نساء في الملاعب: أين المعدّات؟

نساء في الملاعب: أين المعدّات؟

18 ديسمبر 2022
غرافيتي للاعبة الإنكليزية هيلين هاردي (تريستان فيوينغز/Getty)
+ الخط -

تحتاج لاعبات كرة القدم منتجات مصممة خصيصاً لهن، مثل الأدوات والأحذية والكرات وأطقم الملابس، من أجل تحسين أدائهن وسلامتهن على أرض الملعب، وفقاً لدراسة مرجعية جديدة نشرت في مجلة Sports Engineering، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

خلص المؤلفون إلى أنه على الرغم من إحراز بعض التقدم في تلبية احتياجات اللاعبات من الأدوات الرياضية وأطقم الملابس، فإن هناك ثغرات أساسية في مجال البحث والتطوير والإنتاج في كرة القدم للنساء، إذ لا تزال التكنولوجيا والمعدات مصممة إلى حد كبير لتناسب لاعبي كرة القدم من الرجال، من ناحية الأداء واعتبارات السلامة والراحة واللياقة، رغم زيادة شعبية كرة القدم النسائية المحترفة في العديد من البلدان.

رصدت الدراسة المرجعية 32 مقالة علمية منشورة فقط حول التكنولوجيا في كرة القدم للنساء، على الرغم من تزايد مطالبة لاعبات كرة القدم النسائية بتطوير الأدوات والملابس لتتناسب مع الانتشار الكبير للعبة. كان أبرز مظاهر انتشار كرة القدم النسائية وارتفاع شعبيتها فوز إنكلترا الأخير في بطولة كرة القدم الأوروبية للسيدات 2022. طرح المؤلفون عشرة أسئلة، بهدف تسليط الضوء على الحد الأدنى من التقدم المحرز في تكنولوجيا كرة القدم والرياضات المختلفة للنساء، والعقبات التي تحول دون إتاحة المعدات المخصصة للاعبات.

ناقش الباحثون سبب أهمية التكنولوجيا المصممة للاعبات كرة القدم، وأشاروا إلى أنه على الرغم من أن النساء لديهن احتياجات بدنية مختلفة عن الرجال، إلا أن معدات، مثل أحذية كرة القدم والكرات، لا تزال مصممة للرجال بدلاً من النساء. يمكن أن يزيد تجاهل هذه الاعتبارات من مخاطر تعرض اللاعبات للإصابة نتيجة الأحذية غير الملائمة التي تقلل من الأداء بسبب الجهد - الأكبر نسبياً - المطلوب لركل الكرة مقارنة بالرجال.

شارك في إعداد الدراسة باحثون أكاديميون ولاعبات محترفات. قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة كاترين كريغر، محاضرة الطب الرياضي وإعادة التأهيل في جامعة سانت ماري البريطانية: "لقد كانت هذه الدراسة مزيجاً بين الخبرة المكتسبة من البحث الذي أجراه الأكاديميون في مجموعة المؤلفين، والتجارب الحية التي قامت بها الرياضيات الممارسات، إذ يمكنهن عملهن وممارستهن المستمرة للعبة من وضع أيديهن على مواضع الخلل وأسباب المشكلات".

وأوضحت كريغر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هناك العديد من التطورات التي لا يمكن إنكارها في مجال كرة القدم النسائية. على سبيل المثال، القمصان والسراويل القصيرة والجوارب. في حين أن بعض الأمور لا تزال تمثل مشكلة مثل أحذية الرياضة التي لا تناسب طبيعة الإناث، ومصممة لتناسب مقاسات وطبيعة أقدام الرجال، "لذلك نريد أن نجعل المصنعين والباحثين وعامة الناس على دراية بالقضايا الحالية التي نحتاج إلى معالجتها لضمان المساواة في كرة القدم من منظور تقني".

إضافة إلى ذلك، أفاد المؤلفون بأن العديد من لاعبات كرة القدم النسائية يشعرن بعدم الارتياح أثناء ارتداء سروال كرة القدم "شورت" (يكون عادة أبيض)، بسبب مخاوف بشأن تسربات الدورة الشهرية المحتملة، إضافة إلى الاعتبارات الدينية التي تمنع بعض النساء من ارتداء سروال قصير. وغالباً ما يجري إلزام لاعبات كرة القدم المحترفات بارتداء حمالات صدر رياضية محددة يوفرها رعاة المجموعة أو الفريق، بدلاً من حمالة الصدر الرياضية المثالية لبنيتهم البدنية. يمكن أن يقلل هذا أيضا من الأداء ويؤدي إلى عدم الراحة أثناء الجري والدوران.

لاحظ المؤلفون أن الشركات المصنعة تدرك نقص التطور في تكنولوجيا كرة القدم للسيدات، وأن هناك تحولاً إيجابياً نحو المنتجات الخاصة بالنساء. ومع ذلك، فإن التقدم محدود بسبب نقص الأبحاث العلمية، وهناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لمعالجة الثغرات الأساسية في فهم احتياجات لاعبات كرة القدم.

وأشارت الباحثة إلى أهمية توسيع مشاركة النساء في كرة القدم، ورفع مستوى الوعي والرعاية واهتمام وسائل الإعلام، والتغطية التلفزيونية، وقالت: "نحتاج إلى التأكد من أن النساء يلعبن بأطقم تناسبهن، بأحذية غير مؤذية، مع حمالات صدر عملية ومريحة، وأن طاقم العمل الذي يقف خلف الفريق لديه المعدات المثلى لفهم بنية اللاعب، وإدارة الإصابات وما إلى ذلك". وأضافت: "لقد رأينا أيضا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يسمح بالحجاب على أرض الملعب منذ 2014، ما يسمح بالاندماج الديني في اللعبة".

المساهمون