تفاصيل حرب "آبل" وFBI... قضيّة الخصوصية التي تعنينا جميعاً

20 فبراير 2016
تيم كوك (Getty)
+ الخط -

يصحّ القول إنّها الحرب الكبرى. للمرة الأولى في تاريخ الشركات، تقف شركة "آبل" ضد رغبات مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، بعد طلب الأخير ابتكار حيلة لاختراق "آيفون" تعود ملكيّته لأحد منفّذي هجوم سان برناردينو في كاليفورنيا في كانون الأوّل/يناير الماضي.

بعد الدعوى القضائية التي كسبها FBI ضد شركة "آبل"، ورفض رئيس الشركة، تيم كوك، في رسالة منذ يومين للعموم، تدق ناقوس الخطر حول خصوصية المستخدمين، أصبحت القضية هذه الأبرز في الإعلام. والتفتت جميع الأنظار إلى "آبل"، حيث اعتبر بعضهم أنها تستحق الاحترام لوقوفها ودفاعها عن خصوصية المستخدمين، بينما رأى بعض آخر أنّ "آبل" تبالغ في رد فعلها، لأن مكتب التحقيقات لم يطلب إلا الولوج إلى هاتف واحد.

في إطار الردّ أيضاً، عنونت "آبل" موقعها الإلكتروني "الأمن لا يأتي على حساب الخصوصيّة الفرديّة". لتبدأ السجالات التي لم تتوقف، حيث كان نجمها، المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، فقد اعتبر القضية الأهم في من حيث القضايا التقنية خلال السنوات العشر الماضية. واعتبر سنودن أن "آبل" تدافع عن الشعب وتحميه من الـFBI بينما المفترض أن يكون العكس.

ولم تنتظر شركة "غوغل" كثيرًا، لتعلن عبر "تويتر" على لسان مديرها سوندار بيتشاي أن إجبار الشركات على السماح بقرصنتها قد يمس بخصوصية المستعملين.

وفي السياق نفسه، أعلنت كل من "فيسبوك" و"تويتر" عن تضامنهما مع شركة "آبل" في معركتها ضد محاولة مكتب الإف بي آي اختراق خصوصية زبائنها من أجل التحريات.

وأعلن مدير موقع "تويتر" جاك دورسي عبر تغريدة له عن تضامنه مع تيم كوك مدير شركة آبل ضد مكتب التحقيقات الفدرالي. كما أرفق التغريدة بالرسالة التي أرسلها تيم كوك إلى كل زبائن "آبل" لشرح موقفها من عدم التعاون مع الإف بي آي وحشد الدعم والتعاون معها.


موقع "فيسبوك" بدوره عبر عن تضامنه مع شركة "آبل"، حيث أعلن متحدث باسم "فيسبوك" في تصريح لموقع "ماشابل" أن الأمر سابقة خطيرة، وسوف يظل "فيسبوك" يحارب محاولة اختراق خصوصية المستهلكين. 

أما جان كوم مؤسس تطبيق "واتساب"، فدعم "آبل"، وقال إنّ "على الجميع عدم السماح بحدوث هذه الخطوة الخطيرة. حريتنا على المحك".

وتدخل البيت الأبيض، حيث قال جوش إرنست، المتحدث باسمه، إنّ المحكمة والـ FBI لم يطالبا "آبل" بأن تصنع لهم باباً خفياً حتى يتم اختراق "آيفون"، إنما المساعدة قي اختراق الجهاز المعني وتعطيل خاصية مسح البيانات.

لكنّ تيم كوك عاد ليرد على بيان البيت الأبيض، مشيراً إلى أنه "قد يقول بعضهم إنّ بناء منفذ إلى هاتف آيفون واحد أمر سهل، لكنّهم يتجاهلون بذلك أسس الأمن الرقمي، ومعنى ما تطلبه الحكومة في هذه القضيّة"، مطالباً الرئيس الأميركي باراك أوباما بإصدار بيان لدعم الشركة.

وكان المشتبه بهما بتنفيذ الجريمة، فاروق سعيد وزوجته تاشفين مالك، تخلصا من الأقراص الصلبة لأجهزة الحاسوب والهواتف الخليوية التي كانا يمتلكانها قبل مقتلهما على أيدي رجال الشرطة، حيث ألقي بعضها في إحدى البحيرات وبعضها جرى تحطيمه في منزلهما.

وبينما دافع بعضهم عن حق FBI في الحصول على خرق التشفير، كتب أحد المستخدمين على "تويتر"، مختصراً جميع التعليقات: "إذا كان إملاء الحكومة الأميركية تشفير "آيفون" يبدو عادياً بالنسبة إليكم، ماذا ستفعلون عندما تطلب الصين الأمر نفسه؟"




اقرأ أيضاً: 5 أدوات لحماية حساباتكم على الإنترنت من الاختراق
المساهمون