقدمت تقريرا وافيا عنه تضمن العديد من الملاحظات التي تؤكد "فداحة المغالطات التاريخية المتعمدة التي تسيء لمصر وحضارتها الفرعونية وتاريخها العريق، في محاولة ليست الأولى لتهويد الحضارة المصرية، مما يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم" على حد قول البيان.




وعددت وزارة الثقافة في بيانها المغالطات الواردة في الفيلم من وجهة نظر رقبائها قائلة: "تعود أحداث الفيلم إلى مصر الفرعونية عام 1300 قبل الميلاد، في مدينة ممفيس، ومن هنا تبدأ أولى المغالطات التاريخية، إذ يظهر فيه (العبرانيون) على أنهم قضوا في مصر 400 سنة يقاسون ويلات العبودية والسخرة في بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية، ولمواجهة هذا الظلم قام موسى (الذي أظهره الفيلم في صورة قائد عسكري) بتكوين جماعات مسلحة من بني إسرائيل لمجابهة المصريين، ليحررهم من العبودية".

وقال البيان إن "هناك مغالطات فادحة في العديد من مشاهد الفيلم، حيث يظهر طفل صغير عدة مرات على أنه الوحي الإلهي، الذي يرشد موسى إلى الطريق القويم، ويملي عليه وصاياه وعقائده، وكأنه الذات الإلهية التي تجلت لموسى في طور سيناء". كما أن الفيلم يقدم صورة غاية في العنصرية ليهود موسى، فلم يقدمهم على أنهم الطبقة المستضعفة في مصر بل قدمهم على أنهم الطبقة القادرة على المقاومة المسلحة، فيقومون بتفجير السفن التجارية ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج.

ومن بين الانتقادات أن الفيلم "أظهر المصريين على أنهم متوحشون، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم في الشوارع، بصورة بشعة، وهذا يتنافى تاريخيا مع الحقائق التاريخية، فالمصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق وهذه الأحداث ليس لها أي سند تاريخي، وهذه المشاهد لم تحدث نهائيا ولم يثبت تاريخيا أنها حدثت".

وقالت لجنة المشاهدة الرقابية في قرارها برفض عرض الفيلم في مصر: "ومما سبق كنا نود أن نصرح بعرض هذا الفيلم انتصارا لحرية التعبير والإبداع، إلا أن هذا قد يؤدي إلى تسريب تلك الأفكار المغلوطة التي يبثها الفيلم، لجيل يستقي معظم معارفه وثقافته عبر تلك الأفلام، والتي تضرب التاريخ المصري في مقتل، ولذلك توصي اللجنة برفض الفيلم، وعدم عرضه في دور العرض المصرية".

المساهمون