نينجا كاموي: عائلة سعيدة هاربة من شيء ما

نينجا كاموي: عائلة سعيدة هاربة من شيء ما

08 مايو 2024
حاز تقييم 8/10 في الأسابيع الأولى من عرضه (IMDb)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "نينجا كاموي" حقق إنجازاً عالمياً بجذبه للجمهور العالمي في وقت قياسي، مع تقييم مرتفع يصل إلى 8/10 دون أن يكون مقتبساً من مانغا، متنافساً مع إنتاجات أنمي أخرى وأعمال نتفليكس.
- يتميز بجودة بصرية عالية وحبكة تدور حول قصة انتقام تتطور إلى مهمة أكبر، مستفيداً من عناصر ثقافية مثل النينجا والتكنولوجيا، مع الحفاظ على بساطة القصة.
- واجه التحديات مثل استخدام صور واقعية قد تبدو غير متناسقة مع الأسلوب الفني، واستخدام الميكا والأقنعة دون تأثير كبير على تطور الشخصيات، لكنه استطاع تقديم تجربة مثيرة لعشاق النينجا وقصص الانتقام.

خلال وقت قياسي، حصد الأنمي الأصلي الجديد نينجا كاموي (Ninja Kamui) شريحة واسعة من المشاهدين، وذلك لوصوله إلى العالمية عن طريق عرضه في الولايات المتحدة الأميركية وكندا عبر قناة Adult Swim. الأنمي الأصلي غير المقتبس عن مانغا وصل إلى تقييم مرتفع؛ إذ حاز 8/10 في الأسابيع الأولى من عرضه، منافساً في ذلك إنتاجات الأنمي المقتبسة من مانغا، التي تحصل على تسويق مسبق وتضمن جمهوراً أولياً، وإنتاجات منصة نتفليكس من الأنمي التي تصل بسهولة إلى شرائح كبيرة من المشاهدين بسرعة.
قدم الأنمي تحفة بصرية متكاملة من ناحية الرسم والألوان والتحريك ومشاهد القتال، مستفيداً من كل العناصر التي يمكنها تزيين العرض البصري، مثل ثقافة النينجا والأقنعة والتكنولوجيا وثقافة أنمي الميكا، وأيضاً الغرب الأميركي، مع حبكة بسيطة جداً لحكاية انتقام تقليدية.

نينجا كاموي... البطل يريد الانتقام

نشاهد عائلة أميركية سعيدة، لكنها هاربة من شيء ما. وسرعان ما يُكتَشف مخبأ هذه العائلة، ليقوم مقاتلون من النينجا بتنفيذ مجزرة ينجو منها الأب، وهو البطل، ليسعى بعدها إلى الانتقام. مع الوقت، نعرف أن البطل المدعو هيغان وزوجته كانا ضمن منظمة نينجا خالفا قوانينها وحكم عليهما بالقتل، مثل أي شخص يخون المنظمة. وخلال رحلته، يلتقي هيغان بأشخاص مختلفين، لتتطور الحكاية من مجرد بحث عن انتقام شخصي، إلى هدف أسمى هو إسقاط منظمة فاسدة تحاول الاستيلاء على الطاقة والتطور التقني في العالم، عبر حصولها على دعم منظمة النينجا كقوة للقضاء على أي معارضة. حتى النهاية، تبقى الحبكة متوقعة وبسيطة، مقابل العرض البصري المميز للأنمي.


في الحلقات الأولى، نرى مستوى بصرياً قريباً من أفلام التحريك السينمائية الأشهر مثل Akira وGhost in the Shell، خصوصاً مع اعتماد لونية الأحمر والأزرق، وهي لونية تعبر عن فضاءات التكنولوجيا والثقافة اليابانية. لكن أنمي "نينجا كاموي" يذهب إلى أبعد من ذلك، مستفيداً من تراث النينجا والغرب الأميركي، بهدف إضفاء المزيد من الطبقات البصرية في الخلفيات وفي ملابس الشخصيات وحركتها.
ومع كل هذه الطبقات البصرية، نفاجأ بعرض صور واقعية (فوتوغرافية وليست مرسومة) في حلقتين من الأنمي، بشكل لا يبدو مفيداً للصيغة الفنية التي استفادت منها أنميات سابقة مثل The Tatami Galaxy، الذي سمحت طبيعته القريبة من السوريالية بإدخال فيديوهات من الواقع. كما أن هذه الصور ليست محاولة للتوفير في الإنتاج لكونها مجرد صور عابرة استخدمتها إحدى الشخصيات في عرضها التقديمي عن الشركة التي يسعى البطل خلفها. لتعود الصور الواقعية للظهور في الحلقة الأخيرة كلقطات سريعة أيضاً، وهذه المرة كتعبير عن بؤس العالم.
الوظيفة الوحيدة الممكنة لهذه الصور هي محاولة ربط أحداث الأنمي بما يجري في الواقع الحقيقي بشكل قسري. نينجا كاموي أنمي فانتازيا وخيال علمي يقدم كل الفانتازيا الممكنة المتعلقة بالنينجا وقواهم الخارقة، لكن الخيال العلمي هو ما يحاول صناع العمل ربطه بالواقع، حيث تستولي الشركات الخاصة على إنتاجات الطاقة بشكل مستقل تقريباً عن الحكومات وارتفاع قيمة البيانات لتغذية قطاعات التكنلوجيا والحصول على دعم قوات مسلحة لتحقيق مصالحها. ما فعلته الصور الفوتوغرافية الواقعية هو إعطاء دفعة للتأويل لإضفاء مسحة عميقة مرتبطة بواقع الحياة على العمل، لكن كل ما حققته هو نشاز في العرض البصري ورسائل مباشرة تسهل التلقي على جمهور المراهقين المستهدف.

جماليات القتال

بدلاً من ذلك، كان يمكن الاستفادة من الإمكانات العالية التي امتلكها الأنمي على المستوى البصري، والتي كانت ستفيد في تطور الشخصيات والعمل نفسه ككل، مثل الأقنعة ذات الأنواع المختلفة. أول الأقنعة التي نراها هي ما تسمح بتنكر كامل عبر استخدام تقنية ما تغير الشكل، ثم نرى أقنعة المحاربين اليابانية التقليدية، وأخيراً بدلات القتال المطورة، وحتى التشوه الذي نال من شخصيتين. إلا أن هذا التنويع على الشكل والقناع لم يقدم شيئاً على مستوى الشخصيات إطلاقاً، ولم يظهر أي تغيير في السلوك، وبدا مجرد شكليات تغطي على التطور الضعيف جداً للشخصيات.
كما أن استخدام الميكا (بدلات القتال) بحد ذاته موضع تساؤل، لأنها وإن رفعت من مستوى الزينة البصرية، فقد أدّت إلى انخفاض شديد في جماليات قتال النينجا التي ظهرت في الحلقة الأولى، وفي الوقت نفسه لم تقدم كثيراً إلى مضمون تطور القتال والأسلحة في العالم. ساهمت هذه البدلات بالتأكيد بتطوير خط منظمة النينجا، ومحاولتها الانخراط بالقوة الجديدة، إلا أن ثمن هذا المضمون البسيط تمثّل في فقدان رونق قتالات النينجا التي ظهرت بتميّز في البداية.

بمميزات كثيرة تقابلها عيوب كثيرة كذلك، تمكن Ninja Kamui من الوصول إلى قمة إنتاجات موسم شتاء 2024، مقدماً تجربة مثيرة لعشاق حكايات الانتقام ومغامرات النينجا الخيالية التي تعود إلى الظهور بشكلها الكلاسيكي تقريباً، والمختلف عن تجربة Naruto، فخلال عرض Ninja Kamui، أُعلن عن نسخة حية من أنمي Golden Kamuy الذي يتحدث عن النينجا كذلك.

المساهمون