مصر: ثلاثون حذاءً في فم لميس والحسيني وآخرين

06 نوفمبر 2014
التذكير بمواقف الإعلاميين عام 2012 (فيسبوك)
+ الخط -

مشاهدة برامج "التوك شو" في مصر ليلة أمس كانت كافية لقراءة الفاتحة على روح مصادقية هذا الإعلام مرة أخيرة. فتعليق هؤلاء على حادثة طلاب البحيرة الـ18 الذين تفحّموا بعد احتراق باص نقلهم المدرسي، أظهر تبدّل مواقفهم بشكل فاضح. إذ بعد حاثة قطار أسيوط خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي راح ضحيتها 50 طالباً، قام الإعلام على مرسي واتهمه وحكومته بالإهمال وبتحمّل مسؤولية الحادثة. أما اليوم، وإزاء حادثة البحيرة، قرر هؤلاء استعمال عبارات "قضاء وقدر" و"هنعمل إيه ولازم نصبر ونستحمل". و"الإخوان هم السبب".
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع أقوال الإعلاميين عن الحوادث في عهد مرسي، للمقارنة بينها وبين مواقفهم الآن. فلميس الحديدي قالت كلمتها الشهيرة: "تقيلة عليك الشيلة يا دكتور مرسي ماتشيلش". وعمرو أديب لم يتورع عن تكفير مرسي علناً قائلاً: "5 آلاف جنيه يا كافر، ولا ملايين الدنيا تعوض الأطفال". ووائل الإبراشي لم يضيع الفرصة في إلقاء اتهامه المحبب: "الإخوان قتلة الأطفال". ويوسف الحسيني توصّل إلى أن: "مرسي فاشل وجماعته فشلة ودم الأطفال في رقبته". في حين كان يسري فودة الذي اختفى من على الشاشة في ظروف غامضة، يبدأ كل حلقاته بجملته الشهيرة: "طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس". أما محمود سعد، فأكد أنه لو مات أطفاله في حادث لقام بقتل رئيس الوزراء.
أما الآن فمحمود سعد الذي كان سيشتري مسدساً ليقتل هشام قنديل رئيس الوزراء وقتها، قال في فيديو تداوله الناشطون لتعليقه على حادث البحيرة: "معلش وهنعمل إيه ده قضاء الله وقدره". أما يوسف الحسيني فقالها صراحة في فيديو آخر: "لن نتهم أحداً، ولن نطالب بإقالة أحد، وسنضع في فمنا ثلاثين حذاء". ثم ألقى الحسيني اللوم على جهاز أو فرد في النظام هو من يطالب بتكميم أفواه الإعلاميين وعدم انتقاد الحكومة. ولم يتمتع الحسيني بالشجاعة الكافية لتسمية هذا الجهاز أو الشخص، والذي يدرك الجميع أنها أجهزة المخابرات.
وكان أغرب الفيديوهات التي تداولها الناشطون، مداخلة على قناة "سي بي سي"، مع برنامج "الستات مايعرفوش يكذبوا"، واتهمت فيه المتصلة الإخوان بالمسؤولية عن سلسلة الأحداث التي تشهدها المدارس، حيث اتهمت الإخوان ـ متبنية نظرية المؤامرة الكونية ـ بتكسير الزجاج أو "لخلخة" الأبواب للتسبب في الحادث. في حين كان رد المذيعة: "ممكن ما همّ سابوا الأتوبيس يولع وقفزوا وإحنا في حالة حرب وكل شيء ممكن". إذن فالإخوان في الحكم أو في السجون هم المسؤولون عن كل شيء في مصر، حسب آراء عباقرة التحليل الإعلامي.

المساهمون