أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، اليوم الخميس، عن عثور قوة تابعة له على نسخة قديمة من التوراة في منطقة الكرخ، وسط بغداد، يعود تاريخها إلى 700 عام مضت.
وذكر بيان رسمي صدر عن جهاز الأمن العام وتلقى "العربي الجديد" نسخة منه "أن قوة من جهاز الأمن الوطني بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب عثرت على المخطوطة التي يعود تاريخها إلى 700 عام، وتقدر قيمتها بـ 50 مليون دولار، فيما قامت القوة بتسليم المخطوطة إلى المتحف الوطني العراقي دون أن يشير البيان إلى تفاصيل أخرى".
وتعرض التراث العراقي القديم إلى أعمال السلب والنهب والتدمير مع دخول دبابات الاحتلال الأميركي بغداد عام 2003، وسرقت آلاف القطع الأثرية والمخطوطات النادرة التي تضم بينها نسخاً قديمة جداً من القرآن والإنجيل والتوراة.
كما يوضح الخبير في التاريخ العراقي القديم، مظفر العبيدي، مبيناً أن "المخطوطات العراقية تعرضت للنهب والحرق للأسف بسبب الاحتلال الأميركي ومع دخول أول دبابة أميركية للعاصمة بغداد عام 2003، دخلت مع الجيش الأمريكي عناصر تابعة لأجهزة مخابرات دول عدة، عملت على سرقة ونهب وحرق الآثار العراقية وبالتحديد المخطوطات العراقية القديمة " وطالب في حديث لـ"العربي الجديد" بمنع مافيات تجارة الآثار من تهريبها الى الخارج كما حصل في زمن نوري المالكي وبتسهيل منه.
وكان مسؤولون ونواب عراقيون أعلنوا مطلع، يناير/ كانون الثاني الماضي، عن ظهور المكتبة اليهودية المسروقة من بغداد في تل أبيب، والتي نهبها الجيش الأميركي إبان دخوله إلى العاصمة بغداد في أبريل/ نيسان 2003، واتهم المسؤولون العراقيون الجيش الأميركي بتسليم المسروقات إلى جهاز "الموساد" الإسرائيلي آنذاك.
وكان المتحف الوطني العراقي أول الصروح والأبنية التي اقتحمها الجيش الأميركي مع الساعات الأولى من سقوط بغداد بعد القصور الرئاسية ووزارات الدفاع والنفط والداخلية،
ونقلت وكالات محلية تصريحاً سابقاً لمدير المركز العراقي للتوثيق التاريخي، محمد الشيخ، كشف فيه أن "ثمانين مخطوطة يهودية عمرها بين 200 -300 عام سرقت من المتحف الوطني العراقي على يد الجيش الأميركي في 2003".
وأوضح الشيخ في تصريحه "اكتشفنا فيما بعد أن تلك المخطوطات المسروقة ظهرت في تل أبيب بعد أن نشرت صحف إسرائيلية صوراً لتلك المخطوطات وكان العراق عقد اتفاقية مع مركز نارا الأميركي لصيانة ما تبقى من المخطوطات العراقية السومرية والآشورية والبابلية وغيرها، ولكن ما صدمنا جميعاً أنَّ المركز قام بتسليم "الإسرائيليين" نسخة قديمة جداً من التوراة واحتفل بها في تل أبيب".
وكشف الشيخ أن "العراق يمتلك أدلة دامغة تدين الاحتلال اليهودي لفلسطين تم إتلافها داخل المتحف الوطني عام 2003 ونقل غيرها من الوثائق والمخطوطات إلى تل أبيب
وطالبت وزارة السياحة والآثار العراقية بإعادة الأرشيف العبري إلى المتحف العراقي مرفقةً مطالبتها باحتجاج شديد على ما وصفته بالاستحواذ غير القانوني على مخطوطة التوراة
وأصدرت الوزارة بياناً، مطلع العام الجاري، طالبت فيه بإعادة الأرشيف العبري إلى المتحف الوطني العراقي.
وكانت "إسرائيل" احتفلت في تل أبيب بوصول أقدم مخطوطة للتوراة في العالم قادمة من العراق، كانت ضمن أرشيف المخابرات العراقية، ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله: "إن رحلة المخطوطة التي عثر عليها في مخزن المخابرات العراقية إلى المعبد اليهودي تمثل "مصير اليهود".
وكشف المدير السابق لدار المخطوطات والوثائق، أسامة النقشبندي، النقاب عن سيطرة جهاز الموساد الإسرائيلي على أكبر مكتبة يهودية في العراق، كانت محفوظة في مخازن جهاز المخابرات العراقي سرقها ضباط مختصون من وكالة المخابرات الأميركية.
وجرى احتفال واسع في تل أبيب، مطلع العام الجاري، بوصول مخطوطة التوراة العراقية إلى اسرائيل والتي يعدها الخبراء من أقدم المخطوطات التوراتية في العالم، وحضر الاحتفال حاخامات يهود واتهم ببيعها إلى إسرائيل رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، بحسب المختصين.
ونقلت مواقع إخبارية عراقية عن مركز تارا الأميركي لصيانة المخطوطات توضيحات كشف فيها المركز أنه فوجئ بحصول رجل يهودي على كتاب رسمي من الحكومة العراقية التي يرأسها، نوري المالكي، آنذاك ومصدق من السفارة العراقية في واشنطن يجيز له الحصول على ملكية التوراة "المخطوطة" وبموجب الكتاب الرسمي نقل الرجل اليهودي هذه المخطوطة إلى إسرائيل بعد أن كانت تخضع لعمليات صيانة في المركز لثمانية أشهر.
اقرأ أيضاً: سيمور جلال: صوتي لخدمة قضايا العالم العربي